إيران: تهم خطيرة ضد 11 ناشطا وتحرش جنسي بمعتقلي الانتفاضة

إيران: تهم خطيرة ضد 11 ناشطا وتحرش جنسي بمعتقلي الانتفاضة

 السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير

أفادت “لجنة متابعة أوضاع معتقلي” الانتفاضة الشعبية الإيرانية عن تعرضهم للتعذيب والتحرش الجنسي والتهديد بالاغتصاب، وحرمان المعتقلين المصابين من الخدمات الطبية، واحتجاز البعض في معتقلات سرية”، معلنة أنها “تمكنت من تسجيل أسماء أكثر من 1600 معتقل بينهم 65 طفلا”.

ومن بين هؤلاء السجناء 969 مواطنا، و393 طالبا، و145 ناشطا مدنيا، و42 صحافيا، و40 ناشطا سياسيا، و38 ناشطة في مجال حقوق المرأة، و26 محاميا.

وذكرت أن 9″ من المعتقلين متهمون بـ”الحرابة” وأن عددا من المعتقلين الآخرين، بما في ذلك في إقليم كردستان، تعرضوا أيضا لتهمة “الحرابة” دون إعلان”.

من جهتها، أعربت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية عن قلقها من احتمال إعدام بعض المتظاهرين الذين تم اعتقالهم خلال الانتفاضة الثورية للشعب الإيراني ضد نظام الجمهورية الإسلامية، وطالبت المجتمع الدولي بمنع هذه الجريمة من خلال الرد في الوقت المناسب.

وأعلنت “لجنة متابعة أوضاع المعتقلين” أن “العديد من المعتقلين تعرضوا للتعذيب الذي لا تزال آثاره قائمة بعد أيام وأسابيع من الإفراج المؤقت عنهم”، مشيرة إلة إنه “تم إبلاغ هذه اللجنة بتقارير التعذيب الجنسي والتهديد بالاغتصاب، كما تم تهديد بعض المعتقلين بالقبض على أفراد عائلاتهم ومضايقتهم”.

وقالت إحدى المعتقلات إنهم أجبروها على خلع ملابسها والجلوس والوقوف عارية أمام شرطية في العنبر 209 في إيفين. كما تم تهديد سجينة أخرى صراحة بالاغتصاب. وقال المحققون لها وللمعتقلات الأخريات: “إذا تعرضتن للاغتصاب هنا، فلا يمكنكن الاحتجاج أنتن تبحثن عن العري وعليكن أن تدفعن ثمنه”.

وقد أعلن أحد الذين أفرج عنهم مؤخرًا من سجن تبريز أنه في الجناح العام والحجر الصحي في هذا السجن، يتم وضع بعض معتقلي الاحتجاجات الأخيرة في نفس المكان مع سجناء آخرين، دون مراعاة الفصل بين الجرائم، ويتعرضون للاعتداء الجنسي من قبل هؤلاء السجناء.

وأعلنت “لجنة متابعة أوضاع المعتقلين” عن اعتقال رامين فتحي في سنندج، يوم 13 أكتوبر وبعد 8 أيام طُلب من أسرته الحضور للتعرف على جثته. وأفادت أن “بعض الجرحى الذين أصيبوا بعشرات الرصاصات تُركوا دون رقابة ولم يتم إرسالهم إلى المستشفيات”.

وقال أحد المعتقلين إن اثنين من زملائه في السجن مصابون بكسر في الأسنان وخلع في الكتفين، ولم يتم الاهتمام بحالتهما.

ووفقا للتقارير، فقد تم اعتقال ما لا يقل عن 14000 شخص خلال الانتفاضة الثورية للشعب الإيراني.

من جانبه، نفى مساعد رئيس القضاء الإيراني لشؤون حقوق الإنسان، كاظم غريب آبادي، نفى اعتقال 14 ألف شخص خلال الانتفاضة الثورية للشعب الإيراني، لكنه لم يقدم إحصاءات عن عدد المعتقلين. واكتفى بالقول إن “أكثر من 90 في المائة من المعتقلين” قد أطلق سراحهم.

واليوم وجّه القضاء الإيراني تهما لـ11 موقوفا بينهم امرأة بالضلوع في مقتل روح الله عجميان، أحد قوات التعبئة المعروفة بـ”الباسيج”، الذي قتل في الاحتجاجات الأخيرة في مدينة كرج غربي العاصمة طهران.

وقضى العشرات، بينهم عناصر من قوات الأمن، على هامش الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات وعدّ مسؤولون جزءا كبيرا منها “أعمال شغب”، كما وجّه القضاء تهما مختلفة لأكثر من ألفي موقوف.

وفي الثالث من نوفمبر ــــ تشرين الثاني، أفادت وسائل إعلام إيرانية بمقتل عنصر من قوات التعبئة “الباسيج” المرتبطة بالحرس الثوري، وإصابة 10 عناصر من الشرطة خلال مواجهات مع محتجين على هامش إحياء الذكرى الـ40 لوفاة الشابة حديث نجفي التي قضت على هامش الاحتجاجات في كرج الواقعة غربي طهران.

وأشارت وكالة فارس حينئذ إلى أن العنصر القتيل روح الله عجميان تعرض لطعنات بالسكين ورمي بالحجارة.

وقال مسؤول السلطة القضائية في محافظة ألبرز التي تتبع لها كرج، حسين فاضلي هريكندي، إنه “بعد تحديد المتهمين (بقتل عجميان) وتوقيفهم، أجري تحقيق أولي (…) وأحضر 11 شخصا هم 10 رجال وامرأة أمام القضاء، وصدرت لائحة الاتهام بحقهم من قبل النيابة العامة في كرج“.

وأوضح أن التهم تشمل تهمة “الإفساد في الأرض” التي قد تؤدي إلى الإعدام، إضافة إلى “التجمع والتواطؤ بنية ارتكاب جرائم” ضد الأمن، و”الدعاية ضد النظام (السياسي)” للجمهورية الإسلامية، وفق ما أورد موقع “ميزان أونلاين” التابع للسلطة القضائية. ولم يحدد فاضلي هريكندي إذا كان كل المتهمين يواجهون التهم ذاتها.

وأضاف أنه “خلال هذه الجريمة، قام مثيرو شغب بمهاجمة ومحاصرة هذا العنصر الأمني الذي لم يكن مسلحا”، وعمدوا إلى “تمزيق قميصه ونزع ملابسه عنه، وتسببوا له بجروح من خلال طعنه (…) وإلقاء الحجارة عليه وركله” بطريقة “تخالف كل الأعراف الإنسانية”.

وسبق للسلطة القضائية أن أعلنت توجيه الاتهام إلى أكثر من ألفي شخص على خلفية الاحتجاجات، علما بأن عددا منهم يواجهون تهما قد تصل عقوبتها إلى الإعدام. ودعا خبراء حقوقيون في الأمم المتحدة إيران أمس الجمعة إلى وقف توجيه اتهامات تصل عقوباتها إلى الإعدام بحق أشخاص شاركوا في الاحتجاجات، وحضّوا السلطات على “الإفراج فورا” عمن أُوقفوا على هامش هذه التحركات.

 واليوم تواصلت انتفاضة للشعب الإيراني، بتجمعات واعتصامات واحتجاجات طلابية في مختلف المدن.وتجمع عدد من الطلاب في جامعات طهران، وشريف، وعلم وفرهنك، وبهشتي، وخوارزمي كرج، وأصفهان للفنون، وهرمزكان للعلوم الطبية، وغيرها، احتجاجاً على مقتل المحتجين، لاسيما في الجامعات واعتقال الطلاب وإيقافهم عن الدراسة.

وفي كلية علم النفس بجامعة طهران، اعتصم عدد من الطلاب للاحتجاج على استمرار اعتقال ماهان كجيزان، سكرتير مجلس نقابة هذه الكلية.

كما أصدر طلاب جامعة أصفهان للفنون بيانا، أكدوا فيه استمرار إضرابهم، قائلين: “ما زالت التوابيت تملأ الأرصفة، لن ندخل الفصول الدراسية“.

وفي جامعة خوارزمي فرع كرج، تجمع عدد من الطلاب ورددوا هتافات مثل: “لماذا جلست أيها الشعب أنت منقذنا”، و”قتلتم الطلاب واستبدلتموهم بالملالي”.

وواصل طلاب كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة شريف اعتصامهم في بهو الكلية لإطلاق سراح الطلاب المعتقلين. وفي جامعة علم وفرهنك، مثل الأسابيع الماضية، تم تنظيم تجمع احتجاجي على القمع الشديد للطلاب والشعب. وهتف طلاب هذه الجامعة: “هذه آخر رسالة.. إن تقتلوا ستتأجج نار الثورة”.

وأضرب طلاب جامعة هرمزكان للعلوم الطبية ورفضوا دخول الفصول والمستشفيات لدعم الطلاب الموقوفين عن الدراسة. كما نظم طلاب جامعة بهشتي بطهران اعتصامًا للاحتجاج على اعتقال الطلاب وسجنهم.

وفي الشهر الثاني من هذه الانتفاضة، استمرت التجمعات والاعتصامات للطلاب في مختلف الجامعات، وقد كسروا مرة أخرى قيود الفصل بين الجنسين في بعض الكليات.

واستمراراً للانتفاضة الثورية للشعب الإيراني ضد نظام الجمهورية الإسلامية وفي ذكرى انتفاضة نوفمبر الدموية 2019، دعا شباب أحياء العديد من المدن المواطنين إلى النزول للشوارع يوم 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وقد أعلنت هذه الدعوة المشتركة من قبل شباب تبريز، وزنجان، وأصفهان، ومشهد، وأهواز، وكركان، وبابل، وأعلن موعد التواجد في الشوارع “بالتزامن مع ذكرى مقتل الشباب في نوفمبر 2019”.

وجاء في جزء من هذا البيان المشترك ما يلي: “سنبدأ من المدارس الثانوية والجامعات والأسواق ونواصل التركيز على الأحياء ونتحرك للتواجد في جميع الساحات الرئيسية بالمدينة”.

وعلنت رابطة عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية أنها ستنظم مسيرة كبيرة في مدن مختلفة من العالم، يوم السبت 19 نوفمبر، بمشاركة عائلات القتلى في نوفمبر 2019 ، لدعم “الثورة الإيرانية”.

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة