تجمع إيران الحرة وفکرة إسقاط النظام
حسين عابديني
رد الفعل غير العادي والملفت للنظر الذي إتخذه النظام الايراني حيال التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية والذي إنعقد على مدار 4 أيام إعتبارا من 30 يونيو والى 3 يوليو الجاري، إختلف هذه السنة عن السنوات السابقة، ذلك إن الاوضاع الحرجة التي يمر بها هذا النظام جعلته في حالة من الخوف والحذر إذ يتخوف کثيرا إتخاذ أي موقف علني ازاء هذا التجمع الذي کان مناسبة دولية لنشر إنتهاکاته وجرائمه ومخططاته المشبوهة على مرئى ومسمع من العالم کله، خصوصا وإنه قد عمد وعلى أثر الاحتجاجات الشعبية الاخيرة التي إستمرت لأشهر وأثرت عليه کما لم تٶثر عليه إحتجاجات عامي أواخر 2017 و2019، الى إنتهاج سياسة يسعى من خلاله لإظهار نواياه”الايجابية” أمام المنطقة والعالم، ولذلك فقد سعى من أجل اللجوء الى عملية خلط بين السياسة والاقتصاد من خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه ابراهيم رئيسي مع ماکرون قبل فترة وجيزة نسبيا من إقامة ذلك التجمع.
التجمعات السنوية للمقاومة الايرانية والتي هي واحدة من أساليب النضال السلمي السياسي المعاصر من أجل الحرية والديمقراطية والتي إستحدثتها المقاومة الايرانية منذ 17 عاما، أثبتت قوة دورها وتأثيرها على طهران التي طالما حاولت تجاهلها والاستهانة بها من دون جدوى، ذلك إن المقاومة الايرانية التي قطعت مشوار أکثر من أربعة عقود في تصديها وصراعها المرير ضد هذا النظام وصار لها خبرة وممارسة واسعة في انتقاء أفضل الاساليب واقواها تأثيرا على طهران، قد إختارت هذا الاسلوب الذي تقوم من خلاله بتحشيد الشارع الايراني والعربي والاسلامي والعالمي على حد سواء ضد هذا النظام ولاريب من إن المقاومة الايرانية قد تمکنت من تحقيق الکثير من النجاح وإستطاعت ليس إحراج النظام فقط وانما وضعه في موقف لايحسد عليه أيضا.
فکرة إسقاط النظام الايراني و التي هي شعار مرکزي للمقاومة الايرانية، أثبتت الاحداث والتطورات من إن هذا الشعار هو بالفعل الطريق والسبيل الوحيد لإيجاد حل جذري حاسم وحازم لکافة الاوضاع السلبية الناجمة عن نهج وسياسة هذا النظام، وإن الاحتجاجات الاخيرة التي إندلعت على أثر مقتل الشابة الکردية مهسا أميني، وإصطباغها بصبغة سياسية واضحة تدعو لإسقاط النظام کخيار وحيد لإيران الغد، يدل على إن الشعب الايراني وبعد تجربة 44 عاما من حکم هذا النظام، قد تيقن من حقيقة عدم جدوى کافة الطرق والسبل الاخرى للتصدي للحالة الايرانية، ذلك إن المجتمع الدولي قد جرب سياسة الاحتواء والمهادنة والمسايرة لکنه ليس لم يحقق أية فائدة تترجى منه فقط وانما کانت أيضا لصالح النظام، ومن هنا، فإن تجمع إيران الحرة لهذه السنة قد سلط الاضواء على فکرة إسقاط النظام کما لم يسلطها في أي تجمع سابق، وهو أمر شدد عليه إضافة لزعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، شخصيات سياسية عالمية مرموقة نظير مايك بنس، نائب الرئيس الامريکي السابق ومايك بومبيو، وزير الخارجية الامريکي السابق، وساسة آخرون، حيث إعتبروا إسقاط النظام الايراني خيارا وحيدا متاحا من أجل ضمان السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم.