اليوم 315 للحرب: بوتين يعلن عن هدنة الميلاد وكييف تصفها بــ “النفاق”
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 315 للحرب، أعلنت روسيا، اليوم عن هدنة في أوكرانيا لمدة 36 ساعة اعتبارا من منتصف ليل غد الجمعة، وفق ما أعلنه الكرملين، بناء على طلب الزعيم الروسي البطريرك كيريل، فيما وصفت كييف الهدنة المقترحة من فلاديمير بوتين بأنها “نفاق”.
وقال بوتين، وفق ما جاء في بيان صادر عن الكرملين “استجابة لدعوة قداسة البطريرك كيريل، أوجه إلى وزير الدفاع الروسي بدء تطبيق وقف لإطلاق النار على كل خط التماس بين الطرفين في أوكرانيا اعتبارا من الساعة 12,00 (09,00 ت.غ) في السادس من كانون الثاني ــــ يناير هذه السنة حتى الساعة 24,00 (21,00 ت.غ) في السابع من كانون الثاني ــــ يناير”.
كما ذكر البيان، أن روسيا تطالب أوكرانيا بإعلان وقف لإطلاق النار والسماح للناس بحضور القداديس عشية عيد الميلاد ويومه، وفق المذهب الأرثوذكسي.
في المقابل، قال مستشار مدير مكتب الرئيس الأوكراني ميخائيلو بودولياك “إن الهدنة المؤقتة مع روسيا يمكن أن تتم فقط إذا غادرت الأراضي التي سيطرت عليها”، واصفاً الهدنة بأنها “نفاق”.
واشترط مستشار مدير مكتب الرئيس الأوكراني عبر تغريدة نشرها في “تويتر”، انسحابا روسيا من أراضي بلاده لقبول الهدنة الروسية، مضيفاً “لسنا من يقوم بالهجوم على دولة للموافقة على هدنة”
تأتي هذه التطورات، بعدما دعا بطريرك موسكو كيريل في وقت سابق اليوم الخميس، إلى هدنة عيد الميلاد، حتى يتمكن الأرثوذكس من حضور القداس عشية عيد الميلاد ويوم ميلاد المسيح.
وفي وقت سابق اليوم، ضغط الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على بوتين خلال اتصال بينهما لإعلان وقف لإطلاق النار “من طرف واحد” في أوكرانيا.
وقال الكرملين إن الرئيس الروسي أبلغ نظيره التركي في وقت سابق اليوم الخميس بأن موسكو منفتحة على الحوار بشأن أوكرانيا لكن كييف سيتعين عليها قبول خسارة الأراضي التي تطالب بها روسيا.
بدورها أعلنت الرئاسة التركية، الخميس، أن أردوغان أبلغ بوتين في مكالمة هاتفية بأن جهود السلام في النزاع الروسي الأوكراني يجب أن يدعمها وقف إطلاق نار أحادي الجانب و”رؤية لحل عادل”.
كما صرح أندريه يارماك، مستشار الرئيس الأوكراني، بأن الخطة التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للسلام في وقت سابق -والتي تركز بشكل أساسي على انسحاب القوات الروسية من كامل الأراضي الأوكرانية بما فيها شبه جزيرة القرم- هي الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا.
وأضاف -في تغريدة على تويتر- أن الروس مع الوقت لا يملكون أي خيار سوى سحب قواتهم من الأراضي الأوكرانية أو خسارة عشرات الآلاف من جنودهم.
وفي أول رد فعل دولي على الهدنة الروسية قالت وزيرة الخارجية الألمانية إن ما يسمى بوقف إطلاق النار لن يجلب الحرية والأمن لمن يعيشون الخوف تحت الاحتلال الروسي، وأضافت أن بلادها ستدعم أوكرانيا في حقها بالدفاع عن النفس حتى بالأسلحة الثقيلة.
على صعيد آخر، حذر ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي من أن روسيا ستستخدم القوة مع من يشكل تهديدا على أمنها.
وهدد ميدفيديف -عبر حسابه على تليغرام- قائلا إن الهدية الروسية للعام الجديد هي صواريخ “تسيركون” التي توجهت أمس -الأربعاء- إلى شواطئ دول حلف شمال الأطلسي (ناتو). وتوعد بأن هذه الصواريخ التي ستقف على بعد 100 ميل عن سواحل دول الناتو ستعيد الوعي إلى كل من يشكل تهديدا مباشرا لروسيا وحلفائها.
وشدد ميدفيديف على أن روسيا لن تغفر يوما للولايات المتحدة وأتباعها قتل أبناء الشعب الروسي، وأنها ستتحدث إليهم بلغة القوة، لأنهم لا يفهمون بطريقة أخرى، حسب قوله.
على الصعيد الميداني، لا تزال المعارك بين الجانبين محتدمة، خاصة في باخموت، إذ قالت الأركان الأوكرانية إن الجيش الروسي شن هجوما صاروخيا على مدينة باخموت ومحيطها في مقاطعة دونباس.ويتسم القتال هناك بالشراسة بشكل خاص مؤخرا، إذ يصفه قادة من الجانبين بأنه “مفرمة لحم“ .
من جهته، قال الجيش الأوكراني إن الروس يركزون على هجوم في منطقة باخموت بدونيتسك، لكن هجماتهم في أفديفكا وكوبيانسك باءت بالفشل، مشيرا إلى أن الهجمات تسببت بمقتل وإصابة عدد غير معروف من المدنيين.
وقال حاكم منطقة لوغانسك المجاورة إن القوات الأوكرانية تستعيد السيطرة على أراض هناك “خطوة بخطوة”، لكنه أشار إلى أن الأمر “لا يحدث بسرعة”.
من ناحية أخرى، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها تحرز تقدما خلال عمليات هجومية على محور دونيتسك، مضيفة أن خسائر أوكرانيا بلغت 60 عسكريا.
وأعلن حاكم مقاطعة دنيبرو، فالنتين ريزنيتشنكو، مقتل مدني وإصابة آخرين بجروح نتيجة قصف روسي استهدف مدينة نيكوبول جنوبي المقاطعة. وقال حاكم المقاطعة إن القصف الروسي استهدف تجمعات سكنية في المدينة التي تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وبرشقات صاروخية من القوات الروسية. كما أعلنت سلطات زاباروجيا الأوكرانية مقتل 3 مدنيين وإصابة 4 آخرين في قصف روسي جديد على إحدى قرى المقاطعة.
بدورها، ذكرت القوات الأوكرانية أن وحداتها الصاروخية نفذت هجمات وصفتها بالدقيقة استهدفت مواقع تجمع القوات الروسية ومخازن أسلحة ومراكز أنظمة دفاع جوي روسية. وقال الجيش الأوكراني إنه يقدر أن نحو 800 جندي روسي قتلوا خلال اليوم المنقضي أغلبهم في القتال في دونيتسك. ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من العدد الذي يشير إلى خسائر فادحة في الأرواح في يوم واحد.
وفي خطابه المسائي عبر الفيديو أمس الأربعاء، حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاء بلاده الغربيين على تزويد جيشه بالدبابات والأسلحة الثقيلة لمواجهة القوات الروسية.
من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الأربعاءإن بلاده سترسل مركبات قتالية مدرعة خفيفة من طراز “إيه إم إكس-10 آر سي” (AMX-10 RC) لكييف لمساعدتها في حربها ضد روسيا.
وشكر زيلينسكي في خطابه المسائي المصور ماكرون على إعلانه، وقال “يرسل هذا إشارة واضحة لجميع شركائنا. ما من سبب منطقي لعدم تزويد أوكرانيا حتى الآن بالدبابات الغربية“. وأضاف أن القوات الأوكرانية خارج باخموت تلحق خسائر فادحة بالروس وإن موسكو تحشد قواتها في المنطقة.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، أن العمليات العسكرية أسفرت عن مقتل أكثر من 250 عسكريا أوكرانيا وإسقاط مقاتلتين من نوع “سو-24″ و”سو-25” خلال اليوم الماضي.
وقالت الوزارة إن القوات الروسية تمكنت من القضاء على أكثر من 40 جنديا أوكرانيا في محور جنوب دونيتسك في يوم واحد، مضيفة أن القوات الروسية دمرت قاذفتي صواريخ أوكرانيتين في دونيتسك.وأفادت بإسقاط 21 مسي رة أوكرانية و5 صواريخ هيمارس في يوم واحد.
كذلك أفادت بأن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر في محور كراسنو-ليمان، حيث تم القصاء على أكثر من 40 جنديا.
وأسقطت الدفاعات الجوية الروسية مقاتلتين من “سو-24″ و”سو-25” تابعتين للقوات الجوية الأوكرانية في دونيتسك، وفق بيان موسكو. كما أعلنت أن القوات الروسية قتلت نحو 30 جنديا أوكرانيا، واستهدفت ما يعرف بكتيبة “الشيخ منصور”، وقتلت أكثر من 55 عنصرا.
وأسفرت العمليات العسكرية خلال اليوم الماضي عن تدمير عشرات الآليات والمعدات العسكرية التابعة للقوات الأوكرانية. بحسب بيان وزارة الدفاع الروسية.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع البيلاروسية، اليوم عن إجراء مناورات جوية مشتركة مع روسيا. وقالت في بيان “سنزيد من وتيرة هذه المناورات مع موسكو”، بحسب “رويترز”. وأكد مراسلون أنه تم زرع ألغام على طول الحدود الأوكرانية مع بيلاروسيا.
<
p style=”text-align: justify;”>الى ذلك، أفادت تقارير أن أوكرانيا من أكبر تدهور اقتصادي منذ أكثر من 30 عاما في 2022 بسبب الحرب مع روسيا لكنها قالت إن المساعدات الخارجية و”الروح التي لا تنكسر” التي يتمتع بها شعبها ساعدت في منع سيناريو أسوأ من ذلك. وأظهرت البيانات الأولية لوزارة الاقتصاد، اليوم انخفاض الناتج المحلي الإجمالي 30.4%، العام الماضي. وقال محللون اقتصاديون إن المخاطر وحالة عدم اليقين لا تزال مرتفعة خاصة إذا واصلت روسيا استهداف البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا