السودان: اشتباكات عنيفة بالخرطوم .. والاتحاد الأفريقي لحل سريع
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
حذر رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي من أن استمرار الصراع في السودان يهدد بجر البلاد إلى حرب أهلية واسعة النطاق. وأضاف فكي خلال قمة “إيغاد” بجيبوتي، أن الأزمة السودانية تتطلب حلا سريعا وموحدا من دون تأجيل.
وأشار إلى أن المفوضية الإفريقية تشجع على حوار شامل يقوده السودانيون بأنفسهم لحل الأزمة. وشدد على أن عملية الدمار الذاتي المستمرة في السودان يجب أن تتوقف، مؤكدا أن الأزمة تهدد المنطقة بأكملها.
جاء ذلك عقب قمة إفريقية مصغّرة استضافتها جيبوتي، وشارك فيها رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي.
من جانبه، قال رئيس جيبوتي إن دول “إيغاد” ستَدرس سبل إقناع الجيش وقوات الدعم السريع بإجراء حوار كفيل بوقف إطلاق النار بشكل فعلي في المرحلة المقبلة.
هذا وشهدت العاصمة السودانية الخرطوم اليوم، قتالا عنيفا بالمدافع والطيران بين الجيش وقوات الدعم السريع، وقال سكان في جنوب العاصمة إن غارات جوية استهدفت، نقاط تمركز لقوات الدعم السريع عند أرض المعسكرات والمدينة الرياضية إلى جانب قصف مدفعي، مع استمرار سقوط القذائف على أحياء جنوب الخرطوم.
وكانت غرفة طوارئ جنوب الخرطوم، افادت أمس الأحد، عن مقتل 18 شخصاً جراء ما وصفته بتساقط القذائف العشوائية على بعض الأحياء وسقوط عدد من الجرحى، قائلة إن المواطنين “عاشوا يوما عصيبا وداميا”.
كما أشارت غرفة طوارئ شرق النيل في بيان، إلى مقتل شخصين إثر سقوط قذيفة عشوائية على منطقة سكنية. وقال شهود عيان بمدينة أم درمان، إن اشتباكات عنيفة وقعت، صباح الأحد، بين طرفي الصراع في شمال المدينة.
وتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الاتهامات بشن هجمات، حيث قال الجيش إن الدعم السريع شن قصفا مدفعيا وصاروخيا على مناطق سكنية في جنوب الخرطوم، الأحد، وجدد القصف على بعضها صباح الاثنين.
وفي المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بالاستمرار في الهجوم عليها في عدد من المحاور بمدن العاصمة.
هذا وأكد الجيش السوداني، أن عمليات تمشيط جارية جنوبي الخرطوم وجسر الحلفايا وشرق النيل، مشيراً في بيان إلى أن قوات الدعم السريع تكبدت خسائر فادحة تضمنت تدمير عشرات الآليات العسكرية.
وقال الجيش السوداني في بيان نشره على حسابه في “فيسبوك”: “قامت قواتكم المسلحة أمس بعمليات تمشيط لجيوب التمرد في مناطق الرميلة وأبو حمامة حول منطقة الشجرة، ومنطقة جسر الحلفايا ومحلية الخرطوم بحري ومحلية شرق النيل، تكبد العدو خسائر فادحة تضمنت تدمير العشرات من الآليات العسكرية وقتل المئات وأسر عدد من المتمردين والمرتزقة الذين لاذوا بالفرار بعد أن تركوا قتلاهم وراءهم.
نشير إلى أن المتمردين قد أصبحوا يرتدون الملابس المدنية ويستخدمون السيارات المدنية المنهوبة في كل تحركاتهم ويحتمون بمنازل المواطنين. احتسبت قواتنا عددا من الشهداء، كما أصيب عدد من الجرحى”.
وإلى ذلك، أفاد بيان سعودي ــــ أميركي أن الميسرين مستعدان لاستئناف مباحثات السودان إذا تقيد الطرفان بإعلان جدة. وقال البلدان الميسران للمحادثات في بيان مشترك، الأحد، إنهما لاحظا أن وقف إطلاق النار الذي انتهى صباح الأحد “مكّن من إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية وتحقيق بعض تدابير بناء الثقة“.
غير أن الرياض وواشنطن عبرتا عن أسفهما الشديد لعودة الطرفين إلى أعمال العنف فور انتهاء الهدنة القصيرة، وأبديتا استعدادهما لاستئناف المحادثات “بمجرد أن يُظهر طرفا الصراع تقيدهما بما اتفقا عليه في إعلان جدة” لحماية المدنيين في السودان.
من جانبها، أصدرت قوات الدعم السريع، اليوم بيانا تؤكد فيه التزامها التام بإعلان جدة لحماية المدنيين والتقيد المطلق بقوانين حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، والاستعداد الكامل للانخراط في المباحثات.
