تحرشات القوى الأمنية تستهدف الايرانيات والسجن10 سنوات لفتاة أساءت ارتداء الحجاب
السؤال الآن ـــــ تقارير
شارك كثير من المواطنين الإيرانيين اليوم، في مراسم أربعينية الطفل كيان برفلك (10 سنوات) الذي قتل برصاص الأمن الإيراني في مدينة إيذه، جنوب غربي إيران، وردد المشاركون هتاف “الموت لخامنئي” في هذه المراسم.
ورفع المشاركون في مراسم الأربعينية اليوم أيضا شعارات: “من إيذه إلى كردستان.. روحي فداء لإيران”، و”سواء بالحجاب أو بدونه.. نسير نحور الثورة”، و”أنت العشبة الضارة وأنا المرأة الحرة”.
وتأتي مراسم أربعينية الطفل كيان بعد وقت قصير من علم والده، ميثم برفلك بوفاة ابنه. يشار إلى أن الوالد أصيب في حادث هجوم القوات الأمنية الإيرانية نفسه على سيارة الأسرة يوم 16 نوفمبر ــــ تشرين الثاني الماضي.
ونشر رضا برفلك، عم الطفل، مساء الجمعة 23 ديسمبر الحالي، صورة تظهر رادين، الأخ الأصغر لكيان برفلك، بين ذراعي أبيه ميثم، وكتب مخاطبا ابن أخيه الأصغر رادين: “الآن أنت أمله، يشم فيك رائحة كيان، وتعيد ذكريات كيان لأبيك”.
وكان ميثم برفلك وزوجته زينب مولايي راد مع طفليهما كيان ورادين عائدين إلى منزلهم في سيارتهم مساء 16 نوفمبر الماضي عندما أطلقت قوات الأمن الإيرانية الرصاص عليهم بأسلحة نارية بساحة الهلال الأحمر في إيذه.
وغرد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جاك سوليفان، في وقت سابق: “أفكّر في عائلة كيان، قُتل الطفل البالغ من العمر 9 سنوات حين أطلقت قوات الأمن النار على سيارة عائلته. سنواصل سعينا لمحاسبة الذين قتلوا كيان والعديد من الإيرانيين الشجعان الآخرين”.
وأعربت اليونيسيف في بيان عن قلقها البالغ إزاء مقتل 580 طفلاً في الشرق الأوسط منذ بداية عام 2022، ومقتل حوالي 50 طفلاً في الانتفاضة الشعبية في إيران، ووصفت وفاة كيان برفلك بـ”أحدث مثال مروع” لهذه الحالات.
كما شارك الأهالي في مدينة سقز، غربي إيران، اليوم في مراسم أربعينية دانيال بابندي، المراهق الذي يبلغ 17 عاما من العمر والذي قتله عناصر الأمن الإيراني، ورفعوا شعارات مناهضة للنظام.
وفي سنندج، رفع الأهالي في مراسم أربعينية آرام حبيبي، شعار “المرأة والحياة والحرية”، باللغة الكردية.
ونشرت منظمة “هنغاو” لحقوق الإنسان مقطع فيديو من مراسم أربعينية حبيبي الذي قتل في الانتفاضة الشعبية، والتي يرفع خلالها الأهالي شعارات منها: “لا تبكي نجلك يا والدة.. نعدك بالانتقام”، و”كردستان باقية ما دام الكردي باقيا”.
وكان ولي عهد إيران السابق، رضا بهلوي قد أشار في وقت سابق إلى مراسم أربعينية كيان برفلك، وآيلار حقي، وحميد رضا روحي، وسبهر مقصوري، وغيرهم من ضحايا الانتفاضة في الأيام الأخيرة، وكتب: “قتل الحرس الثوري العديد من الأطفال والشباب الأذكياء والشجعان المفعمين بالأمل والحياة. لن نترك الأسر الثكلى وحدها”.
وستقام مراسم أربعينية آيلار حقي، الشابة التي قتلها النظام الإيراني، غدا الثلاثاء في مقبرة “وادي الرحمة” في مدينة تبريز شمال غربي إيران.
يذكر أن آيلار حقي تم قتلها على يد القوات القمعية خلال احتجاجات المواطنين يوم 16 نوفمبر ــــ تشرين الثاني الماضي في تبريز.
وكانت آيلار حقي التي تبلغ من العمر 23 عامًا طالبة في كلية الطب بجامعة تبريز الحرة، وقُتلت خلال احتجاجات 16 نوفمبر، لكن الشرطة الإيرانية زعمت أن هذه الطالبة توفيت في حادث سقوط “داخل حفرة بجوار برج شهران في تبريز.
قام عدد من المتظاهرات اللواتي قُبض عليهن في إيران وتعرضن للتحرش الجنسي من قبل رجال الأمن في إيران أثناء احتجازهن أو استجوابهن بتزويد “إيران إنترناشيونال” برواياتهن حول هذه التحرشات الجنسية. وبحسب هذه التقارير، فإن أعمال العنف الجنسي ضد المعتقلات لم تقتصر على مدينة واحدة أو مركز احتجاز وسجن واحد.
وتشير التقارير إلى أن المتظاهرات تعرضن لمضايقات جنسية من قبل عناصر الأمن في إيران على الأقل في مدن طهران وكرج ومشهد وآمل وأصفهان وسنندج.
وقالت إحدى المتظاهرات في طهران: “عندما تم اعتقالي باللكمات والركلات والهراوات، أخذوني إلى معسكر ولي عصر بالقرب من ميدان سباه. أجبرونا على أن نتعرى بالكامل. ولمسوا الجزء السفلي من أجسادنا، ثم سكبوا الماء المثلج علينا وعرضونا لصدمات كهربائية باستمرار “.
وأضافت: “أرادوا انتزاع اعتراف منا، لكنني رفضت. وهددوا باغتصابي وبعد 20 يوما أطلق سراحي بكفالة”. وأكدت هذه المتظاهرة: “والدي يقول إن ما فعلوه بكم لم يفعله بنا العراق كأسرى حرب”.
كما قالت متظاهرة أخرى في مشهد، كانت أيضًا ضحية تحرش جنسي من قبل رجال الأمن: “كنا 12 شخصًا أخذونا إلى غرفة معًا وأجبرونا على التعري أمام رجال الأمن”. ثم أمرونا بأن نقفز وطوال الوقت كان الضباط يضحكون بجنون.
وقالت متظاهرة اعتقلت في طهران: “تم اعتقالي في شارع انقلاب ونقلوني إلى شرطة التحري. كان هناك رجلان وامرأة في الشاحنة. بعد الخروج من السيارة، قيدوني بأصفاد بلاستيكية وقام الضباط بتفتيش جسدي بأبشع الطرق الممكنة”.
أضافت: “مهما صرخنا أن هناك شرطة نسائية، لا تلمسونا أنتم، يقولون لنا اخرسن.. لقد تعرضنا للأذى، لكن لا يمكننا ترك الوضع يعود إلى ما كان عليه من قبل”.
وفي آمل، قالت متظاهرة: “عندما تم اعتقالي، قاموا بلمس فخذي والضغط عليه وأخذوا يصرخون: سنفعل شيئًا حتى لا ترغبين في العيش بعد الآن”.
وتابعت: “في مركز الاعتقال لمسني الضابط مرة أخرى، وبدأت بالصراخ، وظلوا يضغطون على ثديي أثناء الاستجواب. عندما تم الإفراج عني بكفالة، تعهدت بالوقوف بحزم ومواصلة النضال”.
وفي وقت سابق، أفادت “هيومان رايتس ووتش”، في تقرير بعنوان “القمع الوحشي” للمتظاهرين في سنندج، بناء على مقابلات مع 14 ضحية وشاهدًا وعائلات ثلاثة من المعتقلين، بوقوع اعتداء جنسي على عدد من النساء المحتجزات وتهديدهن بالاغتصاب.
وأكدت شبكة “سي ان ان” أن بعض الحالات شملت عدة ضحايا وأن رجال الأمن سجلوا الاعتداءات الجنسية لابتزاز المتظاهرين. كما تم نشر العديد من مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أظهرت قيام الضباط بالاعتداء الجنسي على المتظاهرات أثناء اعتقالهن.
من جهة ثانية، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للإفراج غير المشروط عن جميع من تم سجنهم في إيران بسبب ممارسة حرياتهم بشكل سلمي. وأشار على تويتر إلى مساندة واشنطن لنساء إيران بعد طرد طهران من لجنة المرأة في الأمم المتحدة في وقت سابق هذا الشهر. وأضاف المتحدث الأميركي أن الكفاح من أجل حصول نساء إيران على حقوقهن “مستمر”.
وكانت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي قد أشادت باستمرار إدارة الرئيس جو بايدن في محاسبة المسؤولين عما وصفته “بالعنف العشوائي” ضد الاحتجاجات في إيران.
وقالت اللجنة عبر حسابها على تويتر، امس الأحد، إنه يجب “الرد بقوة” على تزايد وتيرة الملاحقات القضائية وتنفيذ أحكام الإعدام من جانب النظام الإيراني.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني اليوم اعتقال سبعة أشخاص في محافظة كرمان وسط إيران بينهم مواطنون يحملون جنسيات مزدوجة.
وقال بيان للحرس الثوري إن هذه المجموعة مرتبطة ببريطانيا ولعبت دورا في تأجيج احتجاجات كرمان، متهما المعتقلين بالتخطيط وتوجيه المحتجين والإشراف على الهجمات التقنية والسيبرانية، كما زعم البيان أن المعتقلين مرتبطون مع مجموعة تدعى “زاغرس”.
وفي السياق، أطلقت والدة الشاب الإيراني محمد غوبادلو المعتقل على خلفية الاحتجاجات، نداء استغاثة لمنع إعدام ابنها بعد صدور حكم بإعدامه في أول جلسة استجواب مُنع محاموه من حضورها.
في الوقت الذي تتوالى فيه أحكام الإعدام والسجن المشدد لسنوات طويلة على المتظاهرين الإيرانيين، قال المتظاهر المحكوم عليه بالإعدام سهند نور محمد زاده في اتصال هاتفي مع صحيفة “اعتماد” التي نشرت تصريحاته إنه حتى الفيديوهات التي عرضتها المحكمة لم يكن خلالها حاملا لسلاح ولم تظهره وهو يدخل ممتلكات عامة أو ما شابه، وحتى لم يتسبب بالأذى لأي أحد حتى من عناصر الشرطة.
بالتزامن أصدرت محكمة إيرانية حكمًا بالسجن 10 سنوات ضد فتاة خلعت غطاء الرأس خلال الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها إيران، وفق ما ذكرته منظمة حقوقية.
وقالت المنظمة إن مهسا بيروي البالغة من العمر 25 عامًا والتي اعتقلت في أكتوبر الماضي في طهران أثناء مشاركتها في التظاهرات الشعبية، تم الحكم عليها بالسجن 10 سنوات، مضيفة أن الفتاة صدر بحقها الحكم بتهمة التشجيع على الفساد.
إلى ذلك، عينت إيران العميد في قوات الحرس الثوري محمد كرمي حاكما جديدا لمحافظة سيستان وبلوشستان، أكثر محافظات البلاد انخراطا في الاحتجاجات الشعبية المتواصلة منذ شهور.
وبعد مضي نحو 103 أيام على الاحتجاجات التي انطلقت في سبتمبر الماضي على خلفية مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني بعد اعتقالها في طهران بسبب حجابها غير المكتمل، قال النائب العام الإيراني محمد جعفر منتظري، إن الرد النهائي على شكوى عائلة أميني لم يعلن حتى الآن.
وقال جعفري، مساء الأحد: “لقد أعلن الطب الشرعي عن الآراء التخصصية الشاملة والكاملة في هذه القضية، ولكن قدمت أسرة أميني شكوى ضد المجلس الطبي”.
وأضاف الجعفري أن شكوى عائلة أميني “تم إحالتها إلى الهيئة الطبية للحصول على الخبرة، ولم يعلن خبراء المجلس الطبي رأيهم النهائي بعد”.
<
p style=”text-align: justify;”>