إعادة ترميم النظام الإيراني

إعادة ترميم النظام الإيراني

حسين عابديني

إعادة ترميم الابنية وخصوصا الاثرية منها، تحتاج لموهبة خاص وقبلها إحتراف ولاسيما وإنه من الواضح إن الابنية الاثرية تنتمي لعصور غابرة غير العصر المعاش، کما إن ترميم الابنية التي تعود لهذا العصر ولعقود وأعوام خلت ولاسيما تلك المتهالکة والآيلة الى السقوط منها، تحتاج أيضا الى معاملة خاصة من أجل منحها القوة اللازمة للبقاء واقفة على قدميها لفترة زمنية أخرى، لکننا وعند النظر لما يحدث ويجري حاليا في إيران من جهد ومساع حثيثة من أجل إعادة القوة والهيبة للنظام القائم، نجد إن مايجري لايختلف عن موضوع إعادة ترميم الابنية من أجل أن يبقى واقفا على قدميه ويبقى مستمرا الى إشعار آخر!

إعادة الترميم للأبنية، تحتاج في کثير من الاحيان وبشکل خاص للأبنية المتهالکة والآيلة والمهددة بالانهيار والسقوط، الى التعامل معها بطريقة واسلوب يختلف عن الذي جرب معها عند بنائها لأول مرة، ولذلك يجب إستخدام طرق ومواصفات جديدة من أجل تحقيق الهدف المرجو منه التعامل معها بالطرق والاساليب القديمة لن ينفع ويجعل التهديد باق ومستمر، وقطعا فإن الحالة مع إعادة ترميم النظام الايراني کما يجري حاليا، شئ من هذا القبيل.

هناك ثمة سٶال مهم لابد طرحه ونحن في صدد الخوض في تفاصيل موضوع إعادة ترميم النظام الايراني وهدا السٶال هو؛ لماذا يحتاج النظام الايراني الى إعادة ترميم، وأين يکمن وجه التهديد والخطر الماثل لدفع هذا النظام للإنهيار والسقوط؟ من الواضح جدا إن هناك الکثير من الاسباب والعوامل التي تشترك معا في رسم معادلة سقوط وإنهيار هذا النظام، لکن أهمها على الاطلاق هو النهج الذي يقوم عليه النظام، وتحديدا نظرية ولاية الفقيه الاستبدادية القمعية، فهل سيقوم النظام بإجراء تغييرات في هذه النظرية أو يستبدلها بغيرها من أجل الحيلولة دون سقوطه؟

لايبدو هناك أي مٶشر يدل ويثبت ذلك، خصوصا وإن النظام الذي هزه زلزال عنيف في 16 سبتمبر2022، وإستمر لعدة أشهر من جراء طابوقة”دوريات الارشاد” الفاسدة حيث أخرجها النظام لفترة لکنه سرعان ماأعادها وهو في صدد إسناد هذه الطابوقة الفاسدة بطابوقة”حارسات الحجاب” المشابهة لها قلبا وقالبا، وهذا يعني إن هذا النظام وفي عملية إعادة ترميمه التي يبدو إنها قد موهت على البعض وجعلتهم يعتقدون بأن النظام سيرمم نفسه بما يکفي لجعل بنيانه يبعث على الامل والثقة لدى بلدان المنطقة والعالم، لکن ذلك لم يحدث بأي شکل من الاشکال، بل إن الترميم وفق منطق”وبعد جهد جهيد فسر الماء بالماء”، أو حتى بمنطق”عادت حليمة لعادتها القديمة”!

إعادة الترميم الجارية في هذا النظام الذي يکتنف بنيانه مئات الاسباب للإنهيار والسقوط، إضافة لأنها تجري وفق منطق الاسلوب المعمول والسائد للنظام، وهو لن يغير من الامر شيئا بل يبقي الحال على ماهو عليه ولاسيما وإن النظام وبدلا من الانفتاح على الشعب والمعارضة الرئيسية والاعتراف بالاخطاء فإن قضائه يصدر لائحة  يطالب بموجبها ب”104″ من أعضاء المقاومة الايرانية من أجل محاکمتهم في طهران وإلحاقهم برفقائهم من ضحايا مجزرة صيف 1988، فأي ترميم مزعوم هذا الترميم؟!

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عابديني

سياسي ومعارض إيراني