كيم وبوتين تعاون مشترك ضد تجمع الشر

كيم وبوتين تعاون مشترك ضد تجمع الشر

د.خالد العزي

أكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم إنه واثق من أن موسكو ستحقق “نصراً كبيراً” على أعدائها، وأشاد بجيش روسيا “البطل”.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن كيم قوله “نحن واثقون من أن الجيش الروسي والشعب الروسي سيحققان بالتأكيد نصراً كبيراً في النضال المقدس لمعاقبة تجمع الشر”.

وقال كيم لبوتين في قاعدة فوستوشني الفضائية الروسية: “إنني على قناعة تامة بأن الجيش الروسي والأمة الروسية البطلة سيحملان إرث النصر على نحو عظيم، ويظهران الفضائل التي لا تقدر بثمن، والشرف على جبهات العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا.

من جهته، أشاد بوتين “بتعزيز علاقات التعاون والصداقة مستقبلاً بين بلدينا”. وقال للصحافيين في وقت لاحق إنه يرى “إمكانات” للتعاون العسكري مع كوريا الشمالية. وقال إن موسكو ستساعد كوريا الشمالية على بناء أقمار اصطناعية، ملمحاً إلى أن البلدين قد يناقشان أيضاً التعاون العسكري.

وكان مسؤولون أميركيون ومراقبون قالوا إن روسيا مهتمة بشراء ذخائر كورية شمالية لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا.

والتقى الزعيمان في قاعدة فوستوتشني الفضائية في أقصى الشرق الروسي، ثم جالا في منشأة جمع مركبات أنغارا الفضائية ومجمع إطلاق سويوز-2 ومجمع إطلاق أنغارا الذي لا يزال قيد البناء.

وبالتزامن مع زيارة كيم لروسيا، أطلقت بيونغ يانغ صاروخين باليستيين، حسب ما أعلن الجيش الكوري الجنوبي، في اختبار جديد ينتهك العقوبات.

وتسعى روسيا للوصول إلى مخزون كوريا الشمالية من قذائف المدفعية، في حين تبحث بيونغ يانغ عن المساعدة في تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية، وتحديث معداتها العسكرية التي تعود إلى الحقبة السوفياتية، حسب ما قال لوكالة “فرانس برس” آن تشان إيل، مدير المعهد العالمي لدراسات كوريا الشمالية.

وأضاف: “إذا زوِّدت روسيا براجمات صواريخ وغيرها من قذائف المدفعية من كوريا الشمالية بكميات كبيرة، قد يكون لذلك تأثير كبير على الحرب في أوكرانيا“.

من جهته، حذّر البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، من أن كوريا الشمالية “ستدفع الثمن” إذا زودت روسيا بأسلحة للحرب في أوكرانيا.

وقد أثار الاجتماع بوتين وكيمقلق الولايات المتحدة وحلفائها، بكونهمات سوف يوسعان التعاون بينهما تحت شعار العداء الى امريكا. وهناك أيضًا مزاعم في واشنطن بأن موسكو تريد الحصول على المزيد من الذخيرة من العيار السوفياتي لإحباط الهجوم المضاد الأوكراني، الأمر الذي من شأنه أن يجبر أمريكا وشركائها على البحث عن حل وسط.

طبعا زيارة الرئيس الكوري الشمالي الى روسيا نوع من فتح التعاون العلني بين الطرفين من خلال العمل المشترك ضد عدو واحد وبالمقابل روسيا ترى بان احتضانها العلني للنظام الكوري سيؤمن لها ورقة قوية للمساومة مع الولايات المتحدة ومن ناحية اخرى تريد القول بانها تعزز حضورها في الشرق، ومن هنا يتلاقى الجميع على ان روسيا، وبالمناسبة كان الحذر والبرودة تسيطر على علاقات كوريا بروسيا، لكن بعد بدء الصراع في أوكرانيا، أصبحوا قريبين مرة أخرى. ويحاول كيم تعزيز دور الحليفين التقليديين موسكو وبكين في أعين الدول الأجنبية وإظهار أن كوريا الشمالية جزء من جبهة موحدة ضد واشنطن.

روسيا تريد الحصول من كوريا الشمالية من  قذائف المدفعية والصواريخ ذات التصميم السوفياتي، التي تمتلك منا  عشرات الملايين ،وفي المقابل، سيطلب كيم المساعدة في مجالات الطاقة والغذاء، وفي نقل التقنيات اللازمة لإنشاء صواريخ باليستية عابرة للقارات، وغواصات مزودة بأسلحة نووية، وأقمار تجسس صناعية.

وفي المقابل تتهم كوريا الشمالية الولايات المتحدة بتأجيج الأزمة في أوكرانيا. وإنها الدولة الوحيدة، إلى جانب روسيا وسوريا، التي اعترفت باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، وأوضحت أنها تستطيع إرسال شركات بناء إلى هناك للمساعدة في إعادة بناء هاتين المنطقتين.

وبالمقابل عرقلت روسيا، مثل الصين، الجهود الأمريكية لتوسيع العقوبات ضد كوريا الشمالية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. واتهمت واشنطن بزيادة التوتر في شبه الجزيرة الكورية من خلال توسيع التعاون العسكري مع كوريا الجنوبية واليابان. وتزايدت التكهنات حول التعاون العسكري بين الاتحاد الروسي وكوريا الديمقراطية بعد أن زار وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بيونغ يانغ في يوليو/تموز. وحضر عرضا عسكريا هناك. وبعد زيارة شويغو، زار كيم المصانع العسكرية ودعا العمال إلى تسريع إنتاج الذخيرة وإنتاجها.

وأعرب جون فاينر، نائب مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، عن قلقه بشأن المبيعات المحتملة للأسلحة الكورية الشمالية لروسيا. لكن بعض المحللين يقولون إن لقاء بوتين بكيم هو لفتة رمزية أكثر من كونه علامة على تعاون عسكري حقيقي. لقد حافظت روسيا دائمًا على سرية تقنياتها العسكرية حتى عن أقرب شركائها، مثل الصين. ولن ترغب في مشاركتها مقابل كمية محدودة من الذخيرة، والتي يتعين نقلها على طول خط سكة حديد صغير يربط بين الاتحاد الروسي وكوريا الديمقراطية. فالامريكان يترقبون ماذا سينتج عن اللقاء القادم كي يقوم بخطوة استباقية لدعم اوكرانيا بمعدات لوجستية مناسبة .

اذن إن إمدادات الذخيرة الكورية الشمالية إلى موسكو ليست مستبعدة. لقد جمعت كوريا الديمقراطية كمية كبيرة جدًا من الذخيرة من العيار السوفياتي – 122 ملم و 152 ملم الى مدافع الهاوتزر والبنادق.  وهناك مناجم لقذائف الهاون. وهذه كوادر موجودة في الجيش الروسي وربما تكون موجودة في كوريا الشمالية. قد يتم إرسال مدافع الهاوتزر السوفياتية D-30. لكن من غير المرجح أن يرسل الكوريون صواريخ. وهذا سلاح تكنولوجي، وفي الجيش الروسي لا يتحدثون الكورية.

أما بالنسبة للأسلحة النووية، فإن روسيا لا تنقلها إلى أحد. من الممكن فقط تسليم غواصات الديزل الروسية. و يمكن لروسيا تزويد كوريا الشمالية بأنظمة الدفاع الجوي – S-300 وPantsir MANPADS.

 

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. خالد العزي

أستاذ جامعي وباحث لبناني