إيران: المعلمون ضد تسميم الطلاب.. وإعدامات جديدة ضد ناشطين أهوازيين
السؤال الآن – وكالات وتقارير
أصدرت محكمة الثورة في الأهواز، جنوب غربي إيران، حكما بالإعدام ضد 6 أشخاص بتهمة الانتماء لـ”حركة النضال” العربية. كما وجهت المحكمة لهم اتهام “القيام بأعمال عسكرية” في الأهواز، خلال عامي 2017 و2018.
من جهة ثانية، استمرت الهجمات الكيميائية على مدارس البنات ومهاجع طالبات الجامعات في إيران، ووفق المعلومات تعرض طلاب جامعة “فردوسي مشهد”، شمال شرقي إيران، اليوم إلى هجوم بالغازات السامة، أصيب على إثرها عدد من الطلاب والطالبات، فيما أعلن مكتب المدعي العام في طهران توجيه اتهامات ضد 6 أشخاص بينهم رؤساء تحرير صحف بسبب كتاباتهم حول التسمم.
ونقلت وكالة “فارس للأنباء”، التابعة للحرس الثوري عن “مسؤول أمني” لم يتم ذكر اسمه، أنه “تم فحص كاميرات جميع المدارس المجهزة بكاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة وكاميرات المدينة حول هذه المدارس، وحتى الآن لم يتم رصد أي حالات مشبوهة”.
وقالت وكالة “فارس” للأنباء، نقلاً عن هذا المصدر المجهول: “بالطبع في بعض الحالات تم القبض على مشتبه بهم، لكن بعد التحقيق تبين أن لا علاقة لهم بالموضوع”.
وفي الأيام الأخيرة، استخدمت السلطات القضائية والسياسية في إيران مصطلح “المنشطات” لتسميم طالبات المدارس والجامعات عن عمد.
وبعد ثلاثة أشهر من بدء هذه الهجمات الكيميائية في مدارس البنات، لم يتم القبض على أي مشتبه بهم أو متهمين، ومع ذلك، أعلن مكتب المدعي العام في طهران عن توجيه لائحة اتهام ضد 6 شخصيات سياسية ورؤساء تحرير الصحف ووسائل الإعلام بسبب نشر “الشائعات والأكاذيب” حول تسمم طالبات المدارس. وأعلن علي صالحي، مدعي عام طهران، اليوم، أنه تم رفع قضايا ضد رؤساء تحرير “هم ميهن”، و”رويداد 24″، و”شرق” وكذلك أشخاص مثل “آذر منصوري، وصادق زيبا كلام، ورضا كيانيان” بسبب كتاباتهم عن تسمم الطالبات، وتم تشكيل ملفات لهم.
وادعى أن لائحة الاتهام ضد هؤلاء الأشخاص تأتي بسبب نشر “الكذب والشائعات”، و”نشر ادعاءات خاطئة وكاذبة تمامًا”، و”تضليل الرأي العام”، وأن جميع أولئك الذين يهددون “الأمن النفسي” للمجتمع سيتم رصدهم من قبل أجهزة الأمن وإنفاذ القانون والقضاء، وسوف ينتظرهم “إجراء حاسم وقانوني“.
وأعلن رئيس القضاء الإيراني، غلام حسين محسني إيجه إي، يوم الإثنين: “صدرت أوامر للمحاكم في جميع المحافظات لتخصيص فرع في مراكز المحافظات لاستدعاء الأشخاص الذين ينشرون الأكاذيب في قضية التسمم. هؤلاء الأشخاص لا يخرجون عن حالتين، إما أن يتم تأكيد سوء نواياهم ومرافقتهم للعدو، وفي هذه الحالة يحكم عليهم بأقسى العقوبات، أو يتم التأكد من أنهم ليس لديهم نوايا سيئة، وفي هذه الحالة أيضاً لا يمكن التغاضي عنهم، ويتم التعامل معهم وفق القانون”.
من ناحية أخرى، أصر المسؤولون الإيرانيون ووسائل الإعلام التابعة لهم على أن “أكثر من 90% مما تعاني منه الطالبات ناتج عن القلق والمخاوف في الفصول الدراسية والفضاء المدرسي”، وليس التسمم.
يأتي ذلك في حين أنه في الليلة الماضية، الإثنين 6 مارس، تم إصدار تقارير ومقاطع فيديو للهجوم الكيميائي على أربعة مهاجع لطالبات الجامعات على الأقل.
ووفقا للتقارير، تم استهداف طالبات “مهجع قدس” التابع لجامعة “مدني” أذربيجان، و”مهجع ميلاد” التابع لجامعة “أصفهان للعلوم الطبية”، و”مهجع علم الهدى” لجامعة “أصفهان”، وطالبات “مهجع جامعة حائري” في ميبد يزد، تم استهدافها، مساء الإثنين، بهجمات كيميائية.
أيضا، تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 120 مدرسة على الأقل تم استهدافها في جميع أنحاء إيران، يوم الإثنين. وتقع هذه المدارس في 25 محافظة، بما في ذلك كردستان، وفارس، وطهران، ولورستان، واصفهان، وكرمان، وكانت معظم المدارس خاصة بالبنات.
من جهة ثانية، وتلبيةً للدعوات التي صدرت لتنظيم احتجاجات على تسمم طالبات المدارس في إيران، تجمع المعلمون والمواطنون أمام المديريات العامة للتعليم في عشرات المدن الإيرانية اليوم، مطالبين بتوفير الأمن في المدارس، ومرددين هتافات “الموت للنظام قاتل الأطفال”.
ووفقا للتقارير، هاجمت القوات الأمنية المتظاهرين في بعض المدن، وأطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع.
ومن بين المدن التي تم فيها نشر تقارير ومقاطع فيديو عن تجمع المواطنين: كاشمر، وسقز، وهسين، وأليكودرز، وأردبيل، ورشت، وطهران، ولاهيجان، وبابل، وكرمانشاه، ودالاهو، وكرج، والأهواز، وسميرم، ومشهد، وأصفهان، وسنندج، ومريوان، وشيراز.
وكانت هناك أيضًا تقارير من لاهيجان، مدينة أخرى في محافظة كيلان، تشير إلى أن المعلمين والمواطنين نظموا تجمعاً أمام مديرية التعليم للاحتجاج على تسمم الطالبات. كما شهدت أصفهان تجمعاً احتجاجياً أمام مبنى التعليم في المحافظة، وقد تدخلت القوات الأمنية لتفريق المتظاهرين.
وتواجدت القوات الأمنية بشكل كثيف لمنع المعلمين والمواطنين من التجمع أمام هذه المديرية. كما تجمع أولياء أمور الطلاب في شيراز أمام مديرية التعليم، وأعلنت قناة المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين عن هجوم قوات الأمن لتفريق المعلمين والمواطنين المحتجين أمام المديرية العامة للتعليم في محافظة فارس.
ووفقًا للقناة، تم القبض على محمد علي زحمتكش، مفتش جمعية المعلمين في فارس، وغلام رضا غلامي، أثناء تجمع المعلمين والمواطنين في شيراز. وفي مريوان بمحافظة كردستان، حاولت قوات الأمن، هذا الصباح أيضًا، منع التجمع السلمي للمعلمين لدعم الطلاب والذي عقد أمام مبنى المديرية العامة للتعليم في مريوان .
وفي سنندج، وهي مدينة أخرى في محافظة كردستان، تجمع عدد من المعلمين أمام دائرة التربية التعليم، احتجاجًا على تسمم الطالبات، ورددوا شعارات مثل “الموت لطالبان، سواء كانت إيران أو أفغانستان”، كما تجمع معلمو أردبيل وعدد من المواطنين الآخرين أمام المديرية العامة التعليم، وردوا شعارات مثل “أمن المدارس حقنا الطبيعي”.
وفي طهران، تجمع المعلمين أمام مبنى دائرة التعليم، المنطقة 5، وردد المتظاهرون شعارات مثل: “الموت للنظام قاتل الأطفال” و “أيها الباسيجي، أيها الحرس، أنتم داعشنا”. في الوقت نفسه، تجمعت مجموعة من الأشخاص في شارع جمهوري في طهران ورددوا شعارات مثل “الموت للنظام قاتل الأطفال“. كما تجمع المعلمون في بابل في محافظة مازندران، أمام مبني دائرة التعليم في المدينة، للاحتجاج على تسمم الطالبات .
وفي كرمانشاه، تجمع المعلمون وعدد من المواطنين الآخرين، أمام المديرية العامة للتعليم، للاحتجاج على تسمم الطالبات .
ويأتي هذا التجمع بالتزامن مع تأكيد خبر تعرض عدد من طالبات المدارس في مدينة دالاهو للتسمم، اليوم، ونقلهن إلى المراكز الطبية. وفي محافظة ألبرز، تجمع المعلمون وأولياء الطلاب أمام المديرية العامة التعليم في كرج، ورددوا شعارات مثل: “الويل، الويل من كل هذا الظلم”. كما تجمع المعلمون وعدد من المواطنين الآخرين في الأهواز بمحافظة خوزستان، للاحتجاج على تسمم الطالبات. وكذلك فعل معلمو أليكودرز في محافظة لورستان أمام مبنى دائرة التعليم في المدينة.
وكانت هناك أيضًا تقارير عن تجمع المعلمين والأسر في مشهد، احتجاجاً على تسمم الطالبات، مرددين شعارات مثل “أيها المسؤول غير الكفء الاستقالة، الاستقالة”.
من ناحية أخرى، دعم طلاب جامعة “تربيت مدرس” أيضًا دعوة المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين، وأعلنوا أنهم سيرافقون المعلمين يوم الثلاثاء 7 مارس، ويرددون شعار “المرأة، الحياة، الحرية”.
وجاء في جانب من البيان: “كان هدفنا من النضال هو أن يعيش أطفالنا في مجتمع حر، ومتساو في الحقوق، وآمن، ومزدهر، والآن بعد أن استهدف الإرهابيون قاتلو الأطفال أبناءنا، لن نبقى صامتين”.
إلى ذلك، طالب 20 محاميا إيرانيا 4 منظمات دولية بتشكيل لجنة مستقلة ومشتركة لإرسالها إلى إيران للتحقيق بشأن القضايا الأربع التالية: 1- ما أصل هذه التسممات المتسلسلة؟ 2- لماذا تورطت المدارس الإيرانية فيها؟ 3- لم تم استهداف الطالبات؟ 4- ما الإجراءات التي يجب اتخاذها من أجل المساعدة؟.
وقد تم إرسال هذه الرسالة إلى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، والمدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، والمدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر.