الرئيس “التوافقي” وسلاح حزب الله والفيدرالية المذهبية
سمير سكاف
من دون إنكار، إن مستقبل لبنان القريب والمتوسط لا يبشر بالخير! فبعد أن نجح حزب الله بمساعدة عدد كبير من معارضيه بمنع وصول رئيس سيادي أو حتى حصوله على 65 صوتاً بالحد الأدنى، يؤكد الحزب أن وهج سلاحه ما يزال العنصر الأقوى في الانتخابات الرئاسية على الرغم من تأخر مرشحه سليمان فرنجيه عن مرشح معارضيه جهاد أزعور، بعد أن كان قد فشل في الترشح في وجه ميشال معوض الرافض لبقاء السلاح خارج الدولة! ومن يعتقد أن حزب الله سيسمح، بعد سحب ترشيح معوض، بوصول رئيس “سيادي” آخر هو واهم! فوهج السلاح ما يزال قادراً على تعطيل النصاب الذي حدده منفرداً حليفه الرئيس نبيه بري! فقد تراجع معارضوه عن السيادة لصالح “التقاطع”. في حين لا يُظهر هذا التقاطع لا تأييداً شعبياً ولا نفساً سيادياً ولا قدرة على الاستمرار! “تقاطع” مؤقت، لن يلبث أن يتفكك بعامل الزمن، مع تأكيد النائب جبران باسيل ضرورة “التوافق”!!! أما وساطة لودريان والقطريين وغيرهم، فهي لا تهدف الى تحديد نوع الرئيس بل الى رئيس مقبول من حزب الله أولاً في معادلة يقبل به معارضوه!
من جهته، دخل حزب الله الانتخابات الرئاسية من بوابة التوافق مع الفرنسيين بدعم وتفويض وعدم ممانعة أميركية!!!وهو، ولو خسر الجولة الأخيرة، يعتبر عدم تحقيق خصومه 65 صوتاً فيها هو بمثابة تعادل سلبي بطعم الفوز! وها هو يعمل جاهداً مع حلفائه لفرض “الحوار والتوافق” اللذين يهدفان إلى إخضاع معارضيهم. والحزب يملك الخبرة بسنتين ونصف السنة من التعطيل السابق. وهو يتفوق على معارضيه بالنفس الطويل آملاً التعويض عن تقدمهم عليه شعبياً!
لا يحتاج الرئيس “العتيد” الى برنامج بل الى وضوح في الرؤيا وفي الموقف. وإذا ما حصل “التوافق”، فهو ليس على الإسم! بل سيكون بشكل أساسي لتعرية أي رئيس مقبل من آرائه وتوجهاته، فالحوار سيفكر وسيقرر عنه كل شيء وكل خطوة له… سلفاً! علماً أنه لن يكون هناك أي حل للأزمات الاقتصادية في غياب حل سياسي “جدي”. هذا الحل المستحيل مع رفض “الحزب” الدخول في بناء الدولة! لا قدرة اليوم على أي إمكانية للتغيير مع موازين القوى الحالية، سوى بموجة ثورية ثانية لا يمكن تحديد لحظة انطلاقها (momentum) بعد تلك التي انتهت في 15 أيار 2022! فكل المؤشرات تدل على أنه لا بديل عن الشارع!