“التجسس” لصالح موسكو يفجر الخلاف بين مولدوفا وغاغوزيا

“التجسس” لصالح موسكو يفجر الخلاف بين مولدوفا وغاغوزيا

 د.خالد العزي

جاء إعلان رئيسة مقاطعة غاغوزيا في جنوب جمهورية مولدوفا إيفغينيا غوتسول، بتاريخ 24 تموزــــ يوليو الشهر الماضي عزمها على فتح مكتب تمثيلي للكيان الإقليمي في موسكو، وفي كيشينيف أكدت رئيسة مولدوفا مايا ساندو للصحفيين ان المخابرات الخاصة في مولدوفا كانت على علم بوضع معدات تجسس على سطح السفارة الروسية.

وفيما أفادت وزارة خارجية جمهورية مولدوفا أنها ستتصل بسفير الاتحاد الروسي للتوضيح، قال زعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي لجمهورية مولدوفا فيكتور شيلين أن هذا العمل سيتبعه طرد آخر للدبلوماسيين الروس من جمهورية مولدوفا وأن شعب غاغوزيا سيكون على اتصال سلبي بروسيا.

إن اتهام الرئيس لروسيا بتركيب كاميرات تجسس على سطح السفارة الروسية في  العاصمة  أمر مقلق لمستقبل العلاقات الروسية ــــ المولدوفية إذ يودي الى تفاقم العلاقات بين البلدين وينعكس سلبا. وقد رافق الجو الدبلوماسي الملتهب تناول الموضوع على صفحات وسائل الاعلام في الجمهورية، حيث نُشر تحقيق صحفي في وسائل الإعلام المولدوفية بأن مبنى السفارة الروسية مزود بالعديد من أنظمة الهوائيات القادرة على التقاط أي نوع من الإشارات البعيدة.

ان استقبال إشارات تلفزيونية لأي دولة من الدول لا يعني التجسس ولا يعني انه أصبح وكرا للتجسس والتخريب من خلال  تركيب أطباق الأقمار الصناعية على سطح مبنى السفارة الروسية، لان الفكرة تعنى بمشاهدة  البث الفضائي حيث يشاهد الموظفون القنوات التلفزيونية الروسية.  لكن قصة التجسس ستستمر ويمكن توقع طرد موظفي السفارة الروسية.

في مقالة نشرتها صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا”الروسية بتاريخ  25\7\2023 تقول بان “مولدوفا تعيش اليوم على قروض من الدول الغربية. وقد حصلت مؤخرا على مليار يورو. تم استخدام الجزء الأكبر من هذه الأموال لتغطية عجز الميزانية، حيث تدفع حكومة مولدوفا الرواتب والمعاشات التقاعدية على حساب القرض. فإن شرط منح الائتمان الى كيشينيف هو معارضة روسيا ففضيحة التجسس التي تتكشف حاليًا مدرجة أيضًا في الحزمة المناهضة لروسيا.

وفي المقابل، نرى بان رغبة حاكم غاغوزيا ذات الحكم الذاتي الحفاظ على العلاقات مع روسيا والتي ستؤخذ في الاعتبار مواقف الدولة المركزية  التي ستؤثر سلبيا على العلاقة باتجاه المنطقة الجنوبية. وايضا ستفتح مولدوفا التحقيق في قضية حزب شو المعارض امام القضاء المحلي، وخاصة بعد ان أعلنت المحكمة الدستورية أن هذا الحزب غير دستوري ويعتبر موالياً لروسيا. وستصبح هذه القضية الجنائية ورقة رابحة في يد السلطات المولدوفية فيما يتعلق برئيس الحكم الذاتي  يوجينيا غوتسول. لاحقا ويمكن تقديم هذه الورقة الرابحة ضدها.

بينما تشير يفغينيا غوتسول إن فريقها بدأ بالفعل في الوفاء بالتزاماته قبل الانتخابات، لا سيما استئناف توريد المنتجات الزراعية المنتجة في غاغوزيا إلى السوق الروسية.

وكتبت غوتسول على الشبكات الاجتماعية: “المهمة الأساسية هي إعادة بناء مؤسسات معالجة الزراعية القديمة، واستعادة تصدير فواكه وخضروات وأغذية معلبة ونبيذ من غاغوزيا إلى السوق الروسية”. مما دفعها إلى فتح مكتب تمثيلي للجمهورية المستقلة في موسكو لهذه الأغراض.

 وفي المقابل رفضت قيادة الدولة بأكملها زيارة عاصمة غاغوزيا. ولم توقع الرئيسة ساندو حتى الآن المرسوم الخاص بدخول رئيسة الحكم الذاتي إلى منصب عضو في الحكومة، كما يقتضي القانون.

 قال إيغور غروسو، رئيس البرلمان المولدوفي، إنه سيتم اعتماد قانون بشأن فرض قيود على ممثلي الأحزاب التي أعلن عدم دستوريتها. وأحدهم هو حزب شور الذي يمثله باشكان يفغينيا هوتسول. قد يكون رئيس الحكم الذاتي خارج القانون.

وقد ناقش برلمان جمهورية مولدوفا لاحقا مشروع قانون قطع التمويل عن حكم غاغوزيا الذاتي. وفي التعديلات يتم استرداد ضريبة القيمة المضافة للوكلاء الاقتصاديين لحكم غاغوزيا الذاتي من ميزانية الحكم الذاتي .

Visited 11 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. خالد العزي

أستاذ جامعي وباحث لبناني