إيران: الانتفاضة ضد القتل تتواصل والغضب يتصاعد فهل حان الوقت؟

إيران: الانتفاضة ضد القتل تتواصل والغضب يتصاعد فهل حان الوقت؟

السؤال الآن ــــ تقارير ووكالات

اكد رئيس القضاء في محافظة أذربيجان الغربية، ناصر عتباتي، صحة التقارير التي تحدثت عن مقتل أحد المتظاهرين برصاص ناري، مساء الأربعاء، لكنه نفى أن تكون قوات الأمن الإيرانية هي من قتلت هذا المتظاهر، زاعما أن قوات الأمن لا تستخدم الأسلحة النارية في التعامل مع الاحتجاجات، بينما أعلنت “ميزان”، التابعة للسلطة القضائية في إيران، عن مقتل عنصر من الحرس الثوري خلال احتجاجات أمس في طهران. وقالت انه يدعى “أمير كمندي” وهو برتبة رائد.

وكان جمع غفير خرج اليوم لتشييع إسماعيل مولودي، أحد الشباب المحتجين في مهاباد، بمحافظة آذربيجان الغربية، الذي قتل بنيران قوات الأمن الإيرانية، واستولى المواطنون المحتجون على مبنى قائم مقام المدينة. ورددوا شعارات احتجاجية مثل: “الموت للديكتاتور”.

 

ونتيجة لإطلاق النار من قبل عناصر الأمن، أصيب عدد من المتظاهرين، لكن أهالي مهاباد أغلقوا بعض الشوارع مع توسع الاحتجاجات. وبحسب تقارير محلية، دخل المتظاهرون مبنى القائم مقام واحتلوه.

وتظهر مقاطع فيديو مبنى القائم مقام في مدينة مهاباد وهو يحترق.

يذكر أن مولودي شارك مساء الأربعاء، في مظاهرة احتجاجية أقيمت بمناسبة اليوم الأربعين لمقتل مهسا أميني. وبحسب الأنباء، فقد قُتل في هذا التظاهرة، بعد أن أطلقت عليه القوات الأمنية النار مباشرة برصاصة نارية.

يشار إلى أن مولودي، المعروف باسم “سمكو”، متزوج وأب لطفل واحد، ووفقًا لتقرير منظمة حقوق الإنسان “هنغاو”، “نُقل إلى المسجد على أكتاف الناس الليلة الماضية”، وفي جنازته اليوم هتف المتظاهرون شعار “الشهيد لا يموت“.

كما ذكرت “هنغاو” أنه بالإضافة إلى إسماعيل مولودي، فقد قُتل شاب آخر يبلغ من العمر 21 عامًا يدعى محمد شريعتي في سنندج بنيران مباشرة من قوات الأمن الإيرانية، خلال احتجاجات الليلة الماضية التي شهدتها 13 مدينة بكردستان إيران.

وانتقاما من الطلاب كما يبدو أشار عبد الرسول بور عباس، رئيس منظمة “سنجش” التابعة لوزارة العلوم الإيرانية، إلى تكثيف الإجراءات الأمنية لاختبار دخول الجامعات، وأعلن أن اختبار الدخول إلى الجامعة سيتم مستقبلا بحضور ممثلين عن القضاء، والشرطة، والأمن، وكذلك جهاز استخبارات الحرس الثوري، والشرطة السيبرانية.

وفي أعقاب تصاعد الانتفاضة الشعبية ضد النظام الإيراني والدعم العالمي لهذه الانتفاضة، دعا عدد من الشخصيات والمجموعات إلى “جولة جديدة” من المسيرات والتظاهرات في الشوارع، وتشكيل سلسلة بشرية في عدد من المدن العالمية.

ففي إيران، أطلق شباب أحياء المدن المختلفة دعوات للتظاهر، ونشرت مجموعة “شباب أحياء طهران” بيانًا، أشارت فيه إلى ذكرى الأربعين لمقتل “نيكا شاكرمي”، التي قُتلت في الاحتجاجات، وطلبت من المواطنيين النزول إلى الشوارع يوميًا اعتبارًا من اليوم الخميس.  

وفي إشارة إلى عيد ميلاد “كورش” التقليدي (احتفال قومي إيراني)، كتبت هذه المجموعة: “سنحول نهاية أكتوبر وبداية نوفمبر (تشرين الثاني) إلى جحيم للملالي ومرتزقتهم”.

في الوقت نفسه، دعت مجموعة “شباب أحياء تبريز” الناس للتجمع في الشوارع وكتبوا “كل يوم في تبريز هو يوم تظاهر”.

وفي أنزلي، طالبت مجموعة “شباب أحياء أنزلي”، في إعلانها الأول، أهالي هذه المدينة بإغلاق محالهم اعتبارًا من ظهر اليوم، وتزامنًا مع اليوم الأربعين لوفاة نيكا شاكرمي، وكذلك تنظيم تجمعات في ساحة أنزلي. وأصدرت مجموعة من النساء دعوة لتجمع وطني يوم السبت 29 أكتوبر.

وخارج إيران، أصدر المتحدث باسم جمعية أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية، حامد إسماعيليون، دعوة لتنظيم سلسلة بشرية يوم السبت 29 أكتوبر.

وبعد تجمع عشرات الآلاف من الأشخاص في 22 أكتوبر الجاري في برلين، والذي تم بدعوته وجمعية أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية، دعا اسماعيليون إلى إنشاء سلاسل بشرية في جميع أنحاء العالم، مكررًا عبارة “لقد حان الوقت” في دعوته الجديدة.

ووفقًا لهذه الدعوة، سيتم تشكيل سلسلة بشرية يوم السبت 29 أكتوبر في العديد من مدن وولايات كندا، وألمانيا، ولوكسمبورغ، وهولندا، ونيوزيلندا، والسويد، وسويسرا، واسكتلندا، وأميركا، إلخ.

حذر المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران، جاويد رحمن، من تدهور أوضاع حقوق الإنسان في إيران في الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة لهذه المنظمة، وقال: “العقوبات لا تعفي الحكومة من التزاماتها تجاه القوانين الدولية لحقوق الإنسان“.

وفي الوقت الذي أعرب فيه 21 خبيرًا من الأمم المتحدة عن قلقهم العميق إزاء قمع المتظاهرين في إيران، أعرب رحمن عن قلقه البالغ إزاء مقتل المتظاهرين بمن فيهم الأطفال، وطالب بإنشاء آلية تحقيق مستقلة في مقتل مهسا أميني والأحداث التي تلته.

وذكر في تقريره إلى الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن التحقيقات الداخلية لم تستوف الحد الأدنى من معايير الشفافية والحياد. وأشار إلى مقتل المئات من المتظاهرين بينهم 27 طفلا، وإصابة عدد آخر من الأطفال “لدرجة الموت”، وقال إنه قلق للغاية من أنباء عن اعتداءات على مدارس في مدن مختلفة بالدولة واعتقال الأطفال. ووصف انتهاك حقوق الإنسان والعنف ضد المتظاهرين في إيران بأنه “غير مسبوق”. واشار إلى الضغط على أهالي القتلى للإدلاء باعترافات قسرية، وإنكار مقتل أقاربهم خلال الاحتجاجات، فضلًا عن اعتقال آلاف الأشخاص.

في الوقت نفسه، أعرب 21 خبيرًا من خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة عن قلقهم العميق بشأن استخدام الرصاص الحربي أثناء قمع المتظاهرين في إيران. كما وصفوا التقارير المتعلقة بالعنف الجسدي والجنسي ضد النساء أثناء الاحتجاجات وحرمانهن من حقوقهن أثناء الاحتجاز وبعد ذلك بـ”المروعة”.وطالبوا بإجراء تحقيق دولي مستقل في هذه القضايا. وأيد المقررون والخبراء في الامم الكمتحدة طلب تشكيل آلية دولية خاصة لإنهاء حصانة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان في إيران ومحاسبتهم، وهو ما سبق أن اقترحته منظمة العفو الدولية.

<

p style=”text-align: justify;”>من جهة ثانية، وبعد تشديد الضغط على المحامين سينا يوسفي، وأمير مهدي بور، وقاسم بعدي، وواستمرار احتجازهم في سجن تبريز بإيران، أبلغ هؤلاء المحامون الحقوقيون عائلاتهم عبر الهاتف بأنهم سيضربون عن الطعام.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة