يوم ثامن مارس.. حكاية المساواة!

يوم ثامن مارس.. حكاية المساواة!

مدريد – عبد العلي جدوبي

   أصبحت كلمة “المساواة” بين المرأة والرجل، من الكلمات السحرية التي لها فعل أكيد في كل مناسبة يعلن فيها حضور المرأة للدفاع عن حقوقها، أو تجدير حضور لها على الساحة السياسية، بل أصبحت كلمة المساواة هي العصا السحرية التي تفك كل منغلق بقدرة قادر بين المرأة والرجل، فهي الحل الأخير الذي يقدمه كل باحث أو منظر باعتباره طموحات بشريا..

   فهل تحقق هذه الكلمة بالفعل حضور المرأة، وهل وصلت إلى حدود الصدق العملي الممارس على الصعيد الاجتماعي؟ أو أنها ظلت نغمة شيقة تدغدغ عواطف الجنس الناعم؟

   الحديث عن المساواة يعني أن المسألة تخص طرفين لهما معا شروط قارة، كل منهما يحاول أن يكسب أكبر قدر منها لتدعيم موقفه أو مكانته، لكننا نلاحظ  أن المساواة بين المرأة والرجل لا يمكن أن تتم لحساب أحدهما على الآخر، أو فقدان طرف منهما طبيعته الخاصة به.. ووضع المرأة في مكانة موازية للرجل يهدر في الواقع من قيمتها كإمرأة لها وظيفتها الخاصة في المجتمع، فإتاحة الفرصة للمرأة كي تعمل في ورش البناء مثلا أو في أعمال شاقة، معناه فسح المجال لإرهاقها مرتين، مرة في عملها هذا الذي تضمن به حياتها، ومرة في عملها الذي ينبع من طبيعتها كأم لها دور أساسي في بناء الأسرة !

   فأي مساواة هذه؟ إنها مساواة صورية تتم لحساب الرجل لأن طبيعة “المجتمع الاستهلاكي “هي طبيعة إيجابية في أدوارها وفي تقنينها” فالمجتمع الرجالي” إذن هو الذي يسن للمرأة ما لا يلائمها، بل إن صورة المرأة “البضاعة” ترافق المجتمع الاستهلاكي.. وهكذا تعبر المساواة عن لغة زائفة، وعن تبرير خاطئ من أساسه لأنها رؤية أحادية الجانب، رؤية الرجل وهي من طبيعة الحال تتسم بالسطحية واللاواقعية والتشويه، إنها نغمة تطرب لها كل أنثى تهيم معها “حواء العاطفية” كتعبير عن النية “الصادقة” للجنس الخشن !!

   فهل يمكن أن تكون هناك مساواة حقيقية؟!

  حينما ننظر بروية إلى طبيعة المرأة، إلى معرفة حقيقية وصادقة لعالمها ولطبيعة المجتمع الرجالي وحقيقته، لا يمكن المرأة أن تقتحم الجدار المنيع الحصين للمساواة الحقة   ..

  فعلى المرأة أن تعي أنها ليست قيتارة يجب تعديل أوتارها في كل مرة لتعطي لحنا، وكلمة المساواة هي النغمة التي يعزفها الرجل، وهي تعديل يتقدم به كذلك في كل مناسبة اراد بها سلب المرأة حريتها، فقد لاتخلو جل المناقشات حول المرأة من كلمة المساواة، فنحس بأن مثل هذه المناقشات لم يعد لها سوى بعد واحد هو جعل، “المرأة موضوع مناقشة”!! فلماذا هذه الخصوصية؟ فهل المرأة تمثل كائنا خاصا؟! وهل الحديث عن المساواة هو نفسه لايعبر عن المساواة؟!

  إن لغة المساواة تعني طموح كائن إلى مرتبة كائن آخر، المساواة هي نوع من النقاش الذي يتناسب مع خطة وضعها “كائن قوي” وهو الرجل ليعبر بواسطتها أن على المرأة أن تجاريه، ومجاراته معناها التدجين والسلبية، ومزيدا من التهميش، ومزيدا من المناقشة وإبداء الرأي في المساواة ،في كل عام من ثامن مارس!

Visited 4 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

عبد العلي جدوبي

صحفي مغربي