أهالي ضحايا تفجير المرفأ يحيون الذكرى الثالثة بحزن وغضب مطالبين بالعدالة

أهالي ضحايا تفجير المرفأ يحيون الذكرى الثالثة بحزن وغضب مطالبين بالعدالة

 اطلت اليوم ذكرى الرابع من آب حزينة كحزن الوطن على أبنائه الضحايا الذين قضوا في تفجير المرفأ، والذين لا يزالون على قيد الحياة لكنهم غير أحياء، ومع ذلك يُكافحون من أجل البقاء، مع تزايد الأزمات التي تُحاصر الوطن وشعبه .

فبعد ثلاثة سنوات لا تزال العدالة غائبة ومعرفة من فجر المرفأ ومحاسبة المسؤولين عن قتل ما يقارب 240 شخص وجرح ما يفوق السبعمائة، فالقضاء الذي يُعتبر الملجأ للمواطن وللوطن يتخبط في ازماته وتعرقل سير العدالة فيصبح تحقيق العدل في هذا الوطن المنكوب والمعذب والمصلوب امرا صعبا.

بعد ثلاثة سنوات على تفجير المرفأ وبدعوة من أهالي الضحايا نظمت مسيرة وفاء للشهداء الابرياء الذين سقطوا في التفجير المجرم، ضمت العديد من النواب والآف المشاركين الاوفياء لضحايا التفجير الهائل الذي لم يعرف له مثيل في التاريخ الحديث في عاصمة لبنان.

الأسى كان يُخيم على المسيرة والذكريات عالقة في الروح، لا سيما وأن لا نتائج في التحقيقات بسبب وضع المنظومة الحاكمة العراقيل لمنع كشف الحقائق المعروفة عند الناس لكنها تحتاج الى إعلان نتائج التحقيقات رغم عشرات الدعاوى التي رفعت لكن رد السلطو بتكبيل يدي المحقق العدلي ونتيجة اجتهاده ليخرج من اسر تلك الدعاوى واجه إدعاء من قبل مدعي عام التمييز اتهمه فيها باغتصاب للسلطة مهدداً باعتقاله ومنعه من السفر مما عطل من جديد متابعة سير التحقيق .

المنظومة الحاكمة لم تفوت فرصة لتنقض من جديد وباساليب جديدة لابقاء التحقيق معطل، وهذا ما دعا اهالي الضحايا وكل الغيارى على إحقاق العدل، للمطالبة بتحقيق دولي او لجنة تحقيق دولية لان قضية تفجير المرفأ وصلت الى حائط مسدود في امكانية الوصول الى الحقيقة، وهذا الامر استدعى التحرك وعلى اعلى المستويات لمطالبة المنظمات الدولية والاقليمية المهتمة في وضع يدها على الملف طالما منظومة الحكم تمنع الوصول للحقيقة.

وبالعودة الى المسيرة في الذكرى الثالثة لتفجير المرفأ فقد قام مئات المواطنين ونشطاء المجتمع المدني وعدد من الشخصيات السياسية، بمسيرة انطلقت من أمام فوج إطفاء بيروت باتجاه تمثال المغترب مقابل مرفأ بيروت.

وتقدم المشاركون أهالي الضحايا الذين رفعوا صور أبنائهم ولافتات تدعو الى “تحقيق العدالة ومحاسبة المتورطين”، الى جانب عدد من الشخصيات السياسية والنواب.

ووصل الى المكان عشرات المواطنين، الى جانب توافد العديد من مناطق عدة سلكوا جسر فؤاد شهاب سيرا على الاقدام باتجاه نقطة الاحتفال، في حين قطعت القوى الامنية طريق فؤاد شهاب المؤدية الى وسط بيروت امام حركة السيارات، وابقت على المسلك المؤدي نحو الدورة مفتوحا وسالكا.

ورفع المشاركون في المسيرة الرايات السوداء واتشحوا بدورهم باللباس الاسود، تعبيرا عن الحزن الشديد الذي تمثله الذكرى.

وتقدمت المسيرة عدد من سيارات فوج اطفاء بيروت التي اطلقت زماميرها وسط تأثر بالغ من المشاركين، الذين رفعوا لافتات تتهم الدولة بارتكاب الجريمة وعرقلة التحقيق، ولافتات اخرى تحمل المسؤولية للاحتلال الايراني، الى جانب عدد من اللافتات التي تدعو الى تحقيق دولي في جريمة المرفأ.

وما ان وصلت المسيرة الى نقطة المهرجان، حتى بدأت تلاوة الكلمات التي شددت على “ضرورة محاسبة المتورطين والمسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت”، وحملوا الدولة والسلطة السياسية “مسؤولية ما حصل من دمار، الى جانب إعاقة عملية التحقيق واصدار القرار الظني”.

وشددت على “أنّهم حاوَلوا عرقلة التحقيق بكلّ الوسائل، ولدينا مشكلة مع دفن الملفّ الأمر الذي يُريدونه ويسعون لتحقيقه”.

ولفتت إلى أنّ “التحقيق توقّف بفعل السلطة السياسيّة وبعض القضاة الذين يواكبونهم، وعلى الذين يُلاحقون أهالي الضحايا أن يُلاحقوا مَن دمرّ المرفأ وقتل الناس”.

كما شدّدت على أنّه “بوجود قاضٍ يواجه وأهالي يواجهون، سنصل إلى الحقيقة وإن أخذ الأمر بعض الوقت”.

وكان لوليم نون، شقيق ضحية انفجار مرفأ بيروت جو نون، كلمة قال فيها: “الإرهابي معروف وهو مَن قتل منذ الـ 2005 حتى اليوم وهو مَن أدخل النترات فحزب الله إرهابي ولكن ليس وحده بل أيضاً كلّ مَن تقاعس في الدولة عن القيام بعمله كما يجب ومَن أرسل وفيق صفا إلى قصر العدل “أكيد إرهابي”. واضاف: “مطلبنا محقّ وعلى كلّ الأحزاب أن ترفع الغطاء عن جميع المتورّطين لتأخذ العدالة مجراها”.

وتوجه وليم نون للوزراء السابقين علي حسن خليل وغازي زعيتر ويوسف فنيانوس قائلًا: “ستُحاسبون إنها السنة الثالثة التي نعدكم فيها بالمحاسبة والبريء لا يخشى العدالة”.

وأردف: “نقول للدول الأجنبيّة لديكم أقمار اصطناعية وسيأتي اليوم الذي نعرف فيه الحقيقة”.

من جهته، اشار والد الضحية الكسندرا نجار، بول نجار أشار إلى ان 235 ضحية أصبحوا ملائكة لبنان، لافتا إلى انه قد مضت 3 سنوات وقلوبنا حزينة لأننا نتذكر الدمار والأحباء الذين خسرناهم.

وقال نجار: “لم نصل إلى الحقيقة وذلك بسبب عرقلة السلطات للتحقيقات، لذلك قررنا اللجوء إلى الخارج لمعرفة حقيقة ما جرى”.

وشدد على أننا سنظل نطالب بالعدالة حتى آخر نفس، فإذا إذا لم تتحقق العدالة لن يبقى لدينا وطن. وأضاف:”حياتنا صعبة، فقد قتلونا في منازلنا وما زالوا وهم يراهنون على فقداننا الأمل والاستسلام لكن مهما حصل سنبقى صامدين، فنحن الشعب الذي تفجّر لكنه لم يمت وسيبقى يطالب بالعدالة لآخر نفس”

الختام كان مع كلمة الجرحى الذين أكدوا على مطلب الحقيقة ومعرفة من فجّر ودمّر مدينتنا وتسبّب بخسائر بالأرواح وبإصابة أشخاص بإعاقات مذكرين بأن الدولة لا تهتم بأحد منهم.

وتخلل المسيرة إشكال تخلله توتر وتضارب بين المشاركين في المسيرة مع وصولها الى أمام مرفأ بيروت وتوجّه وليم نون إلى المُشاركين الذين يُردّدون شعاراتٍ سياسيّة، بالقول: “السياسة برّا هون 4 آب وبس”.!

وبالمناسبة صدر عن وزارة  الخارجية الأميركية في الذكرى الثالثة لانفجار مرفأ بيروت قالت فيه: “يصادف اليوم الذكرى الثالثة للانفجار المدمر في بيروت لبنان، الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص وجرح وتشريد آلاف آخرين”.

اضافت: “تواصل الولايات المتحدة الوقوف إلى جانب شعب لبنان، يستحق الضحايا وأسرهم العدالة والمساءلة لأولئك المسؤولين عن الكارثة والأسباب الكامنة وراءها”. وشددت على ان “عدم إحراز تقدم نحو المساءلة أمر غير مقبول ويؤكد الحاجة إلى إصلاح قضائي واحترام أكبر لسيادة القانون في لبنان”.

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة