إسرائيل.. عقيدة الاغتيالات

إسرائيل.. عقيدة الاغتيالات

مدريد – عبد العلي جدوبي

اشتعلت دورة العنف والاغتيالات الإسرائيلية من جديد، وواصلت سلطات الاحتلال استهداف الشباب الفلسطيني، حيث بلغت عمليات الإعدامات الميدانية 264 شهيدا فلسطينيا هذا العام.

فقد أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، على اتخاد مزيد من التدابير القاسية ضد المواطنين الفلسطينيين، بموازاة منح حرية أكبر لعصابات المستوطنين الإسرائيليين التي تقوم بأعمال عدوانية وتخريبية في حق الفلسطينيين بسرقة ممتلكاتهم، وإتلاف خزانات المياه، وتجريف الأراضي الزراعية. في الوقت الذي تستمر فيه سلطات الاحتلال بهدم المنازل وبالاعتقالات وإطلاق النار على المحتجين الرافضين لسياسة التهويد والاعتداءات وتوسيع المستوطنات.

ورغم أن العالم كله، من خلال مؤسساته الدولية الشرعية والرسمية ندد بهذه السياسة العدوانية، فإن قادة تل أبيب ماضون في تنفيد سياسة الضم، من خلال عمليات التهويد والاستيطان بغاية تغيير معالم المنطقة والعبث بخصوصيتهاالعربية الفلسطينية.

لقد كان ومازال همّ إسرائيل هو تغيير الحدود بعد احتلالها للأراضي العربية، وعندما تم لها احتلال هضبة الجولان عام 1967، سارعت إلى اتخاد تدابير وإجراءات على كافة الأصعدة، الغرض منها السيطرة النهائية على الجولان، وهي أطماع قديمة كانت تدغدغ أذهان إسرائيل حتى قبل أن يقوم لها كيان في المنطقة .

ويبدو أن المشروع الإسرائيلي في واجهته الإيديولوجية، يعتمد بالأساس على  أن تكون لإسرائيل حدود متغيرة باستمرار، وانغمارها الدائم في تنفيد هذا المخطط، وما سعيها إلى ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، إلا بهدف التغلغل داخل المياه الإقليمية اللبنانية، وتوسيع مداراتها بذريعة التصدي للمد الإيراني !

فما يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي يصر على أن إسرائيل حددت لنفسها الأراضي الفلسطينية التي تتمسك بإبقائها تحت سيطرتها، في إطار ما أسماه بـ “حل سلمي”، كما اعتبر أن القدس الكبرى تشمل العديد من مستوطنات الضفة الغربية، ومستوطنات منطقة بيت لحم ووادي الاردن بأكمله، وكذا الطرقات الرئيسية، وعلى مصادر المياه، والقطاعات القريبة من الحدود الاسرائيلية المستحدثة. بما يفيد أن ستين بالمائة من أراضي الضفة الغربية ستبقى تحت سلطات الاحتلال. وتجدر الإشارة إلى أنه مند اتفاقيات الحكم الذاتي يمتلك الفلسطينيون ثلاثة بالمائة فقط من مساحة أراضي الضفة الغربية، وستين في المائة من أراضي قطاع غزة !

لم يعد خفيا أن ما يوجه الإسرائيليين ليس هو مؤتمر مدريد أو اتفاقات أوسلو، وإنما كتب “العهد القديم” وخرافة “الشعب المختار” وشعور الإسرائيليين بالاضطهاد، وكأنه نوع من التوحيد بالمعتدين، وجعل الدم الفلسطيني معهدا لتخرج خبراء القتل، ووسيلة يحتاج إليها اليهودي، كما ورد في التوراة، لتحرير نفسه بنفسه ومن ذاته !!

إن هذه الأسطورة اللامنطق، هي التي دفعت سلطات تل أبيب لاقتراف المزيد من الجرائم في حق الفلسطينيين، والتمادي في التجويد وفي زيادة أعداد المستوطنات !

فإلى متى سيستمر المحتل الإسرائيلي في سياسته المتطرفة، وفقا لمبادئ مدرسة (جابوتسكي) التي تعتبر استخدام القوة أمرا ضروريا لخلق أمر واقع، وهو الطريق الوحيد لإرهاب الفلسطينيين والتنكيل بهم، وإبقاء أوضاع الاحتلال على حالها؟

Visited 11 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

عبد العلي جدوبي

صحفي مغربي