اليوم 375 للحرب: زيلنيسكي يؤكد صمود قواته في باخموت ورئيس فاغنر يحذر من “مفرمة لحم”

اليوم 375 للحرب: زيلنيسكي يؤكد صمود قواته في باخموت ورئيس فاغنر يحذر من “مفرمة لحم”

السؤال الآن – وكالات وتقارير

   في اليوم 375 للحرب، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صمود قواته في باخموت، بعد أيام تردد خلالها احتمال انسحابها من المدينة، مما يؤشر الى استمرار المعارك الدموية.

   وأرسلت موسكو آلاف الجنود في موجات خلال الأسابيع القليلة الماضية في محاولة للسيطرة على المدينة الواقعة في شرق أوكرانيا وتحقيق أول انتصار لها في ساحة المعركة منذ أكثر من 6 أشهر. وحفرت القوات الأوكرانية خنادق في الغرب وبدا في الأيام الأخيرة أنها تستعد للانسحاب.

   وجاءت تصريحات زيلينسكي في خطاب ألقاه الليلة الماضية أشار فيه إلى أن كييف لم تتخذ قرار الصمود والقتال فقط وإنما إرسال تعزيزات للمدينة أيضا. ويبدو أنها مقتنعة بأن الخسائر التي ستتكبدها روسيا في محاولتها اقتحام المدينة ستكون أكبر من خسائر المدافعين عنها. وقال زيلينسكي “القيادة أيدت بالإجماع” قرار عدم الانسحاب. وأضاف “لم تكن هناك مواقع أخرى، طلبت من القائد العام إيجاد القوات المناسبة لمساعدة رجالنا في باخموت”.

   ومن جهته قال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية لا تزال تهاجم مدينة باخموت ومحيطها شرقي البلاد رغم تكبدها خسائر كبيرة وأن جنوده يدافعون عن المدينة ولم يغادروها. وقال المتحدث باسم قيادة القوات الشرقية الأوكرانية سيرغي شيريفاتي إن القوات الروسية أرسلت أكثر وحداتها تدريبا مع قوات فاغنر إلى باخموت وأن هذا الأسبوع هو الأصعب.

   وفي تصريحات لـ “الجزيرة” نفى شيريفاتي أن تكون المدينة محاصرة، وقال إن القوات الروسية لن تتمكن من السيطرة عليها وإن قرار القيادة هو مواصلة القتال. وقال إن الحديث عن انقسام القيادتين السياسية والعسكرية بشأن باخموت دعاية روسية.

   وأفادت القيادة العسكرية الأوكرانية اليوم عن مقتل عدد غير مسبوق من الروس خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بلغ 1600، ولكن لا يمكن تأكيد مثل هذه الأعداد من القتلى في صفوف القوات الروسية، ولا ينشر الطرفان أعداد الضحايا في صفوفهما بشكل دوري. وتحدث بعض المسؤولين الأوكرانيين في الأيام القليلة الماضية عن مقتل ما يصل إلى 7 روس في باخموت مقابل كل قتيل أوكراني.

   وتقول روسيا إن السيطرة على باخموت ستكون خطوة على طريق الاستيلاء على منطقة دونباس الصناعية المحيطة، وهو هدف عسكري رئيسي. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في تصريحات بثها التلفزيون “تحرير أرتيموفسك مستمر” مستخدما اسم باخموت الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية والذي عاد الروس لتبنيه. وأضاف “تعد المدينة مركزا مهما للدفاع عن القوات الأوكرانية في دونباس. وستتيح السيطرة عليها مزيدا من الأعمال الهجومية في عمق خطوط الدفاع الأوكرانية”.

   وقالت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا إن القوات الروسية باتت تسيطر على نحو نصف مدينة باخموت.

  وقد كشفت معركة باخموت عن خلافات بين الجيش النظامي ومجموعة فاغنر، التي نشر رئيسها يفغيني بريغوجين مقاطع مصورة في الأيام القليلة الماضية يتهم فيها المسؤولين بمنع الذخيرة عن رجاله.

   وفي أحدث انتقاداته لوزير الدفاع شويغو، قال بريغوجين اليوم إنه “لم يره في باخموت”. كما شبه المعارك الدائرة في باخموت بـ “مفرمة اللحم”، قائلاً في تصريحات نقلتها قناته على تليغرام، إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يرمي ويرسل آلاف المقاتلين في تلك المفرمة.

   أما تعليقاً على الخطوات اللاحقة بعد السيطرة على المدينة فقال: “من المبكر الحديث عن ما بعد باخموت، ضارباً المثال بقول روسي شهير ألا وهو “من الأولى قتل الدب أولا ومن ثم التفكير بما سنفعله بجلده!”.

   كما اعتبر أن “مصطلح التطهير والتنظيف الذي تستخدمه وزارة الدفاع مع حوالي 20 ألف جندي ما زالوا في باخموت لن يحدث بحلول الصباح”.

   وأردف ساخراً ثانية من تصريحات شويغو بقوله “إلا إذا كان المقصود بالتنظيف هو ترتيب الزي الرسمي واجتياح الشوارع الخاوية”.

   وتنفي وزارة الدفاع الروسية منع الذخيرة عن قوات فاغنر لكنها لم ترد على اتهامات بريغوجين الأخيرة، والتزم الكرملين الصمت حيال وجود خلافات.

  من جهة أخرى نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين أن معلومات استخبارية أفادت إن موالين لكييف هاجموا خط نورد ستريم العام الماضي. وأبلغ هؤلاء المسؤولون صحيفة نيويورك تايمز عدم وجود دليل لديهم على تورط الرئيس الأوكراني أو مساعديه في استهداف نورد ستريم.

   من جهته، قال الكرملين إن العملية العسكرية في أوكرانيا تحقق أهدافها في أوكرانيا وأنه لا شروط مسبقة على انتقال الوضع في أوكرانيا إلى مسار سلمي. واتهم الكرملين واشنطن بعدم الرغبة في إنهاء الحرب في أوكرانيا وببذل قصارى جهدها لمواصلتها.

   وأشاد الكرملين بالموقف الصيني من الحرب، لافتا إلى أن روسيا تولي اهتماما كبيرا لموقف الصين إزاء الوضع في أوكرانيا.

   هذا واتهم وزير الخارجية الصيني تشين غانغ أطرافا لم يسمها بتخريب جهود تعزيز السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال الوزير الصيني إن بلاده لا تزود أي طرف بالأسلحة في الأزمة الأوكرانية التي أكد أنه يمكن تجنبها بتغليب التهدئة على التصعيد، كما أكد أنه يجب احترام المخاوف الأمنية لجميع الأطراف المعنية.

   من جهة أخرى، يزور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء والأربعاء كييف للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في ثالث زيارة له لأوكرانيا منذ بداية الحرب، وفق ما أعلن الثلاثاء الناطق باسم المسؤول الأممي.

   وكان غوتيريش وصل إلى بولندا اليوم، على أن يتجه إلى كييف حيث سيلتقي غدا الرئيس الأوكراني للبحث في استمرار تطبيق اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية، حسبما قال المتحدث ستيفان دوجاريك في بيان.

Visited 5 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة