زلزال المغرب: ظروف صعبة في الملاجىء المؤقتة .. والمراكشيون في العراء
السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير
يواجه كثير من الناجين من الزلزال الذي ضرب المغرب ظروفا صعبة في الملاجئ المؤقتة التي يحتمون بها بعد أن قضوا ليلة خامسة في العراء. واستبد الياس بأشخاص في مناطق نائية عزلتها الانهيارات الأرضية الناجمة عن الزلزال، فيما تكثفت جهود الإغاثة في الأماكن التي يمكن الوصول إليها من خلال إقامة مخيمات إيواء وتوزيع الغذاء والمياه.
وقال التلفزيون الرسمي إن الزلزال الذي بلغت قوته 7 درجات وضرب جبال الأطلس الكبير، حصد أرواح 2901 شخص وتسبب في إصابة 5530. وانضمت فرق إنقاذ من إسبانيا وبريطانيا وقطر لجهود البحث المغربية عن ناجين، وقالت إيطاليا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا إن المغرب لم يوافق بعد على عروضها لتقديم المساعدة.
ولا يزال رجال الإنقاذ يكافحون للوصول إلى القرى الجبلية النائية التي تضررت بشدّة جراء الزلزال في محاولة للعثور على أحياء تحت الركام، فيما أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر نداء عاجلا لجمع مئة مليون فرنك سويسري، أيّ ما يعادل 112 مليون دولار تقريبا؛ لتلبية احتياجات ضحايا الزلزال الذي ضرب المغرب.
وأجلت عناصر الدرك الملكي المغربي الناجين من الزلزال المدمر في قرية طلعت يعقوب بمروحية عسكرية بعد أن عاش العديد منهم في ملاجئ مؤقتة، كما أظهرت صور جوية حجم الدمار الهائل الذي تعرّضت له منطقة تلات نيعقوب.
وأبدى العاهل المغربي تضامنه من خلال زيارة بعض المصابين في مستشفى قريب من مركز الزلزال، كما تبرع بالدم.
وأوردت “وكالة المغرب العربي للأنباء” الرسمية بأن الملك محمد السادس تفقد المستشفى الذي يحمل اسمه بمدينة مراكش، حيث تابع خدمات الإنعاش والرعاية المقدمة لمصابي الزلزال، بالإضافة لتفقد أوضاع الناجين.
من جهة ثانية، وفي تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، افيد عن أن الكارثة تسببت في هدم عدة بيوت أو إصابتها بأضرار في الأحياء الشعبية بمدينة مراكش العتيقة، على غرار حي الملاح التاريخي، الذي كان يقطنه في الماضي اليهود على وجه الخصوص، بينما لا يزال الخوف من انهيارات أخرى مسيطرا على السكان.
وتصف سعيدة ميروش (56 عاما) الوضع قائلة “بعض السكان، مثل والدي، وجدوا ملجأ عند أقارب لنا لكنّ الكثيرين يعيشون في العراء”، قبل أن تشير إلى الشقوق التي تتخلل البيت الذي نشأت فيه.
وتضيف “ليست لدينا الإمكانيات للقيام بالإصلاحات، جاء مسؤولون للاستطلاع لكنهم لم يخبرونا بأي شيء، لا أدري ماذا سنفعل. هل سينهار البيت ؟ لا أعرف”.
ومن المنتظر أن يصل مهندسون معماريون الأربعاء إلى الحي بينما واصلت فرق من وزارة التعمير والإسكان جولات تفقدية الثلاثاء. لكن لم يتم بعد القيام بأي إحصاء رسمي للبيوت المتضررة.
ومن جهته، أوضح رئيس هيئة المهندسين المعماريين في المغرب شكيب بن عبد الله لوكالة الأنباء الفرنسية “سوف نقوم بالتشخيصات اللازمة… لنرى ما إذا كان يجب إخلاء البيوت أو القيام بأشغال تدعيم”.
وتابع “لا تخلّف الزلازل بيوتا مهدمة فقط بل أيضا مبان تظل قائمة لكنها تشكل خطرا جد كبير”، مشيرا إلى أن المدينة العتيقة تضم بيوتا قديمة جدا من الطين.
ويمكن لهذا النمط المعماري أن يزيد من هشاشة تلك المباني في حالة هطول أمطار، كما يتابع مؤكدا “سوف نعمل بأسرع وقت ممكن” لتقييم المخاطر.
وفي انتظار ذلك، يبقى القلق يسيطرعلى السكان الذين يترقبون مرور أية جرافة من الآليات التي تجوب أزقة الحي الضيقة.
وقد حددت السلطات مركزا لإيواء السكان الذين تهدمت بيوتهم في مراكش، “لكن لا أحد يريد أن يذهب إليه لأنه بعيد جدا خارج المدينة”، كما تقول سعيدة ميروش.
على غرار، زينب خولاكي، وهي أرملة عمرها 67 عاما، التي تفضل البقاء مع ثلاثة من أبنائها وأربعة أحفاد فضلا عن عدة جيران، في مخيم عشوائي أقاموه وسط الحي. وهم يتلقون المواد الغذائية وبعض المواد الأساسية بفضل تضامن سكان المدينة العتيقة.
وكان رئيس الوزراء عزيز أخنوش قد أكد الإثنين أن السكان الذين هدمت بيوتهم “سيتلقون تعويضات”، موضحا “سيكون هناك عرض واضح سنحاول تحضيره هذا الأسبوع” في هذا الشأن.
أما الأطفال، الذين هدمت أيضا مدرستهم، “لم يغيروا ملابسهم منذ ليل الجمعة”، بحسب زينب. وهي تعمل في ساحة جامع الفنا الشهيرة وسط المدينة حيث تعرض نقوش الحناء للسائحات.
واشتكت العديد من السيدات حولها حالهن حيث لا يعرفن ما إذا كنّ سيحصلن على مأوى ومتى. إذ تقول إحداهن “أين السلطات؟ أين الحكومة؟ لماذا لم تنصب خيام في إحدى الساحات الرئيسية”، مفضلة عدم ذكر اسمها. وترد سيدة أخرى ساخرة “لأن ذلك لن يعجب السياح”.