“الوداد الرياضي” 86 سنة من الحضور المتميز

“الوداد الرياضي” 86 سنة من الحضور المتميز

 عبد العلي جدوبي

    نادي الوداد الرياضي البيضاوي، صرح رياضي كبير يفتخر به كل عشاق الكرة المستديرة من كل الأجيال وعلى امتداد 86 سنه من العطاء الرياضي، معلمة رياضية ساهمت بقسط وافر في ترسيخ الهوية الرياضية المغربية، وبتحقيق العديد من الألقاب والبطولات على الصعيدين الوطني والقاري، فالقلعة الحمراء تعتبر المهد الأول للرياضيين ولنجوم  كرة القدم الوطنية، المدرسة التي أنجبت أسماء كبيرة، كانوا بمثابة سفراء الرياضة المغربية بالملاعب الفرنسية زمن الحماية الاستعمارية.

   الوداد الفريق الذي اجتمعت حوله كل شرائح المجتمع المغربي إبان عهد الاستعمار، كان رمزا للنضال والكفاح، وهو باقتدار مرتع كل الوداديين لما تحمله كلمة (وداد) من رفعة وسمو واعتزاز بين جميع مكونات وأنصار وعشاق الفريق داخل وخارج المغرب.

   فصور الوداد وشعاراته لم يعد يقتصر تواجدها على الأماكن والمحلات التجاريه وغيرها بمدينة الدار البيضاء، بل تجدها قد انتقلت إلى ربوع مدن المملكة وليس من طرف الوداديين فحسب، ولكن بمبادرة من عشاق جدد، قد لا يكونون بالضروره بيضاويين، وهذه الظاهرة نلاحظها أيضا بعدد من دول المهجر، فهناك وداديون حملوا معهم حبهم للفريق خارج الحدود، وهناك من فضل الانضمام إلى قافلة العشاق والمشجعين.. فحب الوداد أصبح لهم علامة متميزه..

   وهنا لا بأس من أن نستعرض بعجالة بعض المحطات من تاريخ فريق الوداد الرياضي البيضاوي، من مسيرته في العطاء زودنا بها مشكورا صديقنا الوداد الدكتور سي خالد  المحمدي المقيم بمدريد..

   

يرجع ميلاد نادي الوداد الرياضي البيضاوي إلى العام 1937، أما الانطلاق الرسمي للنادي فكان في العام 1939 بعد أن ضم عناصر رياضيه قادرة على مقارعة التحديات وعلى تمثيل المغرب خير تمثيل، وهو التحدي لسلطات الاستعمار التي كانت تضع العراقيل أمام طحموحات الوداد.  بعد تمكنه من الفوز بأول بطولة منظمة بعد الاستقلال، أي في موسم 56 1957 تحت قياده المدرب (ماسون) سيعيش الفريق فترات عصيبة وهزات في مساره الكروي، خصوصا بعد رحيل العديد من النجوم من الفريق للاحتراف بفرق فرنسية.  لكن العام 1966 سيعرف عودة “أمير حديقة الأمراء” إلى المغرب، النجم عبد الرحمن بلمحجوب، الذي سيتولى قياده الفريق كلاعب ثم كمدرب فيما بعد، وهو الموسم الذي فاز فيه الوداد بالبطولة السابعة، بعد موسم شهد تنافسا قويا بين أندية القسم الأول، كما احتل الفريق الرتبة الثانية خلال العام الموالي، وفاز بكأس العرش العام 1970.

   ويعتبر جيل السبعينيات الجيل الثاني الذي حقق معه الوداد العديد من الألقاب والبطولات، ليكون أول فريق يحصل على البطوله ثلاث مرات، وعلى الازدواجية،  وعلى كأس محمد الخامس سنة 1979 تحت قياده الثنائي البطاش والخلفي. كما دشن نادي الوداد الرياضي فترة الثمانينات بفوزه بكأس العرش، التي شهدت تغييرات جذرية في تركيبة الفريق بعد اعتزال جيل بكامله تم تعويضه بأسماء أخرى شكلت فيما بعد فتره التحول في مسيرة الفريق، وتتكون من جيل فخر الدين والداودي والنيبت وعزمي وغيرهم.

   عاش الوداد خلال الفتره ما بين 1994 و 2006 العديد من المشاكل التي أثرت على عطاءاته الرياضية، وهي الفتره الحالكة في مسيرة الوداد الذي ظل 12 سنه بدون ألقاب،  بالرغم من أنه كان يحتل المرتبه الثانية في الترتيب العام كل موسم رياضي.. لكن الجيل اللاحق للاعبين بالوداد سينتفضون فيما بعد ليعيدون الفريق إلى سكة الانتصارات والبطولات.. وتشكل السنوات الحالية حضورا متميزا للجماهير الودادية وبأعداد كبيره لمساندة فريقهم المفضل أينما حل وارتحل، كما يتكون الفريق الأحمر الحالي على تركيبه بشرية هامة من اللاعبين الجدد الذي يحملون معهم خبرات احترافية كرويه متميزة.

   والحقيقه المؤكدة، أن فريق الوداد هو فريق كل الأجيال، فريق الأمس واليوم والغد.. الفريق الذي يفتخر بأمجاد الماضي، ويعتز أنصاره بنتائج الحاضر وهم يتطلعون بتفاؤل إلى ما هو أفضل للارتقاء بالكرة المغربية، التي يعتبر فريق الوداد الرياضي البيضاوي أحد  ركائزها المتينة وأعمدتها الأساسية..

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

عبد العلي جدوبي

صحفي مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *