النظام الايراني يأخذ ولايعطي!
حسین عابديني
المراهنة غير المجدية للبعض من الذين أعتقدوا بأنه من الممكن أن يتخلى النظام الايراني عن سياساته العدوانية الشريرة ويجنح الى التآلف والتعايش السلمي مع شعوب المنطقة والعالم، إصطدمت دائما وبصورة ملفتة للنظر بإصرار هذا النظام على مواصلة نهجه وعدم التخلي عنه.
هذا النظام يٶکد دائما على حرصه على أمن وإستقرار المنطقة ويزعم بوقوفه ضد التدخلات الخارجية ومن إن أمن وإستقرار المنطقة هو من شأن الدول المتواجدة فيها، لکن کلام هذا النظام فيه الکثير من التناقض والتخبط، ذلك إن سياساته ونهجه وماقام ويقوم به هو الذي شجع أکثر من طرف إقليمي أو دولي يتخوف مما يجري وبالتالي يتدخل من زاوية وأخرى من أجل حماية مصالحه أو أمور أخرى مماثلة.
النظام الايراني الذي إعتمد ويعتمد على إشاعة أجواء الفوضى والدمار والفلتان الامني في المنطقة من أجل التصيد في المياه العكرة ونشر الافكار والمفاهيم المتطرفة وتأليب الشعوب ليس على أنظمتها الوطنية فقط بل وحتى جعلها تختلف وتنقسم ضد بعضها البعض، هذا النظام وبهذه الصورة، يعتبر تهديدا جديا للسلام والامن والاستقرار وللقيم الانسانية ومن العبث تصديق مزاعمه الواهية بشأن الانفتاح على العالم والمساهمة في التحركات المبذولة من أجل التصدي للتطرف الديني والارهاب وزعمه المثير للسخرية بأنه ضحية لذلك والذي لايصدقه أحد، إذ إنه وكما أثبتت الاحداث والتطورات وبلغة الارقام والادلة والمستمسكات، يشكل بٶرة التطرف الديني والارهاب في العالم كله.
التفاوض والمساومة وأي شكل أو صيغة من الاتصال والتواصل مع هذا النظام، هي مجرد مضيعة للوقت ذلك إن هذا النظام قد دأب دائما على مد يد للمصافحة والاتفاق والتعاون مع دول المنطقة والعالم، فإنه يقوم بيده الاخرى تنفيذ مخططات شريرة على العكس من ذلك تماما، وإن الطريق والخيار والاسلوب الاجدى والافضل إقليميا ودوليا للتعامل والتعاطي مع هذا النظام هو عبر مواجهته وعدم السماح له بنشر أفكاره وطروحاته المضللة الضارة المضرة بالانسانية والحضارة والتقدم. وإن ترسيخ وتقوية الجبهة المضادة له هو أفضل رد عملي على ممارسات وأضاليل هذا النظام الذي صار واضحا من إنه يشكل خطرا وتهديدا ليس على الشعب الايراني لوحده وإنما على العالم كله.
الملاحظة الاهم التي نجد من المفيد جدا أخذها بنظر الاهمية والاعتبار، إنه وفي غمرة الاتفاقيات الدولية والاقليمية المبرمة مع هذا النظام، فإنه يحرص دائما على قائمة بمطالبه، لکنه وعند مطالبته بما قد تعهد بتقديمه طبقا للإتفاقيات المبرمة معه والتي وقع عليها، فإنه يظل يدور ويماطل ويسعى للمناورة بتقديم تفاسير أخرى لبنود في الاتفاقيات غير واردة فيها، لکنه وفي نفس الوقت يزداد إصرارا على تلبينة مطالبه الواحدة تلو الاخرى بحيث يظهر واضحا للعيام بأنه يأخذ على الاغلب ولايعطي، أما لماذا لايعطي، فإن السبب يتعلق بنهجه الذي يرفض التخلي عنه، إذ وعندما تتم مطالبته بالکف عن تدخلاته أو تقليلها وتحديد علاقاته مع أذرعه، فإن هذا النظام يجد في ذلك تهديدا لأمنه وإجراءا يخدم أعداء النظام والمتربصين به!!