النظام الايراني يعرف أصل الموضوع وأساسه
حسين عابديني
بداية لا بد من القول بأن هناك أنظمة دکتاتورية في العالم مع کل ماتقوم به وتبذله من مساع وجهود من أجل التغطية والتستر على الاوضاع السائدة في بلدانها لکنها ولأنها تشعر بأن إخفاء الحقيقة کلها يفضح کذبها کله! ولذلك ومن أجل إضفاء ثمة واقعية ومصداقية على مزاعمها وإدعاءاتها فإنه تلجأ من أجل ذلك للإعتراف بوجود معارضة لها وبأخطاء وتقصيرات لها في کذا مجال ومجال، لکن مع النظام الدکتاتوري السائد فإن القصة تجري بسياق مختلف تماما، فهذا النظام لايعترف بأية معارضة حتى لو تم إبادة آلاف من معتقليها السياسيين في جولة واحدة، کما لايعترف أيضا بأخطائه وتقصيراتها بل إنه سعى ويسعى من إيجاد شماعات ليعلق عليها أخطائه والفظائع المروعة التي إرتکبها.
العالم کله يعرف جيدا بأنه من الصعب جدا أن يکون هناك اليوم نظام دکتاتوري قمعي إستبدادي يمکن أن يشبه النظام الدکتاتوري القائم في إيران. هذا النظام بذل ويبذل جهده من أجل إيجاد مختلف الحجج والمعاذير لما يحدث في إيران من رفض وکراهية له لکنه حرص ويحرص وبصورة ملفتة للنظر إبقاء نفسه منزها عن کل خطأ وتقصير.
التسميات والاعذار والحجج والتبريرات التي قادها ويقودها هذا النظام الدکتاتوري من أجل تنزيه نفسه عن ماضيه الاسود طوال 44 عاما من الحکم الاستبدادي، تتبدد وتتلاشى تماما ولاسيما خلال الاجتماعات الخاصة التي يعقدونها ويسمون الاشياء بأسمائها خلالها وکما يقول المثل”ذاب الثلج وبان المرج”، ونفس الشئ عندما يقوم المتابع للشأن الايراني بقراءة مابين سطور مايرد من تصريحات وخطب وأحاديث من جانب قادة النظام ومسٶوليه.
الملاحظة المهمة هنا التي من المهم الانتباه إليها جيدا هي إن النظام في ذلك الوقت تحديدا کان لايزال يعيش حالة من التخبط والتناقض وکان يتخوف من أي تحرك ونشاط يمکن أن يعيد الناس الى الشوارع والساحات، ولذلك قام بما قام به من أجل دفع الامور بذلك الاتجاه الذي يخدمه ولکن ذلك لم يغير ولن يغير من المسار الحقيقي للأوضاع والامور ولاحتى تمکن من التأثير على أصل الموضوع وأساسه والذي هو السعي من أجل تغيير النظام وهو موضوع يعرفه النظام جيدا!