تركيا تقتل 10 اشخاص بغارة على موقع كردي وتضيق على صحفي معارض
السؤال الآن ــــ وكالات
بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفع عدد قتلى استهداف طائرة تركية لموقع عسكري كردي بريف الحسكة إلى 10 أشخاص.
وكان مسؤول بوزارة الدفاع التركية، أفاد اليوم إن شن عملية برية في سوريا من بين الاحتمالات التي قد تبحثها تركيا بعد أن خلصت أنقرة إلى أن مهاجمين اثنين فجرا قنبلة قرب بنايات حكومية مطلع الأسبوع أتيا من سوريا.
وأضاف المسؤول “هدفنا الوحيد هو القضاء على المنظمات الإرهابية التي تشكل تهديدا لتركيا. عملية برية هي أحد الخيارات للقضاء على هذا التهديد لكنها ليست الخيار الوحيد بالنسبة لنا”.
وفي وقت سابق من اليوم، قالت الإدارة الذاتية الكردية لشمال شرقي سوريا إن استهداف تركيا مواقع تابعة لها سيؤثر سلبا على جهود مكافحة تنظيم داعش. وأضافت بعد استهداف الطيران التركي موقعا عسكريا تابعا لها في ريف الحسكة أن مثل هذه الهجمات “ستفضي لمشروع فوضى كبير”. وحثت الإدارة الذاتية الكردية المجتمع الدولي والتحالف الدولي وروسيا على اتخاذ مواقف “فعالة ورادعة لتركيا”.
وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، قال امس إن البنية التحتية لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في العراق وسوريا “أهداف مشروعة” للقوات المسلحة التركية، بينما أعلن حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عن هجوم استهدف مديرية الأمن في أنقرة يوم الأحد الماضي وأسفر عن إصابة ضابطين.
حكم بالسجن على صحفي معارض لم ينفذ
من جهة أخرى، أصدرت محكمة تركية امس حكما بالسجن على رئيس تحرير محطة تلفزيونية معارضة عامين ونصف العام بعد اتهامات وجهت إليه بنشر دعاية تتعلق بمؤسس حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان. لكن رئيس تحرير قناة “تيلي 1” مردان ينارداغ أطلق سراحه نظرا إلى أن عقوبات السجن لمدة أقل من ثلاث سنوات نادرا ما تطبّق في تركيا. ويرى أنصار ينارداغ أن قضيته تؤكد تراجع الحريات المدنية والإعلامية على مدى عقدين من حكم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان المحافظ.
ويعتقد أنصار الصحافي التركي أن محاكمته تؤكد تراجع الحريات المدنية والإعلامية في البلاد خلال العقدين الذين حكم فيها الرئيس رجب طيب إردوغان البلاد. وتسلط الضوء أيضا على الانقسامات العميقة داخل المجتمع التركي بشأن طريقة تعامله مع الأقلية الكردية المضطهدة منذ زمن بعيد.
وكان من الممكن أن يصدر حكم بسجن ينارداغ (64 عاما) عشر سنوات بتهمة نشر “دعاية إرهابية” و”الإشادة بمجرمين” في أحد برامجه في حزيران/يونيو، لكن محكمة في اسطنبول قضت بسجنه لعامين ونصف العام بعدما دانته بتهمة نشر الدعاية.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن ينارداغ قوله أمام المحكمة “تم توقيفي بسبب تصريحات أدليت بها في أحد البرامج.. الأمر الوحيد الذي قمت به خلال البرنامج هو انتقاد سياسات” الحزب الحاكم.
وتساءل ينارداغ عن سبب إبقاء أوجلان، الذي قاد تمردا أطلقه حزب العمال الكردستاني المحظور إلى حين قبض القوات التركية عليه عام 1999، قيد الحبس الانفرادي على جزيرة في بحر مرمرة.
وقال في حزيران/يونيو “لو أن إجراءات السجن الطبيعية طبّقت، لكان من المفترض أن يطلق سراحه أو يوضع قيد الإقامة الجبرية. لا مكان للعزل المطبق بحق أوجلان في القانون. يجب رفعه”.
وأضاف أن “عبد الله أوجلان ليس شخصا يستخف به. تحول تقريبا إلى فيلسوف في السجن إذ أن لا شيء لديه للقيام به غير القراءة. إنه شخص ذكي جدا يفهم السياسة جيدا”.
وشدد ينارداغ على أن تصريحاته أخرجت عمدا عن سياقها ونشرها أعضاء من حزب إردوغان “العدالة والتنمية” وشخصيات قومية متشددة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وذكرت محطة “تيلي1” بأن ينارداغ كان في الواقع ينتقد مقترحا لنواب من حزب العدالة والتنمية لإعادة إطلاق عملية سلام جرت بين العامين 2013 و2015 مع قادة التمرد الأكراد.
وتصنف تركيا وحلفاؤها في الغرب حزب العمال الكردستاني ضمن المنظمات الإرهابية لإطلاقه تمردا دام أربعة عقود وأسفر عن سقوط عشرات آلاف القتلى. واعتبر إردوغان المحادثات في البداية فرصة للطرفين لوضع حد للعنف وإيجاد حل دائم يقوم على إعطاء الأكراد حقوقا ثقافية أوسع في جنوب شرق تركيا. لكنه انسحب منها بعدما تم اغتيال عنصرين في الشرطة في تموز/يوليو 2015 في عمليتين أعلن حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عنهما في البداية قبل أن ينبذهما لاحقا.
وسرعان ما استأنفت تركيا بعد ذلك عملياتها العسكرية ضد المجموعات الكردية التي تمددت مذاك إلى شمال العراق وأجزاء من سوريا.
وبدأ النقاش في “تيلي1” بشأن أوجلان بعد وقت قصير من الهزيمة التي ألحقها إردوغان بزعيم المعارضة العلماني كمال كيليتشدار أوغلو في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في أيار/مايو.
وتقارب كيليتشدار أوغلو في البداية مع المجموعات الكردية قبل أن يبدل موقفه بعد الجولة الأولى في محاولة واضحة لخطف أصوات القوميين من إردوغان. ويحاول حزب إردوغان حاليا كسب الناخبين الأكراد قبيل انتخابات آذار/مارس البلدية التي تهدد بوضع حد لسيطرة المعارضة على مدن مهمة مثل اسطنبول وأنقرة.
وبدا أن ينارداغ كان يحاول خلال البرنامج الإشارة إلى التناقضات في مقاربة حزب العدالة والتنمية المرتبطة بأوجلان والقضية الكردية. وقال على الهواء “تحتجزونه رهينة وتتفاوضون معه”.