ياليل ابعث سلامي للناس الطيبة.. لقطات من سيرة ذاتية متلاشية (2)
عبد الله راكز
سؤال يمت فعلا إلى جوهر فلسفة التاريخ، بل إلى فهم الزمن التاريخي وايقاعه المتخصص بالمقارنة مع الزمان الذاتي ، أي زمان ممارسة الإنسان بحياته المحدودة وايقاعها المحدود أيضا. لنتجه إلى المزيد من الإنتاجية العملية، في السرد، في البوح عن المسكوت عنه، في ترميم الذاكرة وفق متطلبات أبناءنا، الذين من حقهم ، التعرف على خيباتنا قبل أي شيء آخر.
لقطة خامسة: في العام 83:
بمنزل أخي حسن (شرطي رسمي) بحي سباتة، يسكن معه عبد السلام الفيغا، بعد أن تدخل أحمد راكز في الأمر (وهذا فرض على حسن خضوعه للتحقيق وتجميد ترقياته إلى اجل غير محدد).
أنا: اهلا الفيغا، باقي حي؟
الفيغا: إلى بعدت من بحالك نبقى بخير وعلى خير.
انا: الله يهديك الفيغا، راك عزيز علينا بزاف.
الفيغا: سير بعد مني اعبد الله ، هدوك المثقفين بحالك راه ماكانديرش فيهم الثقة.
انا: صافي فضيتي؟
الفيغا: جاب لي الله اليهودي حسن من دين موهم كلهم.
انا: صافي مابقا لا يسار ولا والو؟
الفيغا: جيب معاك الشراب وشي دجاجة العفريت، انا راني غير درويش وتعداو علي هادوك كلهم ولاد الق..
انا: مكلتهاش ليهم فالدرب.
هو: كلتها ليهم، ودارو لي الفلقة.ولاد الق..
وانتهى الكلام.
لقطة سادسة: التجميع؟؟
وانا اتجول قرب ساحة جامع الفنا، التقيت بأخي مصطفى (هذا الرجل من أطيب خلق الله) وهو صحبة الباهي، زريقة، والفيغا أيضا).
انا: فين غاديين الشرفا.
الباهي: لمقر الاتحاد الوطني لق.ش بالرميلة..
انا: لاش. المناسبة؟
الباهي: لتجميع اليسار؟ ياك؟ اوخبرتو الناس ولا هادالشي عنكم مفبرك بحال شي فيلم.واش من يسار بعدا اللي نتوما غادي تجمعوه؟ المناضلين ديال هاد اليسار راهم في الحبس. ماجبتوش معاكم الشيخة ديال الطلبة مع صاحبها عزي
هو: الله يهديك اعبد الله؟
انا: مالي كلت شي حاجة ماشي هي هاديك. وسير تقود.ملي هاد الجلسة مسيرها … ديال الاتحاد الوطني (محامي من البقايا الانتهازية بالمناسبة) باين العربون؟؟
وانتهى الكلام
لقطة سابعة: إلى عين علي مومن:
بعد أن استقلينا الحافلة من مراكش إلى سطات.انا، والدتي ووالدي رحمهما الله،نزلنا في مقهى فتح على التو، مليء بالسارقين، يقتسمون ماجنوه طيلة النهار والليل ، تغاضيناهم، تغاضوا عنا هم الاخرين (مامسالينش لينا، عياو بغاو يمشو انعسوا)
استقلينا ” كارويلة” إلى السجن، ليست هناك أداة نقل غيرها.
خرج إلينا. او اخرجوه الينا، فاقدا للوعي من كثرة الأدوية المهدية التي تلقاها.لم يتعرف علي .تعرف على والدته ،طبعا
ثم صرخ: والله لاقتلتوني. غادي نبقا ديما حي.
سقطت والدتي مغمى عنها. وكان الذي كان. (المعني اخذ من الدولة كتعويض أكثر من ،100 مليون ، لم ار انا وابنه منها درهما واحدا).
سنرى في باقي اللقطات، وليسامحني القارئ، على بعض اللقطات المؤثرة. ولكن البوح وضرورته اكبر الحقائق. وسنعود بالضرورة.
(…)