نكد السياسة.. وكلمة السر في الرئاسة
حسين عطايا
لاشك أن الشغور في سُدة الرئاسة اللبنانية، يُسبب احراجاً لا بل إرباكاً على مختلف المستويات، من خلال ما يُمثله من مقام ناظمٍ للإدارة اللبنانية في أعلى مستوياتها ومُسير شؤنها، وهذا الامر يبدو لغاية الآن لم يلق الاهتمام المحلي والاقليمي او الدولي، فالعالم مشغولٌ بالحرب الروسية – الأوكرانية وما ينتج عنها من مشكلات اقتصادية وحياتية تطال كل دول العالم الغنية منها والفقيرة، كما ان البعض الاخر مشغول بالمونديال القطري والذي ينتهي في العشرين من الشهر الحالي.
لذلك يبقى لبنان متخبطا في مشكلاته وتتضاءل فرص التوصل الى اتفاق او توافق لبناني داخلي على إيجاد الصيغة المُثلى التي يمكن ان تفتح الطريق نحو انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، ولكن من الواضح أن هذا الموضوع مؤجل الى السنة المقبلة، وقد يطول حتى الربيع حيث تكون قد اينعت طبخة الرئاسة، وهو ما يُرخي بثِقلهِ عل شؤون وشجون اللبنانيين الذين كفروا بالطبقة السياسية المتنازعة فيما بينها والي تترك البلاد والعباد لمسار الصُدف والتي طبعاً لايُمكن لها ان تُنتج حلولاً .
فالقوى التي يتشكل منها مجلس النواب الحالي لايمكن لإحداها ان تنفرد بانتخاب رئيس، بالنظر الى حالة الانقسام التي تفعل فعلها بالاضافة الى خارطة المجلس والتي تتشكل من مجموعة اقلياتٍ نيابية غير قادرة على صياغة مشروع يوصل بنهايته الى الانتخاب وبالتالي إنهاء هذا الشغور .
لذا، الجميع ينتظر كلمة السر التي ستأتي حتماً من خارج الحدود والتي قد تحمل الترياق الشافي لما بجري حالياً، وهنا تتقاطع المعلومات وفقاً لبعض المصادر بأن اسهم قائد الجيش ترتفع حيث يلقى اسمه الترحيب الاقليمي والدولي، بالنظر الى سيرته الحسنة في قيادة الجيش، وما تحمله من مهامٍ جِسام في هذه المرحلة بالذات، مما قد يُساهم في إيجاد الصيغة المناسبة التي ستنقله من قيادة الجيش في اليرزة الى سُدة الرئاسة في قصر بعبدا، فهذا الامر مرهونٌ بما ستكشفه الاسابيع والاشهر القليلة المقبلة.
ولكن فيما بين هذه المرحلة عُقد بالامس جلسة للحكومة، لم تكُن جلستها عادية او مفتوحةٌ سُبُل إنعقادها، بل شابها الكثير من العقبات ولاسيما البيان الشهير والذي صدر عن قيادة التيار العوني والذي ضم اسماء تسعة وزراء ابدوا رغبتهم في عدم الحضور مما جعل إنعقاد الجلسة شبه مُنعدم، ولكن ونتيجة مسار اتصالات شارك فيها حزب الله بقوة بما يُمثل، تم انعقاد الجلسة والتي حضرها سبعة عشر وزيراً وبالتالي اكتمل نصاب الجلسة، وقد كشفت هذه الجلسة امرين مهمين للغاية.
اولها : انه وخلال مسار تشكيل الحكومة الحالية والمستقيلة، كان الرئيس نجيب ميقاتي وعلى عكس ما ظهره اثناء عملية التشكيل قد خضع لضغوط التيار العوني وسلم بثلث معطل للتيار ورئيسه جبران باسيل، وبالتالي ثَبُت بأن ميقاتي تاجر يبيع ويشتري على حساب الوطن بشرط أن يحفظ مصالحه في الوصول الى كرسي رئاسة الحكومة، وهذا الامر قد يكون سبباً في انعدام فرص تبوء ميقاتي مقعد رئاسة الحكومة في العهد القادم .
الثاني : بأن تدخل حزب الله وممارسة الضغوط لاسيما على حزب الطاشناق، والذي انتج بالتالي حضور وزير الصناعة جورج بوشكيان للجلسة والذي مكنها من اكتمال النصاب للانعقاد .
هنا كشفت حقيقة أن الآمر الناهي والحاكم الفعلي للبنان حزب الله، وهو ايضاً ناظم الحركة السياسية لكل الحلفاء والاتباع الذين يدورون في فلكه ، وقد شكلت هذه العملية رسالة لجبران باسيل وبما يُمثل، بإن حزب الله قد يكون في طريقه الى حسم خياره في تبني ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وهنا هذا الامر يًشبه الى حدٍ ما صفعة سياسية لجبران والتي قد تكون فرصة للتصعيد الباسيلي _العوني او من الممكن ان توصل الى فك التحالف بين حزب الله والتيار العوني لو فعلاً حملت الايام والساعات القادمة لهجة تصعيدية فعلية من قِبل جبران واركان تياره.
Visited 5 times, 1 visit(s) today