“فاغنر” تدرب جيش بيلاروسيا على مهارات القتال
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
بحسب وزارة الدفاع البيلاروسية شرع عناصر من “فاغنر” في تدريب قواتها، وفق خطة عمل لتبادل الخبرات بين وحدات من مختلف فروع القوات العسكرية البيلاروسية وضعتها الإدارة العسكرية وإدارة الشركة.
وأفاد موقع “نيوز ري” الروسي نقلا عن مراسلين عسكريين أن قافلة تحركت الخميس 13 يوليو/تموز على طول الطريق السريع “إم-4” باتجاه موسكو، تضمنت شاحنات وحافلات تحمل أرقامًا بيلاروسية. ووفقًا للخبراء، تعود هذه المركبات لشركة فاغنر التي نقلت عددًا من أعضائها إلى هذا البلد.
ويوم الجمعة 14 يوليو/تموز، أعلنت وزارة الدفاع البيلاروسية أن أعضاء من فاغنر بدؤوا بالفعل تدريب الجنود المحليين. وأن وزارة الدفاع “تتلقى الكثير من الطلبات بشأن اعتماد نظام تدريب مشترك إضافي للقوات المسلحة ومقاتلي “فاغنر” ويخضع المجندون لتدريب في مهارات تشمل التحرك في ساحة المعركة والرماية التكتيكية.
واستعرض التقرير أيضا انطباعات أفراد وحدات القوات الإقليمية بعد التدريبات، إذ قال أحد الجنود “هذه تجربة مفيدة للغاية لجيشنا البيلاروسي، إذ لم نشارك في أعمال عدائية منذ نهاية الحرب الأفغانية”.
وفي مقابلة مع “نيوز ري” أعرب الخبير العسكري البيلاروسي ألكسندر أليسين عن شكوكه بشأن إشراف المرتزقة الذين وصلوا حديثًا على تدريب القوات الخاصة. وأشار إلى أن الرئيس الكسندر لوكاشينكو أفاد بأن قدرات قوات العمليات الخاصة لا تقل شأنا عن فاغنر، وأن لديها نظام تدريب خاصا بها لذلك “لن تخضع لتدريب فاغنر إذ لا تحتاج لذلك”.
وأضاف الخبير أنه “تم إنشاء مقرّات في أوسيبوفيتشي لاستيعاب وتدريب 5 آلاف من مقاتلي الدفاع الإقليمي، مع الاستعانة ببعض أعضاء “فاغنر” كمدربين، لكن أين الباقي؟ بأي صفة ستستفيد منهم القيادة البيلاروسية؟”.
توقع الخبير العسكري البيلاروسي أن يتعاقد جزء من أعضاء فاغنر مع وزارة الدفاع البيلاروسية، لكنه يشعر بالقلق من إمكانية بقاء عدد منهم في بلاده، موضحًا أنه “لا يمكنهم البقاء هنا لفترة طويلة لأن هؤلاء أشخاص لهم سجل إجرامي بارز ولم يتم العفو عنهم بعد”.
وعلى النقيض من ذلك، شدد أوليغ غيدوكيفيتش، نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس النواب بالجمعية الوطنية في بيلاروسيا، على أنه غير قلق بشأن وجود العديد من الأشخاص الذين أطلِق سراحهم مؤخرًا من السجن بين قوات فاغنر، مؤكدا أن لدى بلده تشريعات صارمة للغاية وأن كل شيء سيكون على النحو المنصوص عليه في القانون.
وأشار أليسين إلى أن مهمة وحدات الدفاع الإقليمي التي ينتظر أن تدربها فاغنر، تتمثل في حراسة المنشآت الرئيسية في البلاد، على غرار مصادر المياه ومحطات النقل ومنشآت البنية التحتية الأخرى التي قد تتعرض في حالة الحرب لهجمات تخريبية. بالإضافة إلى ذلك، يجب على هذه القوات مراقبة الأراضي السيادية ومنع اختراقها من قبل الأشخاص المشبوهين الذين قد يتضح أنهم إرهابيون أو جواسيس.
ويعتقد الخبير العسكري أن الهدف الرئيسي من التعاقد مع فاغنر هو تبادل تجربة القتال ضد الجماعات المسلحة غير الشرعية ومجموعات التخريب والاستطلاع في أراضي بيلاروسيا، مشيرا إلى أن قيادة الجمهورية تولي اهتمامًا كبيرًا لهذا الخطر.
وأشار النائب غيدوكيفيتش إلى تأثير التعامل مع هذا النوع من الشركات العسكرية الخاصة على السياسة الخارجية للبلاد، مؤكدا أن “وجود مقاتلي فاغنر فضلاً عن الأسلحة النووية التكتيكية لا ينبغي أن يخيف أحدًا. إننا ننقذ أوروبا من الحرب لأن جيراننا البولنديين والليتوانيين لا يمكنهم العمل بشكل مستقل.
واكد مسؤولون أوكرانيون وبولنديون إن مقاتلي “فاغنر” دخلوا بيلاروسيا فعلا بغرض التدريب، في حين أكد ذلك أندري ديمشينكو، المتحدث باسم وكالة الحدود الأوكرانية حينما كتب في بيان نشر على تطبيق المراسلة تليغرام “فاغنر في روسيا البيضاء”.
وكانت وزارة الدفاع في روسيا البيضاء، نشرت مقطع فيديو يظهر فيه من قالت إنهم مقاتلون من فاغنر يدربون جنودا من روسيا البيضاء في منطقة عسكرية بالقرب من بلدة أسيبوفيتشي التي تبعد نحو 90 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من العاصمة مينسك.
في حين أكدت كييف رصد تحركات “مجموعات منفصلة” من روسيا في روسيا البيضاء. وقال مصدران مقربان من المقاتلين، إن بعض عناصر فاغنر موجودون في روسيا البيضاء منذ يوم الثلاثاء على الأقل، وفقا لرويترز.
بدوره، شدد نائب وزير منسق الخدمات الخاصة في بولندا ستانيسلاف زارين على أن وارسو لديها تأكيدات أيضا بوجود مقاتلي فاغنر في روسيا البيضاء. وأضاف على تويتر “قد يكون هناك عدة مئات منهم في الوقت الحالي”.
يأتي هذا بعدما أكدت بولندا أوائل الشهر الجاري أنها تعزز حدودها مع روسيا البيضاء لمواجهة أي تهديدات محتملة.
يشار إلى أن مجموعة “بيلاروسكي هاجون” المستقلة والتي تتبع تحركات القوات المسلحة في بيلاروسيا، كانت أعلنت أن 60 شاحنة وحافلة ومركبة كبيرة على الأقل عبرت إلى الدولة الواقعة شرق أوروبا برفقة الشرطة البيلاروسية.
ولم توفر المجموعة صوراً أو مقاطع مصورة للمركبات، لكنها أوضحت أنها كانت تحمل لوحات من مناطق شرق أوكرانيا التي باتت تقع تحت سيطرة روسيا، وحيث قاتل عناصر فاغنر في صفوف القوات الروسية حتى وقت التمرد الفاشل الشهر الماضي.
كما اتجهت القافلة نحو قاعدة عسكرية خارج أوسيبوفيتشي، وهي بلدة تبعد 230 كيلومتراً شمال الحدود الأوكرانية، وفقاً لـ”بيلاروسكي هاجون”.
في سياق متصل، أظهرت صور بالأقمار الصناعية حللتها وكالة “أسوشييتد برس” هذا الشهر، صفوفاً من هياكل تشبه الخيام بدا أنها نصبت عند القاعدة بين 15 و30 يونيو الماضي