اللقاء المرصود
حسين عطايا
في خضم تاكيد زعيم الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط على الدعوة للحوار ، كان لا بد من تلبيته لطلب اللقاء الذي طلبه جبران باسيل للقاء جنبلاط الاب او الابن.
وفقا للمعلومات المتوفرة فًإن اللقاء اتى تلبية لطلب من باسيل منذ ما يُقارب الشهر والنصف، لكن انشغالات زعيم المختارة حينها لم يكن ليُلبي هكذا دعوة ليُعطي باسيل صك فرصة التفاط الانفاس في اخر ايام عهد عمه، وفي خضم الصراع حول الاستحقاق الرئاسي.
لذا اتى اللقاء وفقاً للتوقيت الجنبلاطي، ووفق لما التقطته رادارات زعيم الاشتراكي من حراك دولي حول الاستحقاق اللبناني وما يدور في كواليس باريس والدوحة والرياض وبعض مكاتب واشنطن، حيث تتحدث المعلومات عن لقاءٍ مرتقب في باريس في الايام المتبقية من هذا العام ٢٠٢٢.
إذاً، هذا اللقاء، كان فقط لتأكيد صدقية جنبلاط في أن الحوار ضروري وليس اكثر، وكل ما سينتج عنه ليس اكثر من استمرار التواصل في مناطق الجبل حيث تواجد قواعد الطرفين لتبريد التشنج على ارض الواقع وتمرير هذه المرحلة بهدوء وسلام،
اما من ناحية الاستحقاق الرئاسي فمواقف جنبلاط ثابتة في ترشيح النائب معوض والذي كان قد استقبله زعيم الاشتراكي عشية اللقاء المرتقب، كما ان ما صدر من مواقف لجنبلاط بعد اللقاء هو تأكيد على استمرارية التحالف والتواصل مع كل من الكتائب والقوات فيما خص ترشيح معوض حالياً، الى ان تتغير المعطيات المرتقبة المحلية والاقليمية والدولية، مما يؤكد بأن اللقاء كان فيما يخص الاستحقاق الرئاسي مجرد نقاش في العموميات مما لا يمكن ان يُحدث تغييراً يُذكر في المواقف، بل ربما يكون فاتحة لسبر اغوار نوايا باسيل في قرارة نفسه ، وما يُفكر به او ما تتطلبه اطماعه ونواياه ، مما يُعطي فكرة عما يتطلع اليه، او يُريده من اللقاء .
لهذا، في الوقت الذي اكد فيه جنبلاط استمراره التواصل مع الحلفاء والاصدقاء فيما خص ترشيح معوض، والذي كان قد سبقه اللقاء مع معوض وإرسال النائب ابوفاعور الى معراب للقاء دكتور جعجع ووضعه في اجواء اللقاء المرتقب، مما يؤكد الاستمرار في ترشيح معوض، او المحاولة في عملية لبننة الاستحقاق الرئاسي، وأبعاده عن تشنجات الاقليم، لإبعاد لبنان عن الكأس المرة التي يتجرعها الشعب اللبناني في هذه الايام الصعبة.