حوار المصالح بين حزب الله وجبران باسيل

حوار المصالح بين حزب الله وجبران باسيل

حسين عطايا

على الرغم من كل الانشغالات التي تُطالع المواطن اللبناني صبيحة كل يوم ، على اعتبار ان الازمات على اختلاف انواعها تشغل بال اللبنانيين ماعدا الطبقة السياسية فهي مشغولة بكيفية نهب ما تبقى من ودائع اللبنانيين في البنك المركزي ، وما تستطيع تحقيقه من مكاسب مما تبقى من الوطن ومؤسساته .

من هذا المنطلق اتت اقوال رئيس التيار العوني جبران باسيل الاسبوع الماضي خلال جولاته في بعض المناطق ، لتبرير حواره مع حزب الله وتراجعه عن التقاطع مع المعارضة ، لتؤكد هذا الامر ، ومن ناحية ثانية لتؤكد بأن حواره مع حزب الله ينطلق من مطالب وهمية لذر الرماد في العيون، لعله يستطيع تحصيل بعض المنافع ليُقنع جماعته بأنه لا زال قوياً ويستطيع تحصيل حقوق تياره .

في خطاباته الاخيرة تطرق باسيل لشرطين اساسيين ليُعطي موافقته على سليمان فرنجية :
* إقرار قانون اللامركزية الادارية والمالية الموسعة بقانون .
*إقرار الصندوق السيادي بقانون ايضاً .

فهو من خلال هذين الشرطين يُبلغ حزب الله موافقته على انتخاب سليمان فرنجية بشرط توفر هذين الشرطين ، لكنه يعلم بأن حزب الله لايستطيع إعطائه هذين الشرطين بالاساس ، لان  الامرين يتطلبان موافقة الكتل النيابية جميعها او على الاقل ثُلُثي مجلس النواب او الاكثرية المطلقة في ادنى الحالات وحزب الله لايمتك هذا العدد من النواب ، وإلا لكان انتخب فرنجية ومن دون العودة للحوار والتحالف مع التيار العوني .

بذلك يكون جبران باسيل طلب شرطين تعجيزيين كحدٍ اقصى وسيتراجع عنهما فيما بعد ليقبل ببعض التعيينات التي يطمح اليها من الاساس وهو يُطالب بها إن على صعيد حاكمية مصرف لبنان او قيادة الجيش واستمرار وزارة الطاقة بيده .

من هنا يأتي حواره مع حزب الله لانه قد شعر بخطرٍ داهم ، وخصوصاً بعد ان فاتحه الموفد القطري بالخيار بين سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون . ولأن باسيل يعلم بأن فرنجية من نفس الطبقة السياسية التي ينتمي اليها وبالتالي فهو أسير رغبات وإرادة الثُنائي الذي تبنى ترشيحه ، وهو حتما سيكون رئيساً ضعيفاً قراره ممسوك من حارة حريك وبالتالي الامر بالنسبة اليه سهل جداً .

بينما العماد جوزيف عون وقد جربه في اكثر من محطة ولم يتجاوب معه ، وقد اثبتت تجربة العماد جوزف عون في قيادة الجيش انه صلب ولا تُغريه مغريات السلطة ، وبالتالي سيكون جبران الخاسر الاكبر فلن يستطيع تلبية طموحاته في التعيينات الآتية بعد انتخابه رئيساً للجمهورية .

لذلك ، مصلحته مع انتخاب سليمان فرنجية في هذا الخصوص ، ومن هنا اتت رغبته في عودة الحوار مع حزب الله ليقطع الطريق على وصول قائد الجيش لكرسي الرئاسة في بعبدا .
لذلك ، كل الخطاب عالي السقف الذي يُطلقه باسيل ما هو إلا لتبرير عودته الى بيت الطاعة في حارة حريك ، والسعي للحصول على بعض المكاسب حتى لايكون الخاسر الاكبر في حال توافقت الدول الخمس جدياً على طرح إسم العماد جوزيف عون رئيساً مما سيقطع الطريق على جبران وتياره في الوصول الى اهدافه في الابقاء على الامساك بنفاصلٍ اساسية في بعض المؤسسات العامة والكُبرى ، وما تبقى فهو تكتيك يتمسك به جبران باسيل للبقاء في السلطة ونعيمها مما سيُتيج له مستقبلاً الاستفاد من ثروات النفط والغاز إذا فعلا ما تأكد وجودها في البلوك رقم ٩ .

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عطايا

ناشط سياسي لبناني