“حزب الله” لا يبني ولا يحمي .. ودويلته تتراجع

“حزب الله” لا يبني ولا يحمي .. ودويلته تتراجع

 سمير سكاف

يموت اللبنانيون في كل لحظة بسبب طبقة سياسية فاسدة ومفسدة أوصلتهم الى الجحيم. وبسبب تآمر الحاكم “السابق” لمصرف لبنان رياض سلامه معها ومع المصارف. ويموت اللبنانيون في كل لحظة بسبب حماية حزب الله لكل هؤلاء وبسبب شراكته معهم. وبسبب رفض الحزب المشاركة في بناء الدولة باستمراره في بناء دولته داخل الدولة. ويموت اللبنانيون بين حين وآخر بسلاح الحزب الذي يحمي السلاح. فتسقط الناس لحماية السلاح بدلاً من استعمال السلاح لحماية الناس، وإذا كان عشرات اللبنانيين يموتون يومياً بسبب هؤلاء “اللبنانيين”، فإنه في الحقيقة لم يمت أي لبناني منذ زمن كبير بنيران العدو الاسرائيلي.

ولكن الموت موت، سواء أكان بنيران صديقة أو بنيران عدوة. ويبقى أن “ظُلمُ ذَوي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ”(طرفة بن العبد)، وما يحصل مع هذه الطبقة السياسية ومع حزب الله تحديداً هو أنه لا يبني ولا يحمي، لا بل هو يساهم في الدمار مع قناعته أنه “يبني ويحمي”، وهو يرفض الاستماع الى صوت العقل، الى صوت الشراكة في بناء الوطن ويرفض المساهمة في بناء سيادته بعيداً عن المحور الإيراني وعن أي محور آخر، فالحزب كما تقول سورة الأعراف: “وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ”(198).

يموت اللبنانيون كل لحظة بنيران حكامهم مالياً واجتماعياً واقتصادياً. وتموت الأحلام والآمال فيهم بسببهم. فهؤلاء يحققون للعدو أكثر مما يريد. لا بل يبدو العدو بالمقارنة بأعمالهم ضد شعبهم شيطاناً أصغر! فالعدو لا يذل اللبنانيين كل يوم، ولم يسرق ثروات لبنان بقدر ما سرقوا، ولم يسرق ودائع اللبنانيين كما فعلوا! وفي مواجهة العدو يكون اللبناني فخوراً بالزود عن وطنه. أما بوجه هؤلاء فهو يشعر بالقهر والذل!  فيتستر هؤلاء خلف شعارات برّاقة ليقتلوا أهلهم اللبنانيين بها. ويحققون تحذير الرب يسوع بقوله “تأتي ساعة يظن فيه من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله” (يوحنا 2:16)… فقط يظن.

أما عناصر دولة حزب الله أو حتى دويلته فهي غير كافية وغير مكتملة. وينقصها حاضنة شعبية غير متوفرة خارج طائفته، وهي لا تلقى إجماعاً حتى في بيئته التي تعاني الأمرين كباقي اللبنانيين، ولا يكفي سلاحه لا بفرضها ولا بالسيطرة عليها. فإرادة اللبنانيين، على الرغم من كل الظروف الصعبة ما تزال مع دولة موحدة، وإن بشكل لامركزي. إن عملية استعادة الدولة هي عملية قيصرية تحتاج لسنوات طويلة ومؤلمة جداً. وأقصر طرقها هو أن يختار حزب الله بنفسه العودة الى “الدولة.

Visited 6 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

سمير سكاف

صحافي وكاتب لبناني