إسقاط الطائف .. حرب أهلية

إسقاط الطائف .. حرب أهلية

حسان حجار

كثيرون لم يقرأوا اتفاق الطائف، الذي تحول دستورا للبنان في العام 1989 ومن المؤسف ان بعض القوى اليوم تتعامل مع السعي لتعديله او الغائه من منطلق المصلحة الفئوية الضيقة او تأتمر بأوامر من لا يريدوا دستور الطائف، للاستمرار في الهيمنة والابتزاز وخرق الدستور الى ما  شاء الله.

والبعض يريد اسقاط الطائف ولا يملكون الثقافة والمعرفة بتاريخ لبنان وما جرى فيه منذ ما قبل العام 1958 وما تلاه ولا بد من لفت انظار هولاء لما يلي:

كل اتفاق على نظام او دستور معين، تتحكم به موازين القوى بين الاطراف المتنازعة.

اتفاق الطائف وقتها وخلافا لمنطق موازين القوى المتعارف عليه، لم يكن مجحفا بحق الطوائف المسيحية عموما، اذ انه شرّع المناصفة في الدستور واعطى الكثير من الوظائف القيادية التنفيذية للطائفة المارونية وأكد المناصفة في وظائف الفئة الاولى، مقابل الغاء طائفية الوظيفة في الفئات الادنى وربطها بالكفاءة وربط التوظيف بمجلس الخدمة المدنية .

الخوف اليوم ومع تغيّر التركيبة السياسية داخل المكونات اللبنانية ان يتم نسف كل اسس الطائف والذي كان للمملكة العربية السعودية وقتها اصرارا وضغطا للوصول لمناصفة مكرسة في الدستور .

اما اليوم فإن من يطرحون استعادة دور وصلاحيات الرئاسة القديمة،اما انهم يعيشون خارج التاريخ ولا يقدّرون مخاطر هذا الطرح الذي لا ميزان قوى يميل لصالحهم لتحقيقه، مما قد يطرح امورا غير محسوبة اقلها المثالثة والتعداد وهنا سيدخل البلد في نزاع طويل ويفرض القوي رؤيته سلما ام حربا .

من هنا تأتي الدعوة للتمسك حاليا باتفاق الطائف وتنفيذ بنوده، كي لا نقول آسفين :الله يسترنا من الاعظم .

هذه رؤيتي وتحليلي للمرحلة هذه، فأنا شاهد على كل ما جرى منذ ما قبل بداية الحرب الاهلية في العام 75 .

<

p style=”text-align: justify;”>والحقيقة ان الحرب الاهلية كانت قد بدأت قبل ذلك، اي في العام 73 بعد ان قصف الطيران اللبناني منطقة الطريق الجديدة اثناء اشتباكه مع الفلسطينيين وقتها، ثم جاء اغتيال معروف سعد ليؤشر لحتمية الصدام الذي كان متوقعا نظرا لاستعدادات كل القوى وقتها يمينا ويسارا وجنوحها نحو التدريب والتسلح . لقد دفع الشعب اللبناني ثمنا فادحا بسبب تعنت القوى السياسبة المختلفة والتي رفضت اي أفكار لاصلاح النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي مع ما قد يستتبع ذلك من حل للخلافات الداخلية التي كانت ستوحد موقف اللبنانيين من مسألة التمدد الفلسطيني المسلح، بدل احتضانه من قوى اليسار وطبعه بطابع الطائفية .

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة