إيران: سجينات سياسيات يضربن عن الطعام .. ووفيات مشبوهة
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
استمرت 15 سجينة سياسية إيرانية في الإضراب عن الطعام لليوم الرابع على التوالي، فيما أعلن محمد مهدي كرمي، المتظاهر الإيراني المحكوم عليه بالإعدام، عن دخوله في إضراب عن الطعام احتجاجا على تأييد حكم إعدامه.
وفيات مشبوهة
وبالتزامن مع إصدار أحكام الإعدام والجلد والسجن المشددة ضد المحتجين المعتقلين في السجون الإيرانية، أشارت تقارير تلقتها “إيران إنترناشيونال” إلى أن الوضع في سجن “كرج” أصبح متوترًا. فيما تثير الوفيات المشبوهة لبعض المتظاهرين بعد الإفراج عنهم بأيام قليلة الكثير من الشكوك.
وتواصلت الوفيات المشبوهة للمتظاهرين بعد خروجهم من السجن بأيام قليلة، وآخرها الفنانة والرسامة الشابة مريم سليمانيان التي كانت من داعمي الاحتجاجات، وأثارت وفاتها المفاجئة بعد الإفراج عنها الكثير من الشكوك عما تعرضت له داخل السجن. وبحسب التقارير تتعرض أسرة الضحية لضغوط شديدة.
سحن كرج
وأصبح الوضع في سجن “كرج” متوترًا بعد تأكيد حكم الإعدام بحق محمد مهدي كرمي ومحمد حسيني، الموجودين في السجن على خلفية اتهامهما بـ”قتل عناصر الباسيج أثناء الاحتجاجات”، حيث يتعرض عدد من السجناء لضغوط نفسية شديدة.
وبعد تأكيد حكم الإعدام الصادر بحق نجلها، قالت والدة محمد مهدي كرمي، لمراسل صحيفة “اعتماد”: “سأموت إذا أعدموا ابني… حاكموه بدون أي محام، أي نوع من العدالة هذه؟“.
كيث وولاهان وآرون فيولي، البرلمانيان الأستراليان المتبنيان سياسيا قضية محمد مهدي كرمي، المتظاهر المحكوم عليه بالإعدام، أكدا عبر مقطع فيديو دعمهما لهذا المحتج المسجون. وقال كيث وولاهان، في الفيديو: “محمد مهدي كرمي يبلغ من العمر 22 عامًا فقط، وكان مفجعًا سماع مكالمته الهاتفية مع والده، حيث طلب منه عدم إخبار والدته بشأن عقوبة الإعدام. نحن الآن في عام 2023 ولا ينبغي لأحد أن يواجه عقوبة الإعدام لمجرد ممارسة حقوقه السياسية”.
فيما قال آرون فيولي: “بالإضافة للسجناء، فإن عائلاتهم تعاني أيضًا. نطلب من النظام الإيراني التعاطف مع المحتجين وعائلاتهم”.
وأفاد موقع “هرانا” المختص بقضايا حقوق الإنسان في إيران بأن محكمة الثورة بمدينة ساري حكمت ضد “عرشيا تكدستان”، البالغ من العمر 18 عامًا بالإعدام، بتهمتي “الإفساد في الأرض” و”محاربة الله”.
كما أضاف الموقع أن المحتجين المعتقلين “أميد يهرامي” و”رحمت نوروزي” يواجهان تهمة “محاربة الله” وهي التي قد تؤدي إلى إصدار حكم بالإعدام ضدهما.
في غضون ذلك تستمر ضغوط النظام على المتظاهرين وأسرهم، وافيد عن وفاة والد نيما شفق دوست- الشاب المتظاهر الذي قُتل بمدينة أورمية أثناء الاحتجاجات- بعد إصابته بجلطة دماغية نتيجة التهديدات والضغوط التي تعرض لها من قبل قوات الأمن الإيرانية.
اوضاع السجينات
من حهتها، أفادت حملة النشطاء البلوش أن قوات استخبارات الحرس الثوري الإيراني هددت والدة “بيرعلي أكبر خوشكنار”، المواطن البلوشي المعتقل، بدفع غرامة 300 مليون تومان بتهمة “تدمير الممتلكات العامة”.
ووفقا لوكالة أنباء “هرانا”، ان السجينة إلهام مدرسي، 32 عاما، من أهالي “سنندج”، وتقيم في مدينة كرج، شمالي إيران، تعرضت هذه للضرب من قبل مسؤولي السجن بعد إعلانها الإضراب عن الطعام، وحرمت من إجراء اتصال هاتفي مع أسرتها.
وتم اعتقال إلهام مدرسي في 2 نوفمبر /تشرين الثاني الماضي في منزلها، وتم نقلها إلى سجن “كجوئي”. وبحسب التقارير، فقد تعرضت خلال استجوابها للتعذيب الجسدي والنفسي. وأفادت تقارير أن فاطمة حربي، 38 عاما، هي سجينة أخرى من هؤلاء السجينات أضربت عن الطعام قبل 3 أيام. وتم اعتقال فاطمة في 12 أكتوبر /تشرين الأول الماضي في منطقة “كوهردشت” بكرج، وتم الحكم عليها بالسجن 5 سنوات والنفي عامين. يشار إلى أن حربي هي أم لطفل يبلغ 8 سنوات من العمر.
وجاسمين حاج ميرزا أحمدي، هي طالبة في جامعة “سورة”، أضربت عن الطعام في سجن “كجوئي” أيضا. وكانت القوات الأمنية قد اعتقلت جاسمين في 3 نوفمبر الماضي خلال الاحتجاجات التي اندلعت في مراسيم أربعينية حديث نجفي في كرج. وحكمت محكمة في إيران على هذه الشابة التي تبلغ من العمر 25 عاما، بالسجن التعزيزي 5 سنوات.
وحميدة زارعي 37 عاما، هي الأخرى من بين المضربات عن الطعام، وهي طالبة في مرحلة الماجستير بفرع الإدارة المالية بجامعة العلوم والأبحاث في إيران، تم اعتقالها أيضا خلال مراسيم تأبين حديث نجفي.
وقال أحد أقارب حميدة زارعي حول أوضاعها الصحية إن حميدة تعاني من فقر الدم وانخفاض الضغط، وتمر بحالة متدهورة مع دخولها في إضراب عن الطعام. بحسب “إيران إنترناشيونال“.
وأفادت بعض المصادر أن السجينات الأخريات اللواتي دخلن في إضراب الطعام هن: فاطمه نظری نجاد “٣٩ عاما”، وفاطمة مصلح حیدر زاده، ونیلوفر شاكري، ومرضیة میر قاسمي “٢٩ عاما”، وفاطمة جمال بور “٣٧ عاما”، ونیلوفر كردوني، وسمیة معصومي وأنيسة موسوي.
خامنئي يتراجع
من جهة ثانية، وفي تراجع سافر عن مواقفه السابقة تجاه النساء غير المحجات زعم المرشد الإيراني، علي خامنئي، أنه خلال هذه الاحتجاجات لم “تكشف المرأة الحجاب”، مشيرا إلى أن المرأة التي لا تخضع للحجاب الإجباري ليست “معادية للثورة”.
يأتي ذلك في حين أنه خلال الانتفاضة الإيرانية التي بدأت بعد مقتل الشابة مهسا أميني في مركز شرطة الأخلاق، هتف الإيرانيون ضد “الحجاب الإجباري”، وأضرم العديد من النساء والفتيات النار في أوشحتهن في الأماكن العامة كعلامة على الاحتجاج.
واحتفت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس 5 يناير (كانون الثاني)، لا سيما الإصلاحية منها بهذا الكلام من خامنئي، وصدرت به صفحاتها الأولى، كما فعلت صحيفة “آفتاب يزد” و”آرمان ملي” و”جمله” وغيرها الكثير، بينما حاولت الصحف الأصولية والمتشددة إبراز الجانب الآخر من خطاب خامنئي، الذي يعد أول خطاب وجهه للمرأة منذ بداية الانتفاضة.
شارلي ايبدو
الى ذلك، أشارت بعض الصحف مثل “سياست روز” إلى نشر رسوم كاريكاتورية للمرشد الإيراني علي خامنئي في مجلة “شارلي إبدو” الفرنسية الساخرة ورد إيران عليها، حيث اعتبر حسين أمير عبد اللهيان، وزير خارجية إيران، الأربعاء 4 يناير، نشر رسوم كاريكاتورية للمرشد الإيراني علي خامنئي “عملا عدائيا وغير لائق”، وهدد المجلة بـ”رد حاسم”.
في موضوع آخر أشارت صحيفة “سازندكي” إلى إطلاق سراح الممثلة الشهيرة ترانه عليدوستي، التي تم اعتقالها بسبب تضامنها مع الاحتجاجات الشعبية. وفور الإفراج عنها رفضت هذه الممثلة الانصياع للحجاب الإجباري المفروض، وخلعته مجددًا أمام سجن إيفين بطهران.
واعتقل الأمن الإيراني، هذه الممثلة قبل 3 أسابيع، دون حكم قضائي، عقب نشر احتجاجها على وسائل التواصل الاجتماعي على إعدام الشاب محسن شكاري، أحد المتظاهرين الإيرانيين بطهران.