روسيا تعزز جبهتي زاباروجيا وباخموت والصين تتعهد لواشنطن بعدم تقديم “المساعدة الفتاكة”

روسيا تعزز جبهتي زاباروجيا وباخموت والصين تتعهد لواشنطن بعدم تقديم “المساعدة الفتاكة”

 السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير

أعلنت وزارة الدفاع الروسية سيطرة قواتها بشكل كامل على مدينة نوفودونيتسك، في مقاطعة دونيتسك. وقالت الوزارة إن قواتها صدّت هجوما أوكرانيا، ودمّرت نحو 50 آلية ودبابة أوكرانية خلال القتال. ونشرت مقطعين مصورين، قالت إنهما يظهران سيطرة قواتها على المدينة، والخسائر الأوكرانية.

من جانبها، قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني، إن القوات الأوكرانية واصلت تقدمها في اتجاه باخموت خلال الأسبوع الماضي، رغم التعزيزات الروسية في المنطقة، وأضافت أن القوات الأوكرانية أفشلت محاولات روسية للتقدم باتجاهات ليمان كوبيانسك، وأفدييفكا، ومارينكا.

وقالت ماليار إنه في غضون أسبوعين من العمليات الهجومية في اتجاه بيرديانسك وميليتوبول، استعادت القوات الأوكرانية 8 بلدات، وتقدمت -خلال أسبوعين- بعمق 7 كيلومترات تقريبا باتجاه منطقة عمليات تافريا. وقد أعلن الجيش الأوكراني أنه استعاد السيطرة على بلدة بياتاخاتكا جنوب غربي مقاطعة زاباروجيا، بعد معارك استمرت أسبوعين، ونشر مقطعا مصورا قال إنه يظهر جنوده أمام أحد المباني الرسمية في البلدة.

ويستمر الهجوم الأوكراني المضاد منذ نحو أسبوعين، وتزداد وتيرة المعارك خاصة في جبهات الجنوب والشرق.

وفي خيرسون، قالت الإدارة العسكرية الأوكرانية إن 10 حافلات اندلعت فيها النيران جراء قصف روسي على موقفٍ للحافلات، بينما تعرضت منشأة تابعة لخدمات الطوارئ في منطقة أوديسا لأضرار جراء القصف.

وسمع دوي سلسلة انفجارات في مدينة زاباروجيا جنوب شرقي أوكرانيا، بعد رصد إطلاق صواريخ من طراز “إس- 300“.

من جانبها، أعلنت الإدارة العسكرية في أوديسا تعرض المنطقة لهجوم صاروخي من البحر الأسود، تصدّت له الدفاعات الجوية. وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنها رصدت حركة صواريخ ومسيرات باتجاه زاباروجيا، ودنيبرو، ودونيتسك، جنوبي وشرقي أوكرانيا.

وفي الشمال، أفاد حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف بأن 7 أشخاص أصيبوا في قصف أوكراني استهدف قرية فالويسكي، كما تضررت 9 مبان سكنية في المقاطعة الحدودية مع أوكرانيا.

وفي دونيتسك، أفادت السلطات الموالية لروسيا بأن 8 مدنيين أصيبوا في قصف أوكراني استهدف المدينة، كما أدى القصف إلى تضرر 7 مبانٍ سكنية، و3 من مرافق البنية التحتية.

من جهتها، ذكرت وزارة الدفاع البريطانية اليوم، أن القوات الروسية تجري تحركات “تكتيكية” على الجبهات الجنوبية للمناطق التي تسيطر عليها في أوكرانيا،  وأفاد تقييم استخباراتي للوزارة بأنه على مدى الأيام العشرة الماضية بدأت روسيا نقل عناصر من “مجموعة قوات دنيبرو” الموجودة على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو، لتعزيز قطاعي زاباروجيا وباخموت.

وقالت إنه “من المحتمل أن يشمل ذلك عدة آلاف من عناصر قوات الجيش الـ49، التي تشمل اللواء 34 المنفصل، إضافة إلى القوات المحمولة جوا، ووحدات مشاة البحرية”، وأشارت إلى أنه من المرجّح أن يعكس إعادة نقل “مجموعة قوات دنيبرو”، تصور روسيا بأن شن هجوم أوكراني كبير عبر دنيبرو، صار أقل احتمالا الآن، بعد انهيار سد “نوفا كاخوفكا” والفيضان الناجم عنه.

من جانب آخر، أكّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بكين اليوم أن الصين جددت تعهدها بعدم تزويد روسيا بأسلحة فتّاكة لاستخدامها في أوكرانيا، معربا عن قلقه من تصرفات شركات صينية خاصة.

وقال بلينكن للصحفيين “نحن ودول أخرى تلقّينا ضمانات من الصين بأنها لا تقوم ولن تقوم بتزويد روسيا بمساعدة فتاكة لاستخدامها في أوكرانيا”.

وأضاف: “لم نر أيّ دليل يتعارض مع ذلك. ما لدينا مخاوف مستمرة بشأنه هو الشركات الصينية التي قد توفر التكنولوجيا التي يمكن لروسيا استخدامها لتعزيز عدوانها في أوكرانيا”.

وبحسب بلينكن، فإنّ واشنطن طلبت من الحكومة الصينية أن تكون “متيقظة للغاية” بهذا الشأن. وأكد أن الصين قدمت تأكيدات في هذا الملف في “الأسابيع الأخيرة”، وليس فقط خلال زيارته التي يجريها إلى بكين.

وعلى الصعيد الدبلوماسي لحل النزاع، أشاد رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا اليوم بالبعثة الأفريقية لإحلال السلام في أوكرانيا، واصفا إياها بـ”التاريخية”، وذلك لدى عودته من كييف وسان بطرسبورغ بعد أن عقد مباحثات مع قيادات طرفي الصراع.

وكان الوفد الأفريقي العالي المستوى التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة، قبل التوجه إلى روسيا لإجراء محادثات مع رئيسها فلاديمير بوتين. وقال رامافوزا إن “هذه المبادرة كانت تاريخية من حيث إنها المرة الأولى التي يقوم فيها القادة الأفارقة بمهمة سلام تتجاوز حدود القارة”.

ونقلت البعثة صوت قارة تضررت إلى حد كبير من تداعيات النزاع الأوكراني، خصوصا بسبب ارتفاع أسعار الحبوب التي تستورد جزءا كبيرا منها من الدولتين المتحاربتين روسيا وأوكرانيا. وعرضت مقترحا من 10 نقاط، تشمل خفض التصعيد والاعتراف بسيادة البلدين وعدم عرقلة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود وإعادة أسرى الحرب والأطفال إلى بلدانهم الأصلية.

ولفت رامافوزا إلى أنّ “الاستقبال الإيجابي” الذي حظيت به البعثة من كلا الطرفين يعدّ بحدّ ذاته “من بين أهم إنجازاتها”، وأضاف “وجدناه مشجّعا ويعطي مبررا للتفاؤل بأنه سيتم التفكير بالمقترحات”، لكن زيلينسكي وبوتين وافقا على استمرار التواصل، بحسب رامافوزا.

في المقابل، رأى الكرملين أن تطبيق هذه المبادئ “أمر صعب للغاية”، بينما استبعد زيلينسكي عقد محادثات مع موسكو طالما أن القوات الروسية تحتل أجزاء من أوكرانيا.

وقال الكرملين اليوم إنه سيبقى على تواصل مع بعثة الوساطة الأفريقية، ولا سيما خلال القمة الروسية الأفريقية المقررة الشهر المقبل، مضيفا أن بعضا من الأفكار المقترحة يمكن تنفيذها.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين لصحفيين إن المحادثات مع الوفد ستستمر، إذ إن بعض اقتراحاته قابلة للتطبيق نظريا، لكنه لم يذكر الاقتراحات المشار إليها، وأضاف “عموما، سيستمر الحوار مع الأفارقة”.

Visited 5 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة