مصادر فلسطينية لـــ “السؤال الآن”: جولات القتال في عين الحلوة ستكرر واتفاق الجيش اللبناني و”فتح” يحسمها
السؤال الآن ــــ فاطمة حوحو
مع عودة الاشتباكات وتردد الاخبار عن اتفاق جديد لوقف النار في مخيم عين الحلوة قد يصمد ساعات ثم ينهار او لا ينفذ، توقعت مصادر فلسطينية متابعة ان تستمر الأوضاع على حالها، وان تتكرر جولات القتال غير حاسمة”، مستدركة “الا اذا تم تنفيذ اتفاق غير معلن بين “حركة فتح” والجانب اللبناني بالحسم”.
وأوضحت في حديث إلى “السؤال الآن” ان “التنظيمات الإسلامية المتطرفة التي تسببت بالمعارك الأخيرة في عين الحلوة، هي بقايا مجموعات متطرفة تابعة أو متأثرة بالقاعدة وداعش، بدءا بعناصر مجموعة الضنية الذين ادخلوا إلى مواقع على أطراف عين الحلوة، وبقايا عناصر مجموعة عبدالله عزام، وفتح الإسلام، وجند الشام، والذين تأطروا فيما يعرف بالشباب المسلم. هؤلاء بغالبيتهم ليسوا من نسيج المخيم، وكثير منهم من جنسيات لبنانية وعربية”.
واشارت إلى أن “هذه المجموعات لا صلة لها بعصبة الأنصار التي باتت أقل تطرفا، وهي من نسيج المخيم، وتعتبر حاليا ضمن المجموعات التقليدية في المخيم. كذلك تلك المجموعات لا ترتبط بالحركة الإسلامية المجاهدة بزعامة الشيخ جمال خطاب، إذ إن هذه الحركة هي أيضا من نسيج المخيم، وتعد حركة إسلامية معتدلة”.
واتهمت التنظيمات الاسلامية التي تفتعل المعارك في المخيم تمول من أجهزة أمنية محلية وإقليمية، ولا ارتباطات لها بحزب الله كما يشاع”.
وعما إذا كان الوضع سيتجه نحو ضرب هذه المجموعات في مخيم عين الحلوة كما حصل سابقا في مخيم نهر البارد عندما اضطر الجيش اللبناني الى ضرب ارهابيي تنظيم فتح الاسلام، استبعدت هذه المصادر مثل هذا السيناريو وقالت: ان تفجير الوضع داخل مخيم عين الحلوة وفق مصادر متعددة، كان بسبب التقاطع أي انه جاء نتيجة ضغط مزدوج: لبناني للدفع باتجاه اختيار قائد الجيش للرئاسة كضرورة أمنية، وفلسطيني لمزيد من الضغط على فتح والرئيس محمود عباس للقبول بما هو متاح سياسيا من أميركا والأنظمة العربية، وبالطبع لمصلحة إسرائيل. والوضع حتى الآن يختلف عن نهر البارد. فلا الوضع الرسمي اللبناني قادر على المعركة، ولا البيئة جاهزة لذلك، والشباب المسلم محصورون في بقعة صغيرة وغير منتشرين في المخيم، والقضاء عليهم ليس صعبا عسكريا، لكن بحاجة لقرار سياسي محلي (رسمي ومن حزب الله) واقليمي”.
يذكر إنه كما كان متوقعا، وبما ان الضالعين في اغتيال القيادي الفتحاوي العميد ابو اشرف العرموشي لم يتم تسليمهم الى العدالة، اندلعت مساء امس، جولة قتال جديدة في عين الحلوة، وتجددت صباحا قبل ان تتردد معلومات عن اتفاق لوقف النار.
وكانت الاشتباكات المسلحة في المخيم بين حركة “فتح” و”الاسلاميين” تجددت صباحا على محور البركسات التعمير الطوارئ، وكانت حدتها تخف حيناً وتشتد أحياناً، وسجلت حصيلتها ليلاً سقوط 6 جرحى مدنيين من بينهم رجل مسن تم نقلهم الى مستشفيي حمود والهمشري للمعالجة.
وأجرى رئيس المجلس النيابي نبيه بري اتصالات بالشخصيات السياسية لتهدئة الأوضاع في مخيم عين الحلوة.
وأكدت “هيئة العمل الفلسطيني المشترك” في بيان، “ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار فورا وإفساح المجال أمام هيئة العمل الفلسطيني المشترك في منطقة صيدا، لأخذ دورها في تثبيت الأمن والإستقرار وتعزيز دورها في معالجة الأحداث الأخيرة في المخيم”.
ونتيجة للمستجدات الأمنية في المخيم، أصدرت الجامعة اللبنانية بياناً أعلنت فيه أن “بسبب الاوضاع الامنية المستجدة في صيدا وحرصاً على سلامة الطلاب والعاملين، تُقفل فروع الجامعة اللبنانية في مدينة صيدا اليوم الجمعة، كما وتؤجل الامتحانات التي كانت مقررة اليوم الى موعد لاحق على أن تصدر رئاسة الجامعة اللبنانية بيانات لاحقة وفق تطور الاوضاع، متمنية للجميع السلامة والأمان”.
وإنفجرت قذيفة صاروخية فوق سرايا صيدا من جرّاء الإشتباكات الحاصلة في المخيّم.
وأفادت غرفة التحكم المروري بقطع السير من الاتوستراد الشرقي – صيدا واوتوستراد الغازية وتحويله الى الطريق البحرية.
https://twitter.com/i/status/1699998244665790487
وكانت الاشتباكات تجدّدت مساء أمس الخميس وجرى تبادل لإطلاق النار بين عناصر “فتح” والعناصر الإسلامية المتشدّدة داخل مخيم عين الحلوة بعد ما يقارب الشهر على توقف اطلاق النار.
وسبق تجدد الاشتباكات إلقاء قنبلة يدوية بين منطقتي بُستان القدس والتعمير، مما تسبب بحالة هلع بصفوف أهالي المنطقة ولم يفد عن وقوع اصابات.