تجدد الاشتباكات في السودان وحميدتي لم يمت
السؤال الآن ــــ وكالات
تجددت الاشتباكات في مناطق جنوب الخرطوم وفي أم درمان، واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة بالضافة إلى قصف بالطائرات الحربية. وردّت المضادات الأرضية لقوات الدعم السريع على هجمات الجيش السوداني، وتبادل الطرفان الاتهامات بخرق اتفاق جدة الرامي لحماية المدنيين.
وقال مصدر عسكري في الجيش السوداني للجزيرة إن قوات الدعم السريع حاولت الهجوم على المتحف الحربي وسلاح الإشارة بمنطقة الخرطوم بحري. وأضاف أن الجيش تمكن من تدمير 3 عربات تابعة لقوات الدعم السريع والاستيلاء على 3 عربات أخرى. وأشار المصدر إلى أن الهجوم أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات الدعم السريع.
في الأثناء، اتهم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي من أسماهم فلول النظام السابق بترويج شائعة مقتله.
وأوضح حميدتي في تسجيل صوتي أنه متواجد وسط جنوده في مناطق بحري وأم درمان والخرطوم وشرق النيل، وتوعد بتقديم قائد الجيش عبد الفتاح البرهان لمحاكمة عاجلة.
وفي وقت سابق الأحد، تداول ناشطون سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي خبرا عن مقتل حميدتي جراء إصابته في الاشتباكات مع الجيش.
في غضون ذلك، عبّرت قوات الدعم السريع عن أسفها لحادثة إطلاق النار على كنيسة ماري جرجرس بحي المسالمة في مدينة أم درمان أمس الأحد من قبل جماعة وصفتها بالإرهابية والتابعة للقوات الانقلابية، مما أدى لوقوع إصابات بين المصلين. ودعت في بيان إلى تحقيق مستقل في الحادثة، وأكدت استعدادها لتحمّل أي مسؤولية في حال ثبوتها على أي من أفرادها.
بينما اتهم الجيش السوداني “ميليشيا الدعم السريع المتمردة بإطلاق الرصاص على المصلين المسيحيين في كنيسة المسالمة بأم درمان”، وتابع أن ذلك “امتداد لانتهاكاتها المستمرة، وانتهاكها لكافة القوانين الدولية والأعراف الراسخة”.
وتشير أرقام رسمية إلى أن نسبة المسيحيين تقدر بـ3% فقط من سكان السودان البالغ عددهم نحو 45 مليون نسمة، لكن جهات مستقلة تقول إن النسبة أكبر من ذلك.
من جهة ثانية، قال مصدر حكومي إنّ قوات الدعم السريع ترفض إخلاء المرافق الحكومية، وتطالب بالسماح لها بالبقاء في معسكراتها التي كانت تستخدمها قبل اندلاع القتال في 15 أبريل ــــ نيسان الماضي.
وقد رفض الجيش هذا الأمر، وسيرفضه مجددا في مفاوضات جدة.
لكن مصدرا مطلعا في قوات الدعم السريع قال إن الحديث عن العودة إلى المعسكرات من عدمها سابق لأوانه، ولا سيما في ظلّ سيطرة هذه القوات على 70% من العاصمة الخرطوم، على حد قوله.
في سياق متصل، أصدر رئيس مجلس السيادة بالسودان عبد الفتاح البرهان قرارا قضى بإعفاء محافظ البنك السودان المركزي حسين يحيى جنقول من منصبه، وتعيين برعي الصديق علي أحمد بدلا منه، كما أصدر البرهان قرارا قضى بتجميد حسابات قوات الدعم السريع وشركاتها في جميع البنوك بالسودان وفروعها في الخارج، ونص القرار على منع صرف أي استحقاقات أو ميزانيات مرصودة لها.
من جانب آخر، أصدر البرهان اليوم قرارا بإعفاء الفريق أول شرطة حقوقي عنان حامد محمد عمر من منصبه كمدير عام لقوات الشرطة، وتكليف الفريق شرطة حقوقي خالد حسان محي الدين بمهام مدير عام قوات الشرطة، كما أقال وزير الداخلية المكلف.
بدوره، ناشد وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم المنظمات الدولية دعم الموسم الزراعي بالسودان بشكل كامل، لتفادي أزمة نقص الغذاء خلال الفترة القادمة.
وفي تطورات عمليات الإجلاء، وصلت إلى مطار صنعاء الدولي أول طائرة تقل العالقين اليمنيين في السودان. وأقلت الطائرة 196 يمنيا كانوا يعيشون في السودان وظلوا عالقين مع تصاعد القتال فيه.
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الخارجية الأردنية في بيان، أن مبنى السفارة الأردنية في الخرطوم التي تشهد قتالا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تعرض “للاقتحام والتخريب”.
واكدت الوزارة “ضرورة احترام قواعد القانون الدولي والالتزام بالاتفاقيات الدولية ذات الصلة وخاصة اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية“.