قمم.. قمم.. قمم..!

قمم.. قمم.. قمم..!

د. محمد الشرقاوي، واشنطن

 

قمم.. قمم.. قمم

أوداجٌ منفوخةٌ

ومقاماتٌ عاجيةٌ

وأنَفَاتٌ بلا هِمَم

 

طواحينُ هواءٍ ودونكيشوتات

يتخفّون تحت المظاهر والعِمم

وخطبٌ هلاميةٌ شاردةٌ

بلا نِصْفِ صدقٍ.. بلا صفاءِ ذِمم

 

ولا هم غيّروا تصنيفَ مراتبنا

أعلى من رعيةٍ ورعاعٍ

وحُجَّابٍ وخَدَم

 

في جلستهم، ميكروفونات النشاز

تصدح بلا عقلٍ بلا حِكم

والعالم يشهد بُؤْسَنَا

وكيف يحكمنا بعض القزم!

 

هذا قيسُ أبي جهلٍ

وذاك حفيدُ أبي لهبٍ

يعيثون فينا من جديد

قهرَ السنين وفسادَ القِدم

 

لا “ثورة الياسمين” تنجو،

ولا الحلمُ يعيشُ فوقَ اللَّغَم

وشباب الميدان في كل عاصمة

تخنقهم فزّاعة الأمن وزنازنُ العَتَم

 

*********

إرم.. إرم.. إرم..

طواغيتُ عادٍ وتمودٍ عادوا

فألغوا الربيعَ ووصولَ النِّعَم

 

دساتيرُ على الرفّ، ووعودٌ

تاهت أدراجَ التناسي والعَدَم

 

وبرلمانات من صنف الكومبارس

سهل المراس، خَدُومٍ في تأجير الذّمم

 

فلا الحكمُ فضيلةٌ

ولا السياسةُ ما سطّر القلم

وإنما غنيمةٌ جامحةٌ أو تقرّبٌ

زلفى إلى أقوياء العجم

 

لكن شعوب اليوم

حُبلى باليأس،

مكويةٌ بالفقر

وأسعار الحِمم

 

ونحن في ذات

العماد الجديدة

مجرد ظلالٍ وتجهّمٍ

وغيومِ عَتَم

 

مستشاروهم وأبواق المادحين

ينفخون في مزمار الريح العدم

يقولون: ما مرّ الربيع

هنا يومًا،

لكن النزيف فينا يُديم

أمارات الوَشَم

 

قمم.. قمم.. قمم..

وضاربو الدفوف

 في جوقة الغشم

يمدحون جزافًا

ويلحسون غبار القدم

 

أو راكعون خاشعون

عند محراب الصنم

ونحن نبكي حظنا خيبةً،

وتضحك فينا شتى الأمم

 

على رعاةٍ بعضهم بقرونٍ

وبعضهم بسنم

نحن في تقديرهم مجرد

قطعان ماعز وغنم

 

و أقصى ما يحرّكنا

لهفةُ جوعٍ أو حرقةُ نهم

نحن كسرنا كل الوتن

لنخرج من هوامش العتم

 

ولم نعد نخاف السوط

أو نعبد خيال الصنم

وأنّا لسنا قطيعا،

وأنتم ما عدتم رعاةَ غنم

 

فاصحوا من سكرة العمر

بشرب بول الغنم

وإذا تضورت بطونكم،

فهي حالكم من طول السقم

 

لكن شعوب هذا العصر ما

عادت تحتمل هذا السأم

 

فيا أذان التكبّر والصمم

نريد أن يكون لنا الرفاه والعدل

والعزة كبقية الشعوب والأمم!

Visited 7 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. محمد الشرقاوي

أكاديمي وكاتب مغربي