مضايقات كروية بصيغة عنصرية
فالنسيا- عبد العلي جدوبي
تفشت ظاهرة العنصرية خلال السنوات الأخيرة بالملاعب الأوروبية لكره القدم، وتفجرت العديد من الحالات خلال العديد من المباريات أدت إلى اتخاذ بعض القرارات المحتشمة من طرف اتحادات الكرة ومن الفيفا.. آخر هذه الحالات العنصرية ما تعرض له لاعب ريال مدريد البرازيلي فينيسيوس جونيور في مباراة فريقه ضد فالنسيا، الفريق المهدد بالسقوط الى الدرجه الثانية بالليغا، حيث وصفه بعض المشجعين بعبارات عنصرية مسيئة، مما خلق استياء كبيرا على لاعب ريال مدريد، نتج عن هذا السلوك العنصري توقف المباراه لـ 10 دقائق، واشتد التلاسن بين لاعبي الفريقين، وكادت المباراة أن تخرج عن نطاقها الرياضي.. وفي هذا الصدد أقر رئيس اتحاد الاسباني لكره القدم لويس روبياليس أن بلاده لديها مشكله مع العنصرية، كما تقدم فريق ريال مدريد بشكاية إلى المدعي العام الذي فتح تحقيقا في الموضوع .
يشار إلى أن العديد من الملاعب الأوروبية شهدت خلال السنوات الأخيرة ارتفاع موجة العنصرية ضد اللاعبين الأجانب، خصوصا منهم ذوي البشرة السوداء، وقد ظهر هذا السلوك جليا مثلا في مباراة انجلترا وبلغاريا في تصفيات أوروبا 2019، حينما وجهت بعض الجماهير البلغارية عبارات عنصرية للاعبين من ذوي البشرة السوداء في منتخب انجلترا، مما دفع برئيس الاتحاد البلغاري لكرة القدم لتقديم استقالته من منصبه على خلفية ما حدث .
كما تعرض أحد لاعبي فريق ميلان الايطالي، وهو لاعب منحدر من غانا، إلى إهانات، رفض على إثرها إكمال اللقاء، وخرج من الملعب بعد قيام الجماهير بمحاكاة أصوات القردة.. ولعل أشهر حالات الإهانات ما تعرض له داني الفيس لاعب سابق لفريق برشلونة، حينما كان يهم بتنفيذ ركلة ركنية، فرمى عليه أحد المشجعين موزة! فأكلها اللاعب ثم وصل اللعب.. وهناك حالة أخرى شهدها ملعب حديقة الأمراء بباريس في مسابقة دوري أبطال أوروبا بين نادي باريس سان جيرمان واسطنبول، حينما شرع الحكم الرابع في استخدام ألفاظ عنصرية تجاه أحد أعضاء الفريق التركي.. ويشار أيضا إلى أن مسعود أوزيل (اللاعب الألماني من أصول تركية) كان واحدا من أفضل اللاعبين في مونديال 2014 الذي فازت به ألمانيا، وكان وقتها بطلا في عيون الألمان، وعندما خسرت ألمانيا في مونديال 2018 وقع اللاعب في فخ التمييز العنصري، وتم توجيه عبارات مسيئة له، وحينها قال إنهم يعتبرونه في حالة الفوز ألمانيا وفي حالة الخسارة تركيا. وزاد قائلا: وهذا ما ينطبق على باقي اللاعبين الأجانب في الأندية الأوروبية!! ومن جهة أخرى يلاحظ أن اللجنة الأوروبية لمحاربة العنصرية، سجلت مؤخرا خروقات وتجاوزات خطيرة في السياسات الأوروبية العمومية، وفي مجال احترام الأجانب من الرياضيين بالخصوص أو غيرهم.. فدول مثل ألمانيا وإيطاليا وهولندا وفرنسا شهدت خلال السنوات الأخيرة ارتفاع حدة العنصرية بين الجماهير الرياضية، وتبادل الكراهية، وانفجرت دورة الازدراء خلال المباريات الرياضية بدواعي الانفعالات ومحاولة تقليل من قيمة لاعبي الفريق المنافس، وإدلالهم بعبارات عنصرية مسيئة لهم..
تؤكد العديد من الجمعيات الحقوقية في أوروبا بأن مؤسسات دول الاتحاد الأوروبي تعاني من غياب قوانين للحد من حده العنصريه وتفاقمها.. أما الدستور الاسباني في مادته 124 فإنه يحدد مسؤولية المدعي العام لتعزيز عمل العدالة والدفاع عن الشرعية وحقوق المواطنين، وصون المصلحة العامة وعدم المساس بحقوق المواطنين أو النيل من كرامتهم.