جريمة العاقبية ضد “اليونيفيل” رسالة إيران الدموية للغرب
حسين عطايا
لا شك بأن ما جرى في بلدة العاقبية جنوب لبنان، ليل الاربعاء ــــ الخميس الماضيين، ليس مُجرد صُدفة او نتيجة دخول آلية لقوات اليونيفيل بالخطأ في طريق غير الطريق الذي تسلكه عادةً قوافل اليونيفيل في تنقلاتهم ما بين الجنوب والعاصمة بيروت، حيث رواية التي لا تصدق وهي تصدي ما سمي بالاهالي لها واطلاق النار عليها مما ادى الى مقتل جنديين من القوة الايرلندية العاملة في قوة السلام الدولية وفقا للقرار 1701 واصابة جنديين آخريين، ومن المعروف ان هذه المنطقة تقع تحت سيطرة حزب الله.
لذلك لا يُمكن لعاقل بأن يأخذ ما جاء في بيان وفيق صفا رئيس دائرة التنسيق والارتباط في حزب الله، على محمل الجد في أن لا دخل للحزب بما حصل بل هو حادث بين مجموعة من الاهالي وآلية تابعة لليونيفل ضلت طريقها، بينما الاخرى تابعت سيرها على الاوتوستراد من دون ان يقع معها اي حادث .
منذُ أن صدر قرار التجديد لليونفيل في الواحد والثلاثين من شهر اب – اغسطس من العام الجاري، والذي ورد في متنه بأن القوات الدولية تستطيع التحرك في مناطق جنوبي الليطاني من دون ان تطلب إذناً من احد، والذي اثار ردات فعل من قِبل قادة حزب الله بدءاً من الشيخ نبيل قاووق مروراً بالشيخ محمد يزبك رئيس شورى حزب الله والوكيل الشرعي للخامنئي في لبنان، وصولا الى امين عام الحزب حسن نصرالله، حيث وصف التعديل في مهام تحرك اليونفيل بأنه خدمة لمصالح إسرائيل، وحزب الله لا يقبل بما جرى، كذلك وزارة الخارجية اللبنانية سجلت اعتراضها على التعديل وطالبت بتوضيحات، بطلب من الرئيس المنتهية ولايته ميشال عون .
إذن، قرار حزب الله بالاعتراض والتصعيد واضح، وبالتالي اي اعتداء على دوريات اليونيفيل هو قرار مدروس ويجري التحضير له مُسبقاً وإن تم التمويه عبر يافطة مجموعة من الاهالي .
هذا ما يؤكد، بأن حادث العاقبية مفتعل ومخطط له، ولكن الجديد في الامر هو استعمال السلاح، وللمرة الاولى يتم إطلاق النار وبالمباشر على الية اليونيفيل وليس للترهيب او ماشابه، بل القتل مقصود ومُتعمد، واولى التحقيقات تؤكد بأن آلية اليونيفيل أُصيبت بسبع رصاصات وإحداها اخترقت المقعد من الخلف وادت الى استشهاد الجندي الايرلندي .
إذن الامر ليس عابراً ولم يجر إطلاق النار لترهيب سيارة اليونيفيل بل لايقاع ضحايا وهذا ما حصل .
والجديد ايضاً هو مسارعة وفيق صفا لإصدار بيان ينفي ضلوع حزب الله ويضع الامر كالعادة تحت شعار مجموعة من الاهالي، بل ويستنكر الحادث ويتقدم من القوات الدولية بالعزاء مطالباً ترك الامر للاجهزة الامنية لإجراء التحقيقات وصولاً للحقيقة ، وهذا ايضا على غير عادة حزب الله فيما مضى من حوادث حيث كان يكتفي بالصمت ومن دون اي تصريحٍ او بيان
والحقيقة انه في قرارة نفسه يعلم بأن التحقيق لن يصل الى مُبتغاه بكشف الحقيقة .لأن ذلك صعب المنال لا بل من المستحيل الوصول الى كشف الحقيقة والجُناة، خصوصاً بأن خطف ومقتل لُقمان سليم ستحل الذكرى الثانية لاستشهاده من دون ان يتوصل التحقيق الى اية اتهامات او اي دليل مادي وملموس .
وهنا، لا بد من الاشارة الى أن قوات الامم المتحدة تجري تحقيقاً مستقلاً وتتواصل مع الاجهزة الامنية اللبنانية والقضاء للتنسيق، بينما قوات الدفاع الايرلندية وعلى رأسها وزير الدفاع ارسل لجنة تحقيق مؤلفة من ثمانية اعضاء وقد تصل اليوم السبت الى لبنان للبدء بإجراء تحقيقاتها الخاصة ولتقديم الدعم لعناصرها والذين لازالوا في المستشفيات يتلقون العلاج .
ومن الواضح ان هذه الحادثة لن تمر كما سبقها من حوادث الاعتداء على دوريات اليونيفيل وهي كثيرة وفي اكثر من منطقة وقرية، كما أنها وقعت خارج نطاق جنوبي الليطاني اي خارج اليات عمل القرار ١٧٠١، وهي الاولى التي يجري فيها إطلاق النار وهذا ما لم يحدُث من قبل على الاطلاق .
إذا حزب الله مُطالب فعلاً إذا كان صادقاً في أن لا دخل له في الحادث، فعليه ان يقوم بتسليم الجُناة والمعروفون من قِبله بالاسماء واماكن تواريهم عن الانظار، فيكون بذلك حَسِن النية وفعلاً يُريد للتحقيق ان يصل الى خواتيمه .
حادثة العاقبية، قد تكون إحدى الرسائل الايرانية مُعمدة بدم الجنود الايرلنديين للمجتمع الغربي، فحواها خففوا الضغط عن الداخل الايراني، حتى لا نُشعل النار في مناطق سيطرة ايران من اليمن الى العراق وسوريا وصولاً الى لبنان .
<
p style=”text-align: justify;”>