هل سيصبح فضاء إفريقيا وكرا للتجسس؟
باريس- المعطي قبال
شركة سبايس إيكس لمالكها الملياردير إيلون ماسك، وضعت عينها، عبر خدمة ستارلينك، على إفريقيا بما فيها المغرب. الغرض من هذه الخدمة التي تم إطلاقها عام 2015 والتي تعمل في بلدان مثل الولايات المتحدة، جزء من أستراليا، المملكة المتحدة، فرنسا، إسبانيا، إيطاليا، في الشيلي والبرازيل هي توفير مصلحة انترنيت، خصوصا في المناطق التي لا تتوفر على تغطية للقنوات التابثة أو المحمولة. وبفضل كوكبة من الأقمار الاصطناعية يبلغ عددها 42000 قمر تتحرك في مدار منخفض، يستمر العمل بهذه الخدمة إلى غاية 2027. وللاستفادة من هذه المصلحة يكفي اقتناء موديم والاشتراك في مصلحة ستارلينك. وينطلق العمل بستارلينك ب 23 بلدا إفريقيا خلال العام القادم. غير أن الانطلاقة تخضع للموافقة القانونية للدول المعنية.
في هذه الأثناء وفي انتظار الانطلاقة، دعت الشركة المغاربة إلى حجز خدمة ستارلينك منذ الآن. يناهز ثمن الحجز 99 دولار. على المستهلك أن يؤدي هذا المبلغ شهريا للاستفادة من رابط الإنترنت. يضاف إلى هذا المبلغ ثمن الصحن الهوائي، كيبيل للتغذية وجهاز توجيه. تكلفة هذه الأغراض تصل إلى 499 دولار. وكشفت سبايس إيكس أن عدد المنخرطين يفوق اليوم المليون منخرط.
مزيان! هل تعتقدون أن راعي أغنام أو فلاح بسيط في أعماق أو أعالي الأطلس سيهرولان للاشتراك في مصلحة ستارلينك للاستفادة من خدمة الانترنت؟ إما أن إلون ماسك إنسان عبقري يزج بنفسه في المتناقضات وإما أنه شخص مقامر يعشق الخسارة. ونتيجة هذا السلوك، توجد امبراطوريته ماسك في وضع مالي حرج. إذ منذ شهر نوفمبر 2021 خسر الرئيس، المدير العام لشركتي تيسلا وتويتر 182 بليون دولار. هذه الخسارات التي صفق لها خصومه لا تجد تفسيرها في عدم إقبال الجمهور على سيارة تيسلا أو انسحاب المنخرطين من موقع تويتر، بل في تصرفاته الاستبدادية وطيش نزواته. تسريحه ل 4400 عامل دليل ساطع على ذلك. إن إطلاق مشروع ستارلينك الفضائي في إفريقيا هو ضربة بوكير في المجهول.
لا داعي للتذكير بأن الأقمار الاصطناعية التي تدور في فلك إفريقيا لا تحوم حبا في جغرافيتها وطبيعتها، بل بهدف التجسس أيضا. إذ أصبحت اليوم سماء القارة وبسبب التدخلات المتكررة الأجنبية (فرنسية، صينية، روسية، أمريكية الخ…) كوكب مراقبة وتجسس لهذه الدول بعضها على بعض وكلها على المواطنين الأفارقة. فقد تغيرت سحنة السماء ليلا لدى راعي الغنم الذي اعتاد القراءة في مرآة السماء وأصبح اليوم لا يفهم تلاحق الأنوار ودورانها من دون أن يعلم أنها أضواء الأقمار التجسسية !