ضحايا الزلزال 35 الف قتيل حتى الآن .. مقبرة جماعية في هاتاي ولا إنقاذ في سوريا
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في آخر إحصائية رسمية لضحايا الزلزال المدمر في كل من تركيا وسوريا ارتفع العدد الى أكثر من 35 ألف قتيل، بالإضافة إلى آلاف المصابين.
وأعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية، اليوم ارتفاع ضحايا الزلزال الذي ضرب جنوب البلاد، الأسبوع الماضي، إلى 29605 أشخاص، فيما نقلت قناة “تي أر تي” التركية الرسمية عن إدارة الكوارث قولها، إنه تم إجلاء 147 ألفا و934 شخصاً.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عدد القتلى في سوريا بلغ 5273، وأضاف أن الأعداد مرشحة لتصل إلى 7 آلاف قتيل.
وتوقفت أمس عمليات الإنقاذ والبحث عن ناجين تحت الأنقاض في مناطق شمال غربي سوريا والانتقال لمرحلة انتشال الجثث فقط، بعد أيام من البحث المتواصل عن أمل وجود ناجين من الزلزال المدمر. كما توقفت أعمال الإنقاذ في مدينة جبلة بريف اللاذقية وانتشال جميع الجثث من تحت الأنقاض، فمع مرور ما يقارب 150 ساعة على الفاجعة وعدم وجود معدات ومستلزمات كافية بات الأمل شبه معدوم عملياً، وفق المرصد.
في موازاة ذلك، ارتفعت التحذيرات الأممية من إمكانية انتشار بعض الأوبئة لاسيما الكوليرا. فيما أعلنت منظمة الصحة، أمس السبت، أن عدد المتضررين من الزلزال المدمّر بلغ نحو 26 مليون شخص، يتوزعون على النحو التالي: 15 مليوناً في تركيا و11 مليوناً في سوريا.
ونبهت أيضاً إلى أن أكثر من خمسة ملايين من هؤلاء يعتبرون من بين الأكثر عرضة للخطر، وبينهم نحو 350 ألف مسن وأكثر من 1.4 مليون طفل.
واليوم أفاد مراسلون عن توقف 100 شاحنة مساعدات على الأقل تحمل مواد إغاثية وطبية ووقودا عند معبر أم جلود في منبج شمالي سوريا، اي عند الخط الفاصل بين مناطق سيطرة المعارضة ومناطق سيطرة الإدارة الذاتية لقوات سوريا الديمقراطية، بإنتظار موافقة من الطرف الآخر للدخول إلى المناطق المنكوبة، مؤكدا أن هناك “تسييسا” لعملية دخول المساعدات. وكان قد سمح بدخول قافلة مساعدات أممية من 10 شاحنات إلى مناطق المعارضة من معبر باب الهوى.
وخلال الأيام الماضية، طالبت منظمات دولية بضرورة الإسراع في إدخال مواد الإغاثة، في ظل الاتهامات للنظام السوري بمنع دخول المساعدات من الجانب الذي يسيطر عليه.
من جهتها، أقرت الأمم المتحدة بفشلها في مساعدة آلاف المدنيين السوريين، وعجزها عن إيصال المساعدات إلى المنكوبين في الشمال السوري، بعد أن حصد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا يوم الاثنين الماضي ما يقارب 30 ألف قتيل، وشرد الآلاف أيضاً.
فقد اعتبر مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، اليوم أن المنظمة خذلت السكان شمال غربي سوريا. وقال في تغريدة على تويتر “خذلنا سكان شمال غربي سوريا. إنهم على حق في شعورهم بالتخلي عنهم.. يتطلعون إلى مساعدة دولية لم تصل أبدا”. وأضاف “ملتزمون بتصحيح إخفاقنا في شمال غربي سوريا بأسرع ما يمكن”.
بدورها، أكدت اليونيسف أن “الاحتياجات الإنسانية في الشمال السوري هائلة ولا يمكن تلبيتها إلا بتكاتف دول”.
وكانت “حكومة النظام السوري” الخاضعة لعقوبات غربية أكدت سابقاً أن جميع المساعدات ينبغي أن تكون بالتنسيق معها ويجري توصيلها من داخل سوريا لا عبر الحدود التركية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، مشددة في الوقت عينه على أنها مستعدة لإرسال تلك المساعدات إلى المنطقة الشمالية.
واعلن نائب رئيس وزارة حالات الطوارئ أليكسي سيركو، اليوم إتمام عمليات الإنقاذ في سوريا بعد الزلزال، مشيرا إلى استمرار العمل على تسليم المساعدات الإنسانية. وقال سيركو للصحافيين: “انتهت عمليات الإنقاذ. نحن نلخص النتائج وغدا سنبلغ الوزير، يليه تقرير لرئيس روسيا بأن عملية الإنقاذ قد اكتملت، لكن المساعدات الإنسانية مستمرة”.
في السياق، ومع تراجع الأمل في إنقاذ أحياء بمناطق سيطرة المعارضة أيضا، تحول عمل الخوذ البيضاء إلى المهمة الكئيبة المحبطة المتمثلة في انتشال الجثث وتطهير الأنقاض. وقال عبد الرحمن المسعف في المنظمة “سنواصل العمل إلى أن ننتشل آخر شخص من تحت الأنقاض”.
من جهتها، طالبت نجاة رشدي، نائبة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، بتغريدة على حسابها في تويتر، اليوم، “الجميع بإرسال فرق البحث والإنقاذ والمعدات المناسبة إلى جميع المناطق السورية المتضررة لإنقاذ أرواح من لا يزال على قيد الحياة تحت الأنقاض”.
كما أضافت “يجب أن نساعد العاملين بالخطوط الأمامية الذين يعملون على مدار الساعة.. إنه أمر عاجل للغاية”.
وعلق عشرات السوريين منتقدين تلك المناشدة، مؤكدين أن الأمم المتحدة تأخرت كثيراً بل تركت السوريين المنكوبين لمصيرهم.
ففيما انتقد البعض هذا النداء العاجل “رفع عتب”، اعتبر آخرون أن سوريا تجاوزت هذه المرحلة منذ يومين، لافتين إلى أن الحاجة حاليا تنصب على الفرق الطبية والهندسية.
الى ذلك، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن المنظمة أطلقت نداء اليوم الأحد لجمع 43 مليون دولار لمواجهة تداعيات الزلزال في تركيا وسوريا. ونقل حساب المنظمة على تويتر عن غيبريسوس قوله إن منظمة الصحة وزعت 110 أطنان من الإمدادات الطبية على المناطق المتضررة من الزلزال في جميع أنحاء سوريا. وأكد خلال مؤتمر صحافي من سوريا أن المنظمة تعمل مع الشركاء لتوفير الرعاية الطبية المتخصصة للمتضررين من الزلزال، مشيرا إلى أنها تعمل أيضا في جميع المناطق المنكوبة بما في ذلك شمال غرب البلاد. ورحب بتخفيف الولايات المتحدة للعقوبات على سوريا، كما عبر عن تقديره “لحكومة دمشق للسماح بعبور قوافل الإغاثة الأممية، وكذلك الإجراءات الرامية لزيادة وصول تلك القوافل للمتضررين“.
وقال المدير العام للمنظمة إنه التقى رئيس النظام السوري بشار الأسد، مشيرا إلى أن الأخير عبر عن “انفتاحه” للنظر في معابر حدودية إضافية لنقل المساعدات في ظل هذه الحالة الطارئة.
وأضاف المسؤول الأممي أنه سيزور مناطق شمال غرب سوريا، التي أشار إلى أن تأثير الزلزال عليها “أسوأ“.
من جهتها، تعهدت تركيا، اليوم بإجراء تحقيق مستفيض مع أي شخص يُشتبه بمسؤوليته عن انهيار المباني في الزلازل المدمرة التي وقعت قبل أسبوع تقريبا، كما أمرت بالفعل باحتجاز 113 من المشتبه بهم. وقال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، إن السلطات حددت هوية 131 مشتبها بهم حتى الآن باعتبارهم مسؤولين عن انهيار بعض آلاف المباني التي سويت بالأرض في الأقاليم العشرة المتضررة من الزلازل التي وقعت في ساعة مبكرة من يوم الاثنين. وأوضح أوقطاي للصحافيين بمركز تنسيق إدارة الكوارث في أنقرة، أن أوامر صدرت باعتقال 113 منهم، وفق ما نقلت رويترز. وكشف أن وزارة العدل أنشأت مكاتب تحقيق في جرائم الزلزال بالأقاليم المتضررة للتحري بشأن حالات الوفيات والإصابات.
في سياق متصل، قال وزير العدل التركي بكر بوزداغ، إنه جرى منع سفر أكثر من 150 شخصا مسؤولين عن تشييد مبان انهارت في كارثة الزلزال. وأضاف أن قضايا المحاكم في الولايات المنكوبة ستؤجل جلساتها لمدة شهرين.
من جانبه، أشار وزير البيئة مراد قوروم إلى أن عدد المباني التي انهارت أو تضررت بشدة بسبب الزلزال يبلغ 24921 مبنى، وذلك استنادا إلى تقييم أكثر من 170 ألف مبنى.
يشار إلى أن الشرطة التركية أعلنت إلقاء القبض على مطور عقاري لمجمع سكني انهار في أنطاكيا مع استعداده لركوب طائرة بمطار إسطنبول متجها إلى الجبل الأسود مساء يوم الجمعة. وجرى احتجازه رسميا، أمس السبت.
ولا يزال رجال الإنقاذ يبحثون عن ناجين وسط أنقاض الزلزال بعد ستة أيام من الكارثة التي ألحقت الدمار بأجزاء من سوريا وتركيا، وتجاوز عدد القتلى 28 ألفا، ومن المتوقع أن يرتفع أكثر.
هذا ورصد مراسلو “العربية” مقبرة جماعية كبيرة لضحايا الزلزال المدمر وأظهرت اللقطات مئات المقابر، وقد وُضعت عليها أرقام فقط دون الأسماء لتعذر التعرف على العديد من جثث الضحايا، في منطقة هاتاي بالجنوب التركي المنكوب. وأوضحوا أن فرق الإنقاذ التركية قامت بتصوير الجثث وإعطائها أرقاماً قبل دفنها، لاسيما تلك التي لم يتم التعرف عليها أو التي لم يطالب بها أحد حتى الساعة.
<
p style=”text-align: justify;”>يأتي هذا التحرك في دفن الجثث بتلك الطريقة خوفاً من انتشار الأوبئة مع تكدس آلاف الجثث في المستشفيات وحتى في الملاعب وغيرها من الأماكن العامة التي خصصت لوضع القتلى، بانتظار التعرف عليهم من قبل ذويهم. فيما تدفق العديد من المواطنين الأتراك إلى تلك المواقع للتعرف على أقربائهم. بينما لا يزال رجال الإنقاذ يبحثون عن ناجين أو ينتشلون الجثث وسط أنقاض الزلزال بعد ستة أيام من الكارثة التي ألحقت دمارا هائلا بأجزاء من سوريا وتركيا.