هو الكأس..
اسماعيل الأمين
من يواسي لهفةَ كأسٍ فارغٍ..
لإبهامٍ وسبّابة..لغمرةٍ؟
شاياً..خمرةً..أو ماء.
الفراغُ غُصةٌ..لا فرجَ منها.
لا بطفحِ بأسٍ.
ولا بخلاءِ ضِعةٍ.
ولا بقناعةِ بؤسٍ،
ولا بشفاعةِ الهواء.
كان مترعاً بالأماني.
لكنَّ النوازلَ والحماقات،
دلقته.. بعثرته..
ذَرَته في رياحِ السموم.
فافتضَّ سياطَ الذاريات.
والكأسُ في قبضةِ الشقيِّ
صار حطاماً و دماء.
وحانةُ الرب الهنيِّ
شحَّت ثُمالةًّ
وصارت عبءً وخواء.
من أين لي أن أصيرَ وردةً..
سيرةً.. حكايةَ عطرٍ
ضاع في ثوب امرأةٍ.. ضاعت.
فأهرقت كأسَها
خلفَ أدراجِ العباد..
سيدتي.. حبيبتي..
تعالي.. عجِّلي..
فقد جرت انهارُ جبالِ المسكِ.
وملأ النادل كأسينا.
تعالي..
لملمي سُدى الأيامِ والساعات.
عجِّلي..
أفضيتُ دِنانَ السماءِ،
فلم تملأ سوى بعضَ كأسِكِ.
سَحرتُ النهرَ خمرا.
فالوادي إناء.
والسهلُ خِوان.
وبين الجبالِ نديمٌ
وبين الأقحوانِ
عاشقٌ وأصدقاء.
هل ستأتين؟
أم علي بعدُ
مزيداً من العشقِ واللوعةِ..
والانتظار؟
Visited 30 times, 1 visit(s) today