لقمان وميلاد الشهادة
حسين عطايا
في الثالث من فبراير- شباط نلتقي حول لقمان ومعه، لأنه يوم ميلاد الشهادة، فيطل علينا من عليائه، بابتسامته المعهودة متأبطاً ذراع “صديقته الشريرة”، فيلقي التحية على كل من أتى يُحيي ميلاد شهادته في حديقة الدار .
هذا العام تختلف الذكرى عن سابقاتها، فهي إذ تترافق مع اغتيال القضاء عبر جماعة السلطة التي تربت على أيدي النظام البوليسي الأمني الذي ورثته مليشيا متدربة على الاغتيال، والتي تُقدس كاتم الصوت لإسكات صوت الأحرار .
الثالث من فبراير – شباط هو موعد سقوط الجمهورية، لتُبنى على أنقاضها الدويلة التي عاثت فساداُ في كل شيء، وأخرجت اللبنانيين من ثقافتهم وكبريائهم لتجعل منهم مهجرين في وطنهم، ومهاجرين في شتى أصقاع الأرض، باحثين عن لقمة عيشهم، آملين أن يجدوا عملاً يؤمن لهم ما يحقق بعضا من طموح، ويعطيهم بعض ما يجعلهم قادرين على إرسال ما يدعم الأهل في الوطن .
في يوم لقمان، كنا نتمنى، لا.. بل كنا نحلم، بأن تتوصل الأجهزة الأمنية بعض ما يأخذنا لكشف خيوط الجريمة المجهولة المعروفة، لتعطي الأمل في التوصل إلى المجرمين، لكن للأسف مابعد الطائف لايمكن اكتشاف الجرائم السياسية، لأنه ممنوعٌ التوصل للحقيقة، لكي لا يُدان المجرم ويبقى مجهولاً.
للقمان في يومه ألف ألف تحية وسلام، فإننا نتخذ من هذا اليوم نقطة ارتكاز في مسيرتنا الطويلة، لمواجهة القاتل .