بين ثقافة العين وثقافة الأذن: قراءة في “سرديات تشكيلية” لشفيق الزكاري

بين ثقافة العين وثقافة الأذن:  قراءة في “سرديات تشكيلية” لشفيق الزكاري

د. المصطفى مويـﭭـن

     تشكل الكتابة عن الفن، لبنة فكرية حداثية لتطوير المجتمع ولتأسيس شروط ثقافية محايثة للواقع قصد النهوض بالحس الفني والجمالي لكل كائن متحضر، فبالفن يُنمى الذوق وتُهذب الطبائع وتُصقل المواهب وترتقي الأمم. من هنا، جاء إصدار الأستاذ، شفيق الزكاري، الفنان التشكيلي والناقد الفني، بمُؤَلَّف تحت عنوان: ″سرديات تشكيلية، مختارات جمالية″[2]، يزاوج فيه بين الرؤيا البصرية وسرد لحكايات تَشَكُّل مجموعة من الأعمال الفنية؛ إنها جَمْعٌ لِسُلطتي العين (الثقافة البصرية) والأذن التي ترى تأويليا، كحكي ولسان (بالمفهوم السوسوري).

الكتاب، هو إذن، احتفاء بالأذن، قبل العين، ألم يقل بشار بن برد:

             يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة * والأذن تعشق قبل العين أحيانا

    واحتفاء بعملية الإصغاء لسرديات عن اللوحات، موضوع الكتاب، على اعتبار أن الأذن حاسة الزمن. فإذا كان الأستاذ عبد السلام بنعبد العالي قد اعتبر الأذن أداة تجسس وأنها بمثابة المخبر، وأن روايتها تبقى قابلة للدحض (قوامها العنعنة)، فإن شفيق الزكاري، يريد أن يجعل منها (أي الأذن) مُكَمّلًا  بَصَرِياً ومساعدا في عملية التلقي. وعليه، فهو يَعْمَدُ، من خلال عمله هذا، أن يجعل كلتا الأداتين، باعتبارهما نظامين مختلفين ومتباينين، ثقافتين متجاورتين ومتكاملتين؛ لا باعتبار ثقافة الأذن تجسيدا لثقافة القبول الانصياع والرضوخ والطاعة؛ ثقافة التواطؤ وثقافة السر.. كما أشار إلى ذلك الأستاذ عبد السلام بنعبد العالي في كتابه “ثقافة الأذن وثقافة العين”، ثقافة “قالوا سمعنا وأطعنا”، بل يسعى، في هذا الكتاب،  إلى تجاوز النظرة التقليدية التي تجعل منها أداة للمعرفة المتوجسة، ومن العين وسيلة للمراقبة وفي أحسن الأحوال، عضو مشاهدة. تكمن استراتيجية المُؤَلف في دمج الأذن والعين كآليات للقراءة والفهم ولتعرية الأسرار والكشف عنها؛ ومن ثمة، إظهارها للملإ. وباقترابنا من اللوحة، عبر حكاياتها، ندمج الفن في حياتنا اليومية، ونجعله من صميم اهتماماتنا…، عوض التركيز على التقني من الفن (الأبعاد، الألوان، المساحة، المواد، والشكل..)، صحيح أن هذه العناصر، مجتمعة، تعتبر مقومات المادة/ التحفة الفنية، ولكن لا ينبغي غض النظر عن الميثاق الثقافي والسياق الاجتماعي والنفسي.

   الكتاب ليس ترفا، يسعى المُؤَلِّف من وراء سعة المعرفة بالفن، ولكن لون من الكتابة، تسعى لاستعادة هذه التجارب الفنية  باعتبارها تنتمي للمشترك الثقافي العام، الغاية منه قراءة الأعمال الفنية وتقريبها من المتلقي، وبالكتابة تمنح هذه الأعمال “فرصة الاختراق لكل تلك الأغلال التي تسجن الأعمال داخل زوايا…”[3] وتمنحه أيضا، فرصة وجوده “من الإعلان عنه إلى مدحه أو هجاءه، من التعبير عن الشعور به إلى السرد عنه وله وحوله، من التأريخ له إلى التأريخ به، من التفكير فيه إلى التفكير له، من التعامل معه كتعبير عن مدركاته إلى التعبير عنه كلا وعي وكلا معبرا عنه، من رصد الظاهر فيه إلى البحث عن الكامن فيه، من مساءلته كحدث حاضر إلى مساءلته كغائب… من كونه منتج فرد إلى كونه حدث بجماعة… وهكذا، استطاعت الكتابة أن تمنح الفن لحظة تحققه ومنحه فرصة انتصاره.”[4] 

   إن الاحتفاء بالأعمال الفنية لا يقتصر على مشاهدتها في المعارض والكاليرهات والمتاحف فقط، ولكن العمل على قراءتها وتقريبها والتعريف بالفنانين والكشف عن سياقات وملابسات السياق الذي أنجزت فيه تلك الأعمال، وهو الأمر الذي قام به آلان دُو بُوتون Alain de Botton في كتاب المتميز: عزاءات الفلسفة Consolations of Philosophy [5]، حيث قارب المؤلف ستة فلاسفة، هم: سقراط، أبيقور، لوكيوس سينيكا، مونتين، شوبنهاور وفريدريك نيتشه ، إلا أنني سأركز على كل من سقراط وسينيكا، ركز المؤلف على الفن التشكيلي للوقوف على حدث الموت، أو قتل كل من سقراط وسينيكا. انطلق المؤلف من  لوحة موت سقراط، للفنان الفرنسي، جاك لوي دافيد، التي رسمت في باريس، في خريف 1786، والموجودة في متحف الميتروبوليتان للفنون بنيويورك، والتي تحكي قصة سقراط واللحظات الأخيرة من حياته، إذ يبدو سقراط، في اللوحة متماسكا، وهو يمد يده لشرب السم، دون أن يتوقف عن الكلام مع تلاميذته، فيما يظهر أفلاطون، وفي الزاوية البعيدة تظهر زوجته.

   فقد شكل حدث موت سقراط لحظة فارقة في تاريخ الفلسفة، الشيء الذي جعل المؤلف يسهب في الحديث عنه، ليس فقط في الفصل المخصص له، بل على طول الكتاب، وهو ما حدا به لاستحضار لوحات موت سقراط، التي تناولها مجموعة من الفنانين:

لوحة الفنان شارل ألفونسو دوفريزنوي، التي رسمها في العام  1650، والمعروضة في غاليري بالاتينا في فلورنسا؛

لوحة الفنان جاك فيليب جوزيف دو سان، التي رسمها في العام 1762، والمعروضة في كينتان؛

لوحة إيتيان دو لافاليه، التي رسمها في العام 1760، والمعروضة في بوسان؛

لوحة بيير بيرون، المرسومة في العام 1790.

   وقد كانت مشاهدة المؤلف للوحة دافيد مدعاة للإسهاب في تاريخ حياة سقراط ومنهجه وتلاميذته ومجتمع أثينا وحديثه عن الديموقراطية وعن السلطة داخل المدينة.

   من هنا يعرض المؤلف لوحة “سقراط المحكوم عليه بالموت على يد حكام أثينا، يتهيأ لشرب سم الشوكران، محاطا بأصدقاء  مكتئبين, في ربيع عام 399 ق. م. بدأ ثلاثة مواطنين أثينين بإجراءات قانونية ضد الفيلسوف. كانوا قد اتهموه بامتناعه عن عبادة آلهة المدينة، وباختلاق بدعة دينية، وبإفساد شأن أثينا وتبعا لخطورة اتهاماتهم، طالبوا بإعدامه”[6] انطلق المؤلف في الفصل الثالث، المعنون بالعزاء بشأن الإحباط، عن لوحة دفيد عن موت الفيلسوف الرواقي، سينيكا، المرسومة في العام 1773، أو بمعنى آخر، عندما أمر الإمبراطور “نيرون”، وبعد انكشاف مؤامرة اغتياله، بقتل الفيلسوف، عند الاشتباه في مشاركته في المؤامرة. وهنا تصور قولة سينيكا، التي نقلها “تاسيتوس” وقرأها دفيد: “تساءل أين اختفت فلسفتهم وذلك التصميم في مواجهة المحن الوشيكة الذي كانوا يتبادلونه في ما بينهم كل هذه السنوات؟ ثم أضاف: بالتأكيد، لم يكن أحد غافلا عن أن نيرون قاسỊ  إذ بعد قتل أمه وأخيه، لم يبق أمامه سوى قتل معلمه ومرشده”[7]. فصول تعثر عمل قتل أو انتحار سينيكا صوّرها المؤلف في أدق تفاصيلها. من هنا، تكون اللوحة قد تأسست على الحكي الأول، أي على الحكايات التاريخية، ومن تمت، قام آلان دو بوتون، باستحضار اللوحة والنصوص المصاحبة أو المؤسسة للعمل الفني. كما اعتمد على لوحات كل من:

لوحة الفنان لويسيه ليديه، المرسومة في العام 1462؛

لوحة الفنان روبينس، المرسومة في العام 1608؛

لوحة الفنان لوكا جوردانو، المرسومة في العام 1680؛

لوحة الفنان ريبيرا (جوسيبى)، المرسومة في العام 1632.

    واستحضار لوحة موت سينيكا، كانت مناسبة لاستحضار الفيلسوف فكرا الذي يدين بحياته، كما يقول، للفلسفة، وهذا أقل التزاماتي حولها.

   في مثل هذا السياق يحضر كتاب الأستاذ شفيق الزكاري، باعتبار، ليس كتابة عن الفن، بل كتابة بلسان الفن؛ فإذا كانت الكتابة عن الفن، هي بمثابة قراءة للعمل الفني فإن الكتابة بلسان الفن، هو أن نجعل اللوحة تعبر عن شعور من رسمها و عن لا شعوره، أي استنطاق العمل الفني. من هنا، نكون بصدد البحث، ليس عن لذة اللوحة، بل البحث عن لذة الحكاية من خلال لغة الحكي عن اللوحة، كما عبر عن ذلك لويس مارين Louis Marin  في كتابه “تدمير الفن”، حيث أشاد بضرورة التعامل مع اللوحة لا كعلامة أيقونية، بل العمل على جعل المتلقي يذهب إلى ما وراء ما يمكن أن تمثله؛ أي معرفة كيف تنتقل اللوحة من المشاهدة إلى الخطاب الذي يتحدث عنها، وهو نفس ما عبر عنه، أيضا، لويس شيفير Jean Louis Scheffer.

   من هنا، التساؤل عن إمكانية نقل ما تقوله اللوحة المرسومة إلى اللغة كملفوظ وخطاب، لغة انعكاسية لفظية عن المادة الفنية، أي الاهتمام بطبيعة المتعة الجمالية عبر الملفوظ السردي المصاحب، انطلاقا مما سماه رولان بارت  بـمطبخ المعنى[8] La cuisine du sens  وذلك بغية تفجير المعنى الكامن، لاكتشاف المدلولات ، ليصير بعد ذلك مادة جديدة، قد تكون مفارقة للمعنى الذي تحصل لنا عند أول تلقي. باعتبار الصورة اللوحة نسيج من الدلالات التي تحيل إلى الواقع من خلال المشاهدة التي تسعى لاستنطاق المعنى، عبر الغوص في لذة التفاعل عن طريق التواصل الذي يكون “استنفارا لكم هائل من الأحاسيس التي تتوسل بالنظرة أكثر مما تستدعي اللفظ لإدراك مداها؛ إنها مبثوثة في الحجم واللون والشكل والامتداد. لذلك، تحرمنا الصورة من الكلام لكي تعلمنا فن الإمعان”[9].

   الكتاب رحلة في عوالم الفن التشكيلي، الغربي، منه والعربي فالمغربي، بكل مشاربه ومدارسه الفنية، من كلاسيكية، انطباعية، رومانسية، سريانية، تكعيبية، ديدائية، ومستقبلية..

  يقع الكتاب في 287 صفحة من الحجم الكبير، على ورق مصقول، يغري بالتصفح ويَسْحَر بملمسه.

  يقسم الأستاذ شفيق كتابه إلى فصلين وعتبة، باعتبارها فاتحة للكتاب، من خلالها نتعرف على استراتيجية المؤلف من تأليفه لعمله هذا.

  أما عن عتبة النص، فقد صرح الكاتب، صراحة أنه ليس بصدد تصنيف لتجارب تشكيلية مغربية أو تأريخ لها، بل هو”إطلالة على حكايات، أردت لها أن تتناول أساليب الفنانين التشكيليين المغاربة والأجانب، من منطلق سردي (التشديد مني)، تكون فيه التقنية مجرد جسر للعبور إلى انشغالات هؤلاء الفنانين، من وجهة نظرهم المرتبطة بالذاكرة التي دُمغت في ذاكرتهم، وترسخت بفعل قوة الحدث، الذي يتمازج فيه ما هو جدي بما هو هزلي…”[10].

  أما فيما يخص العوامل المتحكمة في اختيار المؤلف للعينات المنتقاة، فيرجع، حسبه، لعاملين اثنين:

  يكمن الأول في، اعتبار هذه العينة، من قبيل الاستئناس بتجارب، يقول المؤلف: “أحترمها، لما جاءت به من مضامين فنية، تدعو إلى التساؤل وتُؤسس لمرحلة جديدة في المشهد التشكيلي، سواء على المستوى المغربي أو العربي أو العالمي”[11]؛

    أما الثاني، فإن المؤلف لم يَرُم “تجميع هذه الأسماء الإبداعية في هذا الكتاب بغية الفرز أو التصنيف، بقدر ما كان الرهان حاضرا بقوة على مضامينها، وما تختزنه من حكايا مطمورة في خلفيات هاته الأعمال… حكايا نَسْغُها المشترك هو الواقع المعيش…”[12]

   يتناول الفصل الأول المعنون بـ :”حكايات فنية من الغرب” أربعة عشر فنانا تشكيليا، استهله بـليوناردو دافينتشي، فان غوغ، مارسيل دوشان، فراشيسكوغويا، أوجين دولاكروا، سالفادور دالي…، وإن كان المؤلف قد أدرج كلا من: فريدا كاهلو، دييغو ماريا ريفيرا المكسيكيين، وفيرناندو بوتيرو الكولومبي، في خانة فنانين غربيين؛ عِلْما، أن الغرب، مقصور على أوروبا وأمريكا الشمالية….

   فيما تناول الفصل الثاني، المعنون بـ: “حكايات فنية: مغربية وعربية” أربعين عملا فنيا، كان نصيب الفنانين العرب، ثلاث حكايات: أولاهما ليحيى بن محمود الواسطي، أحد مؤسسي مدرسة بغداد للتصوير وصاحب المنمنمات التي وضعها لمقامات الحريري، والمنتمي للقرن الثالث عشر الميلادي. إضافة لضياء العزاوي، من العراق، ورشيد القريشي، من الجزائر. كما احتفى المؤلف بالمرأة ممثلة في “فريدا كوهلو”[13]، بالنسبة للتشكيليات الأجنبيات واحتفى بكل من: شمس الضحى أطاع الله، نجية بنيس، فاطمة كيلين وسعاد بياض كتشكيليات، مغربيات.

   لا يمكن أن ننظر للكتاب على أنه سرد لأساليب الفنانين ولتقنياتهم وأدواتهم في التعامل مع المادة، بل نعتبره فسحة فنية، أو لنقل إنه زيارة لمجموعة من الأروقة والمتاحف الفنية؛ الهدف الذي يعمل المؤَلف، من وراءه، هو جعل المتلقي، يتمتع بمشاهدة بعض الأعمال الفنية مع الوقوف على السياقات التي تحكمت في بناء التحفة الفنية، وما أثارت من أسئلة فنية شكلا ومضمونا، سواء زمن صاحبها أو بعد حين، وباعتبار هذه الأعمال  تجسيد للحدث بعمق، اختلطت فيه جمالية المعالجة الفنية إما بمعاناة الفنان النفسية الهستيرية (فان غوغ)، إذ كانت حكاية العمل الذي أنجزه، تحت عنوان “أذن فان غوغ”، “إحدى نتائج هذه الحالات النفسية الحادة التي كان يمر بها بين الفينة والأخرى، والتي كان سببها مداعبة بريئة لعشيقته التي أُعجبت في لحظة ما بأذنه، فكانت قراءته لهذه المداعبة وقع على نفسيته، معتقدا بأن الأمر فيه احتقار لشخصيته وكيانه”[14] ،أو الجسدية كما هو الحال بالنسبة لفريدا كوهلو، التي عاشت حياة مضطربة مثخنة بالمعاناة والجراح، إذ تعرضت “لشلل الأطفال في سن السادسة من عمرها، وخلف في نفسيتها أثرا عميقا، لم تستطع التخلص منه نفسيا إلا بعد فترة طويلة، كما تعرضت بعد ذلك… لحادث حافلة أقعدتها على ظهرها لمدة سنة كاملة…”[15]، وهو ما عبرت عنه في لوحتها “حلم”[16] أو المجتمعية ممثلة في لوحة “جيرنيكا” لبيكاسو التي تصور المجزرة التي قامت بها ألمانيا النازية، بالتواطؤ مع الجينرال فرانكو، متزعم الحرب الأهلية بإسبانيا، على قرية “جيرنيكا”. يُقربنا المؤلف من أجواء رسم اللوحة، عندما يستحضر سؤال أحد الضباط النازيين لبيكاسو إن كان هو من رسم اللوحة، فأجابه، قائلا: “بل أنتم الذين رسمتموها”[17] ….

   من هنا، توشية المُؤَلِّف كتابَه بلوحات الفنانين موضوع المسرودات، في آخر الكتاب؛ وإن كنت أُحَبِّذ، لو بُثت كل لوحة ووُضعت إلى جانب سرديتها، حتى يتسنى للقارئ أن يكون قريبا من اللوحة التي هو بصدد قراءة “سيرتها”، وحتى لا يضطر للرجوع لآخر الكتاب في كل مرة.

   يهتم الكتاب بسرد الحدث “كواجهة أو كمدخل لعوالم التجارب التشكيلية، ارتكازا على حس جدي تارة، وفكاهي تارة أخرى”[18]، إذ لا يهتم الكتاب بالتقنية، أو لنقل أن التقنية كانت تحصيل حاصل للحكايات، تعمل على تقريب “حكايات غامضة ومتنوعة برموزها وألغازها”[19] كما هو الشأن بالنسبة للوحة العشاء الأخير، لليوناردو دافينتشي، أو باعتبارها تجسيدا “لصورة ذهنية، من خلال حكايات الرواة المغاربة والعرب”[20]، لنتعرف، من خلال الكتاب، أن الفنان أوجين دولاكروا “لم يتمكن من زيارة الحريم، إلى أن أتيحت له الفرصة سنة 1832 لزيارة عرس يهودي موريسكي مغربي بطنجة، ساعده في ذلك “أبراهام بنشيمول” الذي كان يعمل مترجما بالمندوبية الفرنسية بطنجة، ومن ثم سوف يعمل على رسم معالم الفضاء من هندسة وتقسيم للمكان، من خلال رسومات أولية لفرقة موسيقية في حضور راقصات، لكن في غياب العروس، ليلبي رغبة في استكشاف المستور، ولينفذ إلى عوالم تختلف عن ثقافته وحضارته شكلا ومضمونا، حد الانبهار” [21].

   وعليه، يبقى عمل الأستاذ شفيق الزكاري، قيمة مضافة، تُضاف للتراكم الفني في المغرب، والذي ما أحوجنا إليه، بغية تأسيس ثقافة جمالية تسمو بالفرد وبالمجتمع.

____________________

[1]  لقد استعرنا اللفظ من عنوان كتاب الأستاذ عبد السلام بنعبد العالي، المعنون بـ : » ثقافة الأذن وثقافة العين« ، منشورات، دار توبقال للنشر، الطبعة الأولى 2008. قدمنا العين على الأذن، لطبيعة الموضوع.

[2]  شفيق الزكاري، سرديات تشكيلية، مختارات جمالية، دارالقلم العربي للنشر والتوزيع، القنيطرة، الطبعة الأولى، 2021.

[3]  محمد ربيعة، الكتابة والفن بالمغرب فتنة غواية، الفن بالمغرب ضوء مثير لعتمة الكتابة، موقع الحوار المتمدن – https://m.ahewar.org

[5]آلان دُو بُوتون، عزاءات الفلسفة، كيف تساعدنا الفلسفة في الحياة، ترجمة يزن الحاج، منشورات دار التنوير للطباعة والنشر، الطبعة الرابعة 2020، بيروت، لبنان. (الكتاب صدر في طبعته الانجليزية سنة 2001)، وإن كنت ترجمة العنوان بـ : مواساة الفلسفة، عوضا عن عزاءات؛ لأن الفعل Consoler  يعني: يواسي ويؤاسي .

[6]  آلان دو بوتون، مرجع مذكور، الصفحة  7.

[7]  نفسه، الصفحة، 94.

[8] Roland Barthes, Sur la sémiologie, Nouvel observateur, Décembre 1964, page 10.

[9] سعيد بنكراد، السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، سلسلة ش

[4] نفسه.رفات 11 ، منشورات الزمان، الرباط  2003، ص.ص  83  و 84 .

[10]  نفسه، ص. 7.

[11]  نفسه، الصفحة 8.

[12]  ن.ص.

[13]  انظر كتاب: هايدن هيريرا، فريدا، سيرة حياة فريدا كاهلو، ترجمة: على عبد الأمير صالح، منشورات دار المدى، الطبعة الأولى 2019.

[14]  شفيق الزكاري، مرجع مذكور، الصفحة 25.

[15]  نفسه، ص. 27.

[16]  نفسه، ص. 233.

[17]  نفسه، ص. 41.

[18]  ن. ص.

[19]  نفسه، ص. 12.

[20]  نفسه، ص. 16.

[21]  نفسه، ص.ص. 16 و 17.

Visited 14 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. المصطفى مويـﭭـن

كاتب مغربي