إيران: السلطات تقطع الأنترنت وتشييع ضحايا الاحتجاجات يتحول إلى ثورة

إيران: السلطات تقطع الأنترنت وتشييع ضحايا الاحتجاجات يتحول إلى ثورة

السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير

قامت السلطات الايرانية اليوم، بقطع خدمة الإنترنت أو إعاقة الوصول إليها بشدة في عدة مدن، بينما أطلق متظاهرون في إيران، هتافات منددة بالنظام خلال جنازة فتى قالت عائلته إنه قُتل على أيدي القوات الأمنية.

ونزل مئات الأشخاص إلى شوارع مدينة إيذة بجنوب غرب إيران خلال جنازة كيان بيرفالاك البالغ من العمر حوالي 10 سنوات، حسب ما أظهر تسجيل مصور نشرته “منظمة حقوق الإنسان في إيران” ومقرها النرويج، ومرصد “1500 تصوير”.

وقالت والدة الفتى خلال مراسم الجنازة، إن كيان أصيب، الأربعاء، برصاص قوات الأمن، علماً أن مسؤولين إيرانيين شددوا على أنه قتل في هجوم “إرهابي” نفذته جماعة متطرفة.

وفي الفيديو الذي نشره “1500 تصوير”، تُسمع والدته وهي تقول خلال المراسم: “اسمعوا مني كيف حصل إطلاق النار كي لا يسعهم القول إنه قُتل على يد إرهابيين لأنهم يكذبون”. وتضيف: “ربما اعتقدوا أننا نريد إطلاق النار أو شيئاً كهذا، وأمطروا السيارة بالرصاص.. قوات بلباس مدني أطلقت النار على طفلي. هذا ما حصل”.

وفي انتقاد للرواية الرسمية للأحداث، هتف متظاهرون: “الباسيج، سباه.. أنتم داعشنا”، على ما يُسمع في تسجيل نشرته “منظمة حقوق الإنسان في إيران”.

وفي تسجيل آخر نشره مرصد “1500 تصوير”، ُسمعت اصوات  متظاهرين وهم يهتفون “الموت لخامنئي”.

وقالت مواقع إعلامية معارضة خارج إيران إن قاصراً آخر هو سبهر مقصودي (14 عاماً) قُتل بالرصاص في ظروف مماثلة في إيذة، الأربعاء.

من جهته، ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني اليوم أن سبعة أشخاص دُفنوا، بينهم فتى عمره تسعة أعوام، مضيفاً أنهم قتلوا على أيدي “إرهابيين” كانوا على متن دراجات نارية. ونقلت وكالة “فارس” للأنباء المرتبطة بالحرس الثوري عن حاكم محافظة الأهواز صادق خليليان قوله إن “عناصر أجنبية” تقف وراء ما حدث.

من جهته، قال هادي قائمي مدير “مركز حقوق الإنسان في إيران” ومقره نيويورك: “كيان بيرفالاك، تسع سنوات، وسبهر مقصودي، 14 سنة، هما من بين 56 طفلاً على الأقل قتلتهم القوات الأمنية الساعية لسحق ثورة 2022 في إيران”.

في سياق متصل، قالت “منظمة حقوق الإنسان في إيران” إن شعارات منددة بالنظام أُطلقت في مدينة تبريز (شمال) خلال جنازة أيلار حقي، طالب الطب الذي يقول نشطاء إنه قُتل إثر سقوطه من مبنى محملين قوات الأمن المسؤولية عن ذلك.

من جهة ثانية، اجمع أغلب المراقبين للشأن الإيراني على أن حرق منزل الخميني يمثل “الثورة الجديدة” ضد الثورة الدينية التي قادها وأسس من خلالها دولة دينية استبدادية البلاد بالحديد والنار منذ 43 عاما.

كما رأى آخرون أن هذا الحدث يمثل بداية نهاية نظام ولاية الفقيه الذي أسسه الخميني، ويثبت أن الإيرانيين يريدون وضع حد لحكم رجال الدين الذين تحولوا من مجرد وعاظ إلى مسؤولين سياسيين ورجال أعمال وسلطة. ويعتبر المنتفضون الإيرانيون أن الخميني ركب موجة الثورة ضد الشاه عام 1979 وسرقها بمباركة غربية وأسس نظاما دينيا خلافا لرغبة الشعوب وذلك في ظل غياب المؤسسات والنقابات والأحزاب السياسية بسبب القمع الذي كان يمارسه نظام الشاه.

وعبر المحتجون الإيرانيون عن نقمتهم من الخميني بسبب تأسيسه للأجهزة القمعية، مثل الباسيج والحرس الثوري ومحكمة الثورة سيئة الصيت وغيرها من مظاهر الاستبداد، حيث بدأ حكمه بقمع مختلف القوى السياسية والشخصيات التي لا تؤيد نهجه من ليبراليين ويساريين، وتصفية حتى أقرب من جاؤوا معه من فرنسا.

كما أنه أصدر قرار فرض الحجاب الإجباري بعد عام من الثورة أي بعدما بدأ حربا طالت 8 سنوات مع العراق والتي خلفت مئات الآلاف من القتلى، وذلك بسبب مشروعه لتصدير الثورة.

يذكر أن الاحتجاجات تضمنت “إسقاط العمائم” التي أصبحت بمثابة تكتيك جديد يستخدمه المحتجون المناهضون للنظام في إيران الذين يستمرون بخروجهم للشوارع للأسبوع التاسع على التوالي، للتعبير عن رفضهم لسلطة رجال الدين الذين يعتبرونهم رموزا للقمع والفساد والتخلف، ويطالبون برحيلهم عن الحكم وعودتهم للمساجد والحوزات الدينية. وإلى جانب حملة رفض الحجاب الإجباري احتجاجا على مقتل الفتاة مهسا (جينا) أميني ذات الـ 22 عامًا في 16 سبتمبر ــــ أيلول الماضي على يد شرطة الأخلاق الإيرانية تحت ذريعة عدم ارتداء الحجاب الكامل، أصبحت ظاهرة إسقاط العمائم ملازمة لأعمال ثورية أخرى مثل كتابة الشعارات على الجدران وحرق أو تمزيق صور الخميني وخامنئي وقاسم سليماني وسائر رموز النظام، بالإضافة إلى تعليق مشانق رمزية لدمى الملالي على الجسور.

Visited 14 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة