كيف يمكن تسديد وتسجيل ضربة الجزاء في كرة القدم؟

كيف يمكن تسديد وتسجيل ضربة الجزاء في كرة القدم؟

سمير سكاف

واضع دليل كأس العالم 1998، دليل كأس العالم 2002، دليل كأس العالم 2006، كاتب قصة البرازيلي الأسطورة رونالدو

يبلغ عرض المرمى في ملاعب كرة القدم 7.32م وارتفاعه 2.44 م. وتبعد نقطة البنالتي 11 متراً عن خط المرمى.

عند تسديد ضربة الجزاء، يكون الحارس على خط المرمى، من دون لمس العارضة أو القائم ومواجهاً للمسدد. ويحق له أن يتحرك على الخط فقط. ويكون اللاعبون الآخرون خارج المربع الكبير على بعد 10 ياردات من الكرة الموضوعة على نقطة البنالتي (9.15م). وعلى المسدد أن يسدد كرته الى الأمام. وهو لا يمكنه تمريرها كأنها ضربة حرة غير مباشرة (بناء لتعديل الفيفا في العام 2016). كما يمكن تسديد ضربة الجزاء بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي للمباراة.

رونالدو وميسي أكثر المسجلين

كريستيانو رونالدو هو أكثر من سجل ضربات جزاء بتاريخ كرة القدم يليه ليونيل ميسي. وهما اللاعبان الوحيدان اللذان تخطيا عتبة المئة هدف من ضربات الجزاء. رونالدو سجل 146 ضربة جزاء وأضاع 29. ميسي سجل 106 ضربات جزاء وأضاع 30.

القوة أفضل من “الحظ”. والخداع سلاح ذو حدين. واختيار الزاوية والارتفاع ضروري جداً.

يعتمد الكثيرون من مسددي ضربات الجزاء على “خداع الحارس” وعلى “الحظ” بتسديد الكرة على زاوية معاكسة للزاوية التي يختارها حارس المرمى المواجه. وأحياناً يقوم بالتسديد في وسط المرمى وهو محاولة خداع لحارس المرمى تنجح أحياناً. ولكن، إذا لم يختر الحارس زاوية مسبقة، فالتسديدة ستكون خاسرة لا شك. وفي كل الأحوال، إذا لم ينجح المسدد في خداع الحارس، فما هي احتمالات التسجيل؟

من الهام جداً للمسدد أن يأخذ قراره مسبقاً وأن لا يغير رأيه خلال ركضه للتسجيل.

الغريب أن معظم تسديدات ضربات الجزاء هي سيئة جداً! وخاصة تلك المتوسطة الارتفاع، على ارتفاع حوالى المتر عن الأرض، أو الأرضية على بعد أكثر من متر من القائم.

الزوايا الأفضل للتسجيل

لا يمكن القول اليوم كما كان يُقال في السابق إنه يكفي التسديد على بعد 3 أمتار من الحارس للتسجيل! فبعض حراس المرمى طوال القامة يمكنهم الوصول إليها إذا ما كانت أرضية أو مرتفعة حوالى المتر عن الأرض.

إن أفضل التسديدات هي القوية التي تصيب القائم الخلفي أو الشباك الصغيرة بين القائمين. وبهذه الحالة هناك شبه استحالة للحارس للوصول إليها.

كما إن تسديد الكرة بقوة على ارتفاع مترين في إحدى الزوايا يجعل الوصول إليها شبه مستحيل أيضاً.

روبرتو باجو أضاع البنالتي الأهم

من الضروري أن لا يسدد ضربة الجزاء اللاعب المتردد أو الخائف من إضاعة الضربة. الثقة بالنفس عنصر أساسي. ومن الضروري تكثيف الاستعدادات بتسديد ضربات الجزاء خلال التمارين لبلوغ الدقة المطلوبة. ويُلاحظ إضاعة ضربات جزاء في لحظات قاسية. مثلما أضاع الايطالي روبرتو باجو في نهائي مونديال 1994 ضد البرازيل. أو مثلما أضاع العباقرة الكرويين الثلاثة زيكو وسقراطس وبلاتيني في مباراة واحدة في لقاء البرازيل – فرنسا في مونديال 1986 (فازت فرنسا بركلات الترجيح).

بنالتي بيليه في هدفه رقم 1.000

قال لي الأسطورة البرازيليه بيليه في مونديال فرنسا أن البنالتي التي سجل بها هدفه الألف لصالح فريقه التاريخي سانتوس. كان ذلك الهدف أحد أصعب وأجمل أهدافه “كون البرازيل كلها كانت تنتظر أن أسجل”! “كنت ارتجف مثل الورقة”! كان ذلك في 19 نوفمبر 1969 في ستاد ماراكانا بحضور 80.000 متفرج في مرمى فاسكو دي غاما.

البانينكا

“البانينكا”، وهي التسديدة في الاجمال في وسط المرمى بلمسة خفيفة للكرة من أسفلها. وقد نفذها للمرة الأولى اللاعب التشيكي أنتون بانينكا في نهائي بطولة الأمم الأوروبية عام 1976 ضد ألمانيا، خادعاً بها الحارس التاريخي لألمانيا سيب ماير خلال ركلات الترجيح (فازت تشيكيا بركلات الترجيح 5 -3 بعد نهاية الوقت الأصلي بالتعادل 2-2). وتسقط البانينكا عادة في الشباك على ارتفاع حوالى متر من الأرض. وهي تسديدة خطيرة على المسدد. إذ تعتمد على الحظ! خاصة وأن الحارس قد ينقذها بطرف قدمه وهو متجه الى الزاوية التي اختارها.

مات لو تيسييه الأفضل

أفضل مسددي ضربات الجزاء في التاريخ بالنسبة لفعالية التسجيل هم الانكليزي مات لوتيسييه الذي أضاع ضربة واحدة من أصل 50 سددها لصالح فريقه ساوثمبتون، والهولندي ماركو فان باستن الذي أضاع 4 ضربات من أصل 55 سددها والانكليزي ألن شيرير أضاع 5 ضربات من أصل 77 سددها. فرانك لامبارد، ستيفن جيرارد، زين الدين زيدان، أليساندرو دل بييرو… هم من بين أفضل مسجلي ضربات الجزاء أيضاً.

ألمانيا الأفضل في ضربات الجزاء

ألمانيا هي الفريق الأفضل في مواجات ركلات الترجيح. وهي فازت 100% في مواجهاتها الأربعة في كأس العالم: ضد فرنسا في نصف  نهائي 1982، ضد المكسيك في 1986، ضد الانكليز في نصف نهائي 1990 وضد الأرجنتين في ربع نهائي 2006.

Visited 338 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

سمير سكاف

صحافي وكاتب لبناني