تلوث إيكولوجي! (رسالة مفتوحة)
هشام بن الشاوي
قبل أيام، كتبنا في أحد المنابر الوطنية ملتمسا تضامنا مع حارس مؤسسة للتعليم الابتدائي بمدينة الجديدة، والتي كانت – وكان فعل ماض ناقص- بمثابة نموذج.. وربما، كان ذلك أحد أسباب ظفرها بلقب إيكولوجي في الموسم الدراسي الماضي، وسيتم الاحتفاء بهذا التتويج في بحر هذا الأسبوع.
الغريب في الأمر أن شخصا ما، يحاول أن ينسب إلى نفسه هذا التتويج بمفرده، متجاهلا مجهودات الآخرين، ومنهم من غادر المؤسسة التعليمية.. معتبرا نفسه من “أصدقاء البيئة”، وهذه الصفة تقتضي أن يترفع المرء عن كل السفاسف، وأن يمعن في الإنسانية؛ أن يقترب من الإنسان، كما يجدر بأي عمل جمعوي، تطوعي.. وللأسف الشديد، هذا الشخص يرتكب أخطاء تشي بأنه يحاول الانتقام من الآخرين، بتجنيد بعض الأتباع، لمضايقة من يخالفونه الرأي، أو يعترضون على ميولاته الاستبدادية، وهو ما يتعارض شخصية مربي الأجيال، وقد “كاد المعلم أن يكون رسولا”.
قيل الكثير عن مضايقات هذا الشخص لأمهات التلاميذ، في استغلال بشع لجهلهن وأميتهن، ويحدث ذلك – أحياناً- أمام بوابة المؤسسة، بل يشتكي حتى الزملاء من تجاوزات هذا الشخص!
وقد كنا شهودا على حادث عابر تحول إلى مهزلة، في يوم الاثنين 15 ماي 2023م، ولا نلوم حارس المؤسسة، الذي طلب – أو ربما أجبر على- الانتقال إلى مؤسسة أخرى، بعد أن طفح الكيل، وقد كان هذا الانتقال بمثابة صدمة لآباء وأولياء تلاميذ المدرسة، الذين هتفوا مطالبين بعودة الحارس.
لقد وزع صديق البيئة، كما يعتبر نفسه دعوات حضور حفل التتويج الإيكولوجي، حسب هواه، دون استشارة من يشاركونه هذا الاستحقاق، وتلك نقطة أخرى لا تهمنا.
في ظرف وجيز، أي أقل من شهر، تم استدعاء الشرطة إلى المؤسسة مرتين، و بغض النظر عن ما يمثله هذا السلوك من إزعاج للسلطات، وعن الإساءة إلى سمعة مدرسة كان يضرب بها المثل في الإقليم، كمدرسة شبه نموذجية… فهذا الشخص يتجاهل رؤساءه، وأولهم مدير المدرسة، ويطلب الشرطة من أجل فض نزاعات عابرة، في موقف يقتضي الكثير من الحكمة والحزم والصبر، بدل محاولة تلفيق تهمة الاعتداء عليه لأم تلميذين، بعدما حاول بعض ذوي النيات الحسنة إنهاء الخلاف العابر بينهما، وبسبب البيئة! دون أن يفطنوا إلى حيلة لجوء ذلك الشخص إلى قسمه، وفوجئوا به يحاول إقفال باب القسم، وهو يطلب الشرطة، لأن أم التلميذين تهجمت عليه. (أعتقد أن الشيطان لا تخطر بباله مثل هذه الأفكار)!!!
لقد أمر هذا الشخص حارس المؤسسة بأن يغلق الباب، ولا يسمح لأي أحد بالمغادرة، كما لو كان هو مدير المدرسة، وطلب الاتصال بالشرطة في حالة هستيرية، دون احترام لوجود أعضاء من الإدارة وزميلات تركن أقسامهن لفض النزاع وهن يتذمرن من مآل المدرسة، وهناك من صرح بأنه سيطلب الانتقال إلى مؤسسة أخرى في الموسم الدراسي المقبل!
ما حدث مهزلة بالفعل، لا يمكن السكوت عليها، وكان يمكن التغاضي عن أخطاء ذلك الشخص، تحت ذريعة أنه مثير للشفقة، لكن طفح الكيل؛ لا نريد أن نفقد مدرسة شبه نموذجية، والهروب من المؤسسة ليس حلا.. بل ينبغي وضع حد لتسلط هذا الشخص، وتوجد الكثير من الشكايات لدى السلطات المعنية في الجديدة، وندعو السيد المدير الإقليمي إلى أن يوقف هذا الشخص عند حده، وبين أيدينا تظلما إداريا موجها إلى المدير الإقليمي بتاريخ 31 يناير 2022م، انطلاقا من الفصل 156 من دستور 2011م، وقد تم إرسال نسخة منه إلى السيدة القائدة رئيسة الدائرة الرابعة، وقد كانت الشكاية تتضمن التشهير والمس بالحياة الخاصة لرئيسة جمعية آباء وأولياء التلاميذ السابقة، من طرف ذلك الشخص.
نتمنى أن ترى تلك الشكايات النور، وتخرج من ظلمات المكاتب الرطبة…
ربما، نتيقن أننا في دولة الحق والقانون.