توافق المعارضة يخيف “الثنائي” والطبخة الخارجية استوت..

توافق المعارضة يخيف “الثنائي” والطبخة الخارجية استوت..

حسين عطايا

     لا شك بأن توافق أو تقاطع قوى المعارضة مع التيار العوني بقيادة جبران باسيل حول الوزير السابق جهاد أزعور، وقع كالصاعقة على مسمع الثنائي “امل – حزب الله “، فهما لم يتوقعا ذلك، ظناً منهما أن باسيل لا يستطيع الخروج من تحت عباءة حزب الله، فوفق اعتقادهما، مثل هذا الأمر ضرب من المستحيل.

لذا كانت ردات الفعل عالية السقف، وبدا ظاهرا في توتر رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النيابية، أي كتلة حزب الله، ومن قِبل ردة فعل شخصية من الرئيس نبيه بري، وقد أعطى الفريقان ضوءاً أخضرَ للمفتي الجعفري في لبنان أحمد قبلان، ليرد على البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطري الراعي، الذي غطى التقاطع المذكور أعلاه وباركه، وهذا الموقف معطوفا على ما صرحت به أثناء شهادتها في الكونغرس الأميركي مساعدة وزير الخارجية الأمريكية باربرة ليف، في إجابتها عن سؤال حول من يُعطل الانتخابات الرئاسية اللبنانية، بأن” الإدارة الأمريكية تُحضر للائحة من تسعة عشر شخصية لبنانية، وعلى رأسها الرئيس بري ومن المحيطين به، لفرض عقوبات عليهم، كونهم مشتركين في تعطيل الدعوة لعقد جلسة للبرلمان اللبناني لانتخاب رئيساً للجمهورية.

هنا لا بد من التنويه بأن ما بين التهديد بسيف العقوبات المُسلط على رقاب المُعطلين، وبين فرض العقوبات مسافة وقت وانتظار، وهذا ما سيتحدد لاحقاً ويظهر ما إذا كان سيبقى تهديداً أو سيرى النور ويصدر القرار بفرض العقوبات على المُعطلين، ومدى تأثير هكذا قرار على مخرجات الاستحقاق الرئاسي اللبناني، إن كانت ستؤدي إلى دفعة للأمام أو ستؤخر زمن الفراغ الرئاسي.

مع كل ما يُشاع من حركة وغُبار في الحراك الرئاسي اللبناني، لكنه يبقى دون المستوى، حيث أن حزب الله يعتبر الأمر الذي ظهر من خلال تقاطع المعارضة مع باسيل، يهدف بالدرجة الأولى إلى إجباره على سحب تأييده لترشيح سليمان فرنجية، وهو ما يُشكل عقدة أساسية للحزب، بحيث يعتبر الأمر انكساراًـ فلن يقبل بذلك لأن سيرته السياسية لا تستسيغ الانكسار، ويعتبر ذلك بداية هجوم عليه، خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار موقف حزب الله من القرار الظني الصادر في موضوع مقتل الجندي الإيرلندي واتهام خمسة عناصر من حزب الله بذلك، حيث للمرة الأولى يخرج هكذا قرار ظني مُحدداً ويسمي بالاسم حزب الله، وهو ما ترك ردة فعل كبيرة لديه، معتبرا إياه جزءاً من معركة تستهدفه، وهو بذلك يُراجع ويُحلل الأمور، ولا زال يُراهن على دخول لبنان ليكون جزءاً من التفاهم الإيراني ـــ السعودي، فيكون ذلك دافعاً يزيد من فُرص إيصال مرشحه سليمان فرنجية إلى سُدة الرئاسة اللبنانية في بعبدا.

لليوم، لم تصل رِهانات حزب الله إلى مستوى تصدر المشهد اللبناني في موضوع الرئاسة، فهذا الحزب قادرٌ على التعطيل وكسر إرادة الاخرين، فهو لا يستسيغ الانكسار، وعليه، فإن مقومات استمرار الفراغ الرئاسي لفترات طويلة مرجحة، ولكن بيئة حزب الله غير قادرة على الصمود أكثر، وبالتالي هذه البيئة سيزداد منسوب ضغطها عليه لإيجاد مخرج للأزمة، وهذا ما قد سيحدث لاحقا من الخارج، إذ قد تأتي تسوية تُتيح الفرصة لمرشحه سليمان فرنجية، أو يكون هناك مخرج بتبني شخصٍ ثالث مقبول من حزب الله، أو لا يُعارض وصوله كقائد الجيش مثلاً العماد جوزف عون.

كل ذلك مرهون بتطوراتً المستقبل القريب، ليتظهر المشهد الرئاسي على حقيقته، كون بعض المعلومات التي ترشح من عواصم القرار المُهتمة بالشأن اللبناني، في كل من واشنطن والرياض والدوحة والقاهرة، وليست بعيدا عنها باريس، التي لن يكون لديها قدرة على معارضتها، تشي بأن التسوية خارجياً قد أصبحت جاهزة، إنما لازال موضوع إخراجها داخلياً يحتاج لبعض الوقت لترتيب الإعلان عنها.

شارك الموضوع

حسين عطايا

ناشط سياسي لبناني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *