البطولة الأفريقية للمنتخبات المحلية والجزائر التائهة!
الصادق بنعلال
من المرتقب أن تنطلق فعاليات البطولة الأفريقية للمنتخبات المحلية بالجزائر المقررة في الفترة الممتدة بين 13 يناير إلى 4 فبراير 2023. ويعتبر هذا الموعد الرياضي القاري من ضمن الأنشطة الرياضية الهامة، القادرة على مد جسور التواصل والانفتاح والتعاون بين الدول والشعوب التواقة للانفتاح على بعضها البعض، والاستمتاع بالعروض الفنية أمام قطاع واسع من الجماهير الرياضية. غير أن الحفل قد لن يكتمل بالشكل الذي ينتظره المراقبون والمعنيون بالشأن الكروي مغاربيا وأفريقيا وعربيا، بسبب إمكانية تغيب بعض المنتخبات لدواعي مختلفة. لكن الموضوع الأكثر إثارة للانتباه هو الموقف الجزائري غير الودي، من الطلب المغربي الذي قدمته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم؛ وهو طلب فتح الأجواء الجزائرية في وجه طائرة الخطوط الملكية المغربية التي تقل بكيفية رسمية الوفد الرياضي المغربي مباشرة من الرباط إلى قسنطينة، الأمر الذي رفضته الدولة الجزائرية اعتبارا من أن غلق الأجواء أمام الطيران المدني والعسكري قرار سيادي مستقل لا يقبل “إعادة النظر”، وأقصى ما يمكن أن تقدمه الجزائر من “تسهيلات” في هذا المسعى هو تخصيص طائرة تونسية أو جزائرية للمنتخب المغربي حسب بعض “التسريبات“.
كنا نمني النفس أن يفاجئنا الإخوة الجزائريون ولو مرة واحدة في تاريخ أزماتهم غير المنتهية مع جارهم المغربي، و يبادروا إلى القبول بالتماس الجامعة الملكية لكرة القدم، ويسجلوا أهدافا سياسية ودبلوماسية في مرمى المغرب، ويكتمل العرس الرياضي القاري، ونستمتع بالحوارات الفنية واللوحات الجميلة التي من المرتقب أن ترسمها الأقدام الذهبية المحلية، لكن للأسف مرة أخرى يتذرع النظام الجزائري “بحجج” غير موفقة من قبيل “السيادة الوطنية” و”القرار المستقل” و”الشهامة الوطنية”، والحقيقة التي لا تحتمل الجدل والشك، هو أن الجزائر غير مستعدة للتعاطي الإيجابي مع كل ما يرتبط بالمملكة المغربية سياسيا واقتصاديا وتاريخيا ورياضيا.. وأن أي “تنازل” في هذا السياق قد يعتبر “استسلاما وخضوعا وركوعا” أمام العدو الكلاسيكي.
في كل الأحوال المغاربة لم يطلبوا من الجزائريين معجزات أو إجراءات خارقة للعادة من قبيل إحضار لبن العصفور، أو أن “يأتوا بالشمس من المغرب”، بل مجرد السماح بمرور طائرة مدنية في مدة محددة لتظاهرة رياضية محددة، فإن قبلوا بذلك “كان سعيهم مشكورا” وإن أبوا فلهم منا أزكى التحيات وأطيب الأمنيات.