بعض الحقائق حول العلاقات الامريكية – الأوروبية مع الصين
خالد العزي
صرح وزير الخارجية الصيني تشين جانغ، خلال لقائه بالسفير الأمريكي في بكين نيكولاس بيرنز قبل رحلته إلى أوروبا، والتي يزور خلالها ألمانيا وفرنسا والنرويج يومي 8 و 12 أيار- مايو 2023، “أن الولايات المتحدة عطلت تطبيع العلاقات مع الصين” وأشار وزير الخارجية الصيني تشين جانغ، خلال لقائه في بكين بتاريخ 8\5\2023 مع السفير الأمريكي نيكولاس بيرنز، إلى أن الولايات المتحدة فقدت فرصة لتطبيع العلاقات مع بكين، بعد اجتماع قادة البلدين في قمة مجموعة العشرين في بالي.
ففي الشهر الحادي عشر من العام الماضي، التقى الرئيس شي جين بينغ والرئيس بايدن في بالي وتوصلا بنجاح إلى إجماع هام. لكن منذ ذلك الحين، قوضت سلسلة التصريحات والأفعال الدعائية من الجانب الأمريكي الزخم الإيجابي الذي تم تحقيقه بجهد الدبلوماسية في تنمية العلاقات الصينية الأمريكية”. وصرح وزير الدبلوماسية الصينية أن “برنامج الحوار والتعاون الذي اتفق عليه الجانبان قد انتهك، وفرض مجددا على علاقات البلدين حاجز من الجليد”. لكنه دعا في هذا الصدد إلى “استقرار العلاقات الصينية الأمريكية وتجنب هبوطها”.
وتطالب بكين واشنطن بعدم تجاوز الخط الأحمر بشأن قضية تايوان، والتوقف عن الإضرار بسيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية، وعدم محاولة “الحديث عن الاتصالات مع الاستمرار في قمع واحتواء الصين”.
ودعا السفير الصيني لدى صربيا تشين بو إلى معارضة الهيمنة الأمريكية، وذلك خلال حفل لإحياء ذكرى القتلى في السفارة الصينية في قصف الناتو لبلغراد. ويذكر أنه في 7 \5\ 1999 ، هاجمت قاذفات أمريكية مبنى السفارة الصينية، مما أدى إلى مقتل 3 صحفيين صينيين وإصابة 21 شخصاً.
نظرًا لعدم وجود فرصة لتطبيع العلاقات مبكرًا مع الولايات المتحدة، تحاول بكين عدم السماح بانهيار مماثل لعلاقاتها مع دول الاتحاد الأوروبي.
في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، بتاريخ 8\5\2023 وعشية رحلته إلى أوروبا، حذر وزير الخارجية الصيني تشين جانغ الولايات المتحدة من التدخل في العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي. وقال رئيس الدبلوماسية الصينية “الصين لا تنوي أن تحل محل الولايات المتحدة في أوروبا، ونحن لا نقبل تصرفات الجانب الأمريكي الهادفة إلى تقويض العلاقات الصينية الأوروبية”. وقال إن العلاقات بين بكين وبروكسيل لا تستهدف أي طرف ثالث. والصين تعتبر دائما الاتحاد الأوروبي قطبا مستقلا في عالم متعدد الأقطاب”.
لقد أصبحت بكين عاملا في الصراع الأوكراني، نشأ التهديد بتدهور العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي بسبب حقيقة أنه للمرة الأولى بعد بدء الصراع في أوكرانيا، كجزء من الحزمة الحادية عشرة الجديدة من العقوبات المناهضة لروسيا، حيث اقترحت المفوضية الأوروبية بأن فرض إجراءات عقابية ضد سبع شركات صينية فيما يتعلق ببيع سلع ذات استخدام مزدوج لروسيا، والتي يمكن استخدامها لأغراض عسكرية. تشمل مسودة قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي شركتين صينيتين هما 3HC Semiconductors و King-Pai Technology ، بالإضافة إلى خمس شركات في هونغ كونغ Sinno Electronics و Sigma Technology و Asia Pacific Links و Tordan Industry و Alpha Trading Investments ، حسبما ذكرت صحيفة Financial Times
وقال وانغ وين بين المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، بتاريخ 8\5\2023، إنه إذا فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الشركات الصينية، فإن هذه الخطوة ستكون لها عواقب سلبية على العلاقات مع بروكسيل. وحذر الدبلوماسي الصيني من أنه “إذا كانت التقارير التي ظهرت صحيحة، فقد ينتهك الجانب الأوروبي بشكل خطير الثقة والتعاون مع الصين، ويؤدي إلى تفاقم الانقسام والمواجهة في العالم”، وحث بروكسيل على “عدم اتباع المسار الخطأ”. وأضاف وانغ “خلافا لذلك، ستدافع الصين بكل تأكيد بحزم عن حقوقها ومصالحها المشروعة”.
وبحسب وزارة الخارجية الصينية، فإن “عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية تشين جانغ سيزور ألمانيا وفرنسا والنرويج في الفترة من 8 إلى 12 مايو-أيار بدعوة من وزيرة الخارجية أنالينا بوربوك وكاثرين كولونا وأنيكن هويتفلدت”. وقد حذرت بكين الاتحاد الأوروبي من فرض عقوبات على الشركات الصينية التي تتعامل مع روسيا. لكن السؤال المطروح عما إذا كان من الممكن منع تصعيد العلاقات بين الصين وأوروبا، هو السؤال الرئيسي خلال الجولة الأوروبية الى رئيس الدبلوماسية الصينية .