الذكرى السنويّة الثانية لاغتيال لقمان سليم
مركز أمم للتوثيق والأبحاث
لأنّ لا منفذَ قط سِوَى المُواجَهَة
في 10 كانون الأوّل/ديسمبر 2019 تعرّضت خيمة الملتقى ـ The Hub في باحةِ العازاريّة وأثناء ندوةٍ حَمَلَت عُنوانَ «الحِياد كمفهومٍ استراتيجي لعودةِ الازدهارِ إلى لُبنان» لهجومٍ مُمَنهَج بتحريضٍ مِمَّن لا قضيّة له سوى الترهيب، ذاك الذي يُمارسه في كل مكانٍ وزمان. حُوصرت الخيمة حينذاك، فيما حضَرَ الكاتبُ والناشرُ لُقمان سليم ورفاقه نُصرةً للناشطين السلميّين داخلَهَا. ولم يكتف المعتدون بما اقترفوا بل في اليوم التالي باشروا إلى إحراق الخيمة كما فعلوا مرارًا بقبضة الثورة وغيرها من أشكال العنف التي توسّلوها لطردنا جميعًا من السّاحات.
فيما تلى، تعرّضّ لُقمان سليم للتهديدِ بالقتلِ على نحوٍ صريح ٍ ومباشر، فأُلصِقت ليل الثاني عشر والثالث عشر من كانون الأول/ديسمبر 2019 مناشير على سورِ دَارتِهِ في الغبيري، يحملُ بعضها شعار «المجد لكاتم الصوت» فما كان منه إلا أن نَشر شهادَتهُ التي قال فيها: «ببياني هذا، أُحَمِّلُ قوى الأمر الواقع، ممثلة بشخص السيد حسن نصر الله وبشخص الأستاذ نبيه بري، المسؤولية التامة عمّا جرى، وعمّا قد يجري، وأضَعُ نفسي، ومنزلي، ودارة العائلة، وقاطنيها، في حماية القوى الأمنية اللبنانية وعلى رأسها الجيش اللبناني. اللَّهُمَّ قد بَلَّغت». وبَقيَ في داره بشجاعةٍ لا يَبلغُهَا سِوَى صاحب الحق. شجاعةٌ لم تَكن مستجدّة نسبةً للُقمان كما عهدناه، مجاهِرًا شرسًا بنقدهِ السياسيّ عارضًا الحقائق بلا تحفظٌّ أو مُواربة. لا داعي للتذكير أنَّه بعد مضيّ السنة ونيف على هذه الواقعة اغتِيل لُقمان سليم في العدّوسيّة بكاتم ٍللصوت.
وبمناسبة السنوية ِالثانية لاغتيالهِ تعودُ الخيمةُ تحت شعار «العَدَالَةُ وَلَو سَقَطَت السَّمَاوَات» إلى ساحاتِ الأحرار وعلى مدى ثلاثةِ أيام ٍمُتَواصِلَة حاملةً اسمَ «خيمة لُقمان» لنستكملَ تحت سقفِهَا حواراتٍ لم يَتَسنَّ لهُ أن يستفيضَ فيها وهِيَ بعد راهنةٌ اليوم أكثر من الأمسِ.
«العَدَالَةُ وَلَو سَقَطَت السَّمَاوَات» مطلبٌ نرفعه لا لأجل لُقمان فحسب، بل لأنَّنا على يقينٌ أنْ لا نجاةَ مُمكِنَة لهذا البلد إلا عبر المحاسبة وتحقيقِ العدالة لكلّ شُهداءِ الاغتيالاتِ السياسيّة وضحايا تفجيرِ مرفأِ بيروت ومخطوفي الحرب الأهليّة وكلِّ من قضوا ظلمًا جراء حوادث السلاح ِالمُتفلِّت.
في الثالث من شباط/فبراير 2023، لِقاؤُنا بدايةً في دارة محسن سليم في الغبيري، ندعوكم للاحتفاء بلُقمان وفكره وشجاعته وللتعرُّفِ على مؤسساتِهِ دار الجديد وأُمم للتوثيق والأبحاث، لكن أيضًا للتأكيد على الضرورةِ المُلِحَّة لإنهاء سياسية الإفلاتِ من العقاب، عدلاً للُقمان وخلاصًا لغيرِهِ. نَجتَمِعُ عند الثالثة عصرًا حيث نستمع تباعًا لكلمات شقيقتِه الكاتبة والناشرة رشا الأمير، والدتِهُ الكاتبة سلمى مرشاق سليم، المخرجةِ مونيكا بورغمان زوجته وشريكته في تأسيس أُمم للتوثيق والأبحاث، وجَمعٌ من الشخصيات الرسميّة. ويتخلّلها توزيع جوائز غار لقمان المخصّصة لعدد ٍمن الصحفيّين والفنانين وضعوا استقصاءَ الحقيقة والذاكرة في صلب عملهم.
وفي التكملة، دعوةٌ لزيارةِ الهنغار ومكاتبِ دار الجديد وأُمم للتوثيقِ والأبحاثِ حيثُ يتسنى للزائرِ أن يتعرّف بخاصّة على الأرشيف الذي دأب الأديب لقمان على جمعِه وتوثيقِه والتبحّر فيه على مدى عقودٍ من الزمن. وهو يضمّ فصولًا من تاريخِ لبنان وثقافتِه وذاكرتِه وممارساتِه المجتمعيّة ووثائقَ ومتعلّقاتٍ بعضُهَا يعود حتى عهد المتصرفيّة. واحدةٌ من تركاتِ لُقمان الكثيرة لنا، لا ينفكّ هذا الأرشيف الغزير يُبنى ويَتوسّع، ليبقى أثرًا حيًّا وشاهدًا على تاريخ ِهذا البلد بكلِّ التباساتهِ، لعلّنا أشدّ ما نحتاجه اليوم ضمن واقعِ الانهيارِ الُمتسارعِ لبُنيانه.
وبحلولِ السابعة مساءً من الثالثِ من شُباط/فبراير 2023، تستضيفُ خيمة لُقمان لقاءً عنوانُهُ «الحياد خيارًا استراتيجيًّا للبنان» في استعادةٍ للندوةِ السابقة التي تعمّد أُحاديّو الفكر والرؤية تخريبَها، تأكيدًا منّا على إيمانِنَا بحريةِ الفكر والكلمة، وهي حقٌ سندأب على ممارستهِ في كل مكانٍ وزمان إذ إنّه السلاح ُ الشرعيّ الوحيد الذي نعترفُ بهِ. يدير الحوار زياد الصائغ ويشارك فيه كلّ من غسان عيّاش، لينا التنير، إبراهيم شمس الدين وألبير كوستنيان.
في الرابعِ من شُباط/فبراير، نجتمِعُ حول مطلبِنَا الموحّدِ «العَدَالَة وَإنهاء سياسة الإفلات من العقاب» مع أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت الساعة السابعة مساءً، فمن بديهيّات القول إنَّ العدالةَ لا تَتَجزَأ وإنَّ قضيّتَنَا واحدة. فكما اغتيل لُقمان في الثالث من شباط/فبراير 2021، جرى فعليًّا اغتيال مدينة بأكملها
قبل ذلك بستة أشهر، في الرابع من آب/أغسطس 2020. تُدير الندوة ديما صادق بمشاركة كلّ من موسى خوري، رياض قبيسي ، وليم نون، آية مجذوب وفراس أبي يونس.
أمّا في الخامسِ من شُباط/فبراير، السّاعة الرابعة بعدَ الظُهر، فنَتَحَاوَرُ في حول التطوراتِ الإقليميّةِ الأخيرة وأثرِهَا على الوضعِ اللبنانيّ ضمنَ ندوة «لبنان في عين العاصفة». يدير النقاش زياد عبد الصمد ويخوض فيه كلّ من منى فيّاض، روني شطح، سامي نادر، مصطفى علّوش، تيما رضا.
يتبعُ ذلك لقاءٌ لـ«ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين» الذي أسسه لقمان سليم، يتخلّله نقاشٌ وإصدارٌ لبيانٍ عند الساعة السادسة مساءً يليه حفلٌ موسيقيّ حيث نصِلُ لختامِ برنامج أيّام لُقمان، غيرَ أنَّ فضاءاتنَا ستبقى مفتوحة دومًا كعادتِهَا على الحوارِ وللجميع.
ندعوكم لملاقاتنا في دارة محسن سليم وفي خيمة لقمان وفقًا للبرنامج أدناه.
3 شباط/ فبراير 2023 عصرًا، في حديقة لُقمان
العنوان: دارة محسن سليم، الغبيري
15:00– 15:45
كلمة السيدة رشا الأمير
كلمة السيدة سلمى مرشاق سليم
تسليم جوائز لقمان سليم
15:45 – 16:30
كلمة السيدة مونيكا بورغمان سليم
كلمة الرسميّين
16:30- 18:30
الدارة مفتوحة لزيارة مؤسّسات لقمان: دار الجديد، أمم للتوثيق والأبحاث والهنغار
3 شباط/ فبراير 2023 مساءً في خيمة لقمان
العنوان: خيمة لقمان، مقابل شعلة الثورة، منطقة المدوّر، مرفأ بيروت.
19:00 – 20:30
الحياد خيارًا استراتيجيًّا للبنان
المشاركون: غسان عيّاش، لينا التنير، إبراهيم شمس الدين، ألبير كوستنيان
يدير الندوة: زياد الصائغ
السبت 4 شباط / فبراير: في خيمة لقمان، مع أهالي ضحايا انفجار المرفأ
19:00 – 21:00 العدالة وإنهاء الإفلات من العقاب
المشاركون: موسى خوري، رياض قبيسي، وليَم نون، آية مجذوب، فراس أبي يونس
تدير الندوة: ديما صادق
الأحد 5 شباط / فبراير: في خيمة لقمان، مع تساؤلاتنا والأجوبة
16:00 – 17:30 لبنان في عين العاصفة
منى فيّاض، روني شطح، سامي نادر، مصطفى علّوش، تيما رضا
يدير الندوة: زياد عبد الصمد
18:00 – 19:00 الائتلاف الديمقراطي اللبناني
بيان وجلسة نقاش
19:00 —
جلسة وديّة يرافقها حفل موسيقيّ