حلوى خامنئي التي صارت حنظلا

حلوى خامنئي التي صارت حنظلا

حسين عابديني

استمرت الاحتجاجات الشعبية مساء السبت 20 مايو في طهران وبعض المدن، بما في ذلك مشهد وآبدانان على إعدام ثلاثة من سجناء الانتفاضة وهم صالح ميرهاشمي ومجيد كاظمي وسعيد يعقوبي الذين قتلوا على يد جلادي خامنئي يوم 19 مايو.

وتظاهر واحتج شباب شجعان في مناطق مختلفة من طهران، بما في ذلك طهرانسر، وجيتكر، وإكباتان، وظفر، وجنت آباد، وستار خان، وطهران بارس مع شعارات “خامنئي السفاح، سندفنك تحت التراب”، “الموت للحكومة القاتلة”، “نحن لم نقدم قتلى للمساومة ولنمدح القائد القاتل”، “جئنا مرة أخرى، الانتفاضة مستمرة”، “أقسم بدماء رفاقنا، سنقف صامدين حتى النهاية”، “الفقر، الفساد والغلاء، نحن مستمرون حتى الإطاحة بالنظام”و”الحرية، الحرية، الحرية”.

في الحقيقة الربان الذي يرى سفينته المتهالکة موشکة على الغرق وهو يريد إکمال رحلته، فإنه يستنفر کل الجهود من السفانة الذين على متن سفينته من أجل أن يحولون دون غرقها المحتوم، ولکن لايبدو إن تلك الجهود ستثمر في المحصلة النهائية عن أية نهائية خصوصا وإن السفينة في وسط بحر هائج لاأمان لأمواجه التي تبدو کالجبال!

خامنئي، الولي الفقيه الذي يجلس على ثروة تقدر بأکثر من 200 مليار، يمکن مقارنته بذلك الربان الذي بدأنا به مقالنا هذا، حيث إن الاوضاع في إيران وبشکل خاص بعد إنتفاضة 16 سبتمبر2022، تبدو مدلهمة والنظام الايراني يقف أمامها في موقف ووضع أشبه مايکون باليائس ولاسيما بعد أن فشلت الماکنة القمعية للنظام وأعواد مشانقه من کبح جماح الشعب المنتفض على مر أکثر 7 أشهر.

الصدمة أو بالاحرى الصفعة الکبيرة التي تلقاها خامنئي، قد جاءت في تنصيبه ابراهيم رئيسي وإعتقاده بأنه سيکون الحصان الرابح للنظام، لکن وکما خيب أحمدي نجاد ظن خامنئي به الذي کان قد راهن عليه أيضا وبقوة، فإن  خيبة خامنئي في تنصيبه لرئيسي وتعويله غير العادي عليه قد فاقت بکثير خيبته في أحمدي نجاد. والذي يدفع خامنئي لليأس أکثر، إنه وبعد أن يجد نفسه في وضع صعب وطريق مسدود في مواجهة قضية أو موضوع معين، يلجأ الى ثمة شماعة يعلق عليها أسباب فشله ويتنفس الصعداء بأنه قد خرج منها سالما، لکنه وبعد إنتفاضة 16 سبتمبر، لم يعد هناك من شماعة يعلق عليها ‌سباب فشله في قيادة النظام، خصوصا وإنه بنفسه قد هندس لتنصيب رئيسي الذي عجل بسياساته الخرقاء بإندلاع الانتفاضة.

منذ أن تم”وعبر الجهود الملتوية لرفسنجاني” تنصيب خامنئي کخليفة للخميني فإن خامنئي وعلى الرغم من الجهود التي بذلها فإنه لم يتمکن أن يصبح بمستوى الخميني ولاسيما وإنه إفتقد الکاريزما التي کان يمتلکها سلفه بل وحتى إن منصبه کولي فقيه والذي کان أيام الخميني في مأمن ويحظى بهيبة خاصة، قد شرع بفقدانه لهذه الميزة خصوصا بعد أن باتت الانتقادات اللاذعة تطاله وتردد شعارات بالموت والفناء ضده، وذلك کان بمثابة إعلان صريح بأن منصب الولي الفقيه قد فقد هيبته.

خامنئي وشماعاته التي يعلق عليها أسباب فشله في الامور والمسائل التي يقوم بحبکتها من خلف الستارة، تختلف تماما عن الورطة الکبيرة التي أوقع نفسه فيها بتنصيبه لسفاح مجزرة السجناء السياسيين کرئيس ومراهنته عليه وعلى حکومته”المتهالکة والمتداعية على بعضها من جراء کثرة الاقالات”، إذ لايوجد هناك من شماعة يعلق عليها فشل”الحکومة الاسلامية الفتية” بقيادة رئيسي والتي طبل وزمر لها کثيرا، واليوم وبعد إنتفاضة سبتمبر 2022، لم يعد هناك من شماعة لخامنئي کي يعلق عليها أسباب فشل حلواه المزعومة في التصدي للأوضاع السلبية القائمة، بل وحتى يمکننا القول بأن رئيسي الذي کان خامنئي يعتبره حلوى قد صار واضحا جدا من إنه لم يکن إلا حنظلا ولاشئ غير ذلك!

 

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عابديني

سياسي ومعارض إيراني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *