“طوفان الأقصى”: إسرائيل تدمر كل شىء .. وتنفي علمها بتقارير عن هجوم “حماس”
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم السادس لانطلاقة عملية “طوفان الأقصى” شن الطيران الاسرائيلي فجر وصباح اليوم، سلسلة غارات على مناطق سكنية ومنازل خلفت عشرات الشهداء غالبيتهم من الأطفال والنساء. وأدت إلى تدمير مؤسسات المدنية ومشاريع البنى التحتية، فيما أطلق الفلسطنيون رشقات من الصواريخ باتجاه تل أبيب وعسقلان وبئر السبع وحيفا. بينما اكد وزير الطاقة والبنية التحتية يسرائيل كاتس، معلقا على موضوع تأمين المساعدات الإنسانية لغزة، إنه “لن يتم تشغيل أي مفتاح كهربائي، ولن يتم فتح خط مياه، ولن تدخل أي شاحنة وقود حتى تتم إعادة المختطفين الإسرائيليين إلى ديارهم. تعامل إنساني مقابل تعامل إنساني، ولن يعظنا أحد بالأخلاق”.
خسائر الطرفين ترتفع
وبحسب الاحصاءات الأخيرة وصل عدد الشهداء منذ اليوم الأول للعدوان إلى أكثر من 1200 شهيدا، بالإضافة إلى 5489 جريحا، فيما تشير أرقام أوردتها الأمم المتحدة إلى تدمير أكثر من 2540 وحدة سكنية دمرت، ونزوح 338 ألف مدني نزحوا من بيوتهم داخل القطاع المحاصر منذ أكثر من 17 عاما.
بينما ارتفع عدد القتلى الإسرائيليين إلى 1300، فيما أصيب حوالي 3300 آخرين، من بينهم 28 في حالة حرجة و350 في حالة خطيرة، بحسب ما أفادت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية “كان”.
عمليات القصف
في التفاصيل، شن طيران الجيش الاسرائيلي فجرا سلسلة غارات على مناطق سكنية ومنازل والابراج والمباني العالية في غزة وطال القصف منزلا قرب ملعب اليرموك وسط مدينة غزة، كما قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة المطوق في منطقة المسجد الغمري بجباليا البلد، فيما قامت زوارق جيش الاحتلال بغارات غرب مدينة خانيونس، بينما استهدفت مدفعية الاحتلال أراضي زراعية شرق القرارة شرقي محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه لم يتخذ بعد قرارا بشأن أي توغل بري في قطاع غزة، لكنه يستعد له.
وردا على قصف المدنيين قامت المقاومة بإطلاق صواريخ، إذ سجل سقوط أحدهم قرب مستوطنة أريئيل شمال الضفة، كما اطلقت صواريخ تجاه تل أبيب ودوت صفارات الإنذار في نتانيا، مع سقوط صواريخ في شرقها وفي بلدة قلنسوة وشمال الضفة الغربية.
من جهة أخرى تم نقل 15 شهيدا حتى الآن من المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي شارع النزهة بجباليا البلد.
كما نقل عدد من الإصابات من جراء استهداف طائرات الاحتلال لمنزل في مخيم الشاطئ غرب غزة ولاحقا أفيد عن سقوط 10 شهداء.
اللجنة الدولية للصليب الاحمر
من جهتها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم إنها على اتصال مع حماس والإسرائيليين بشأن ملف الرهائن، وذلك بصفتها “وسيطا محايدا”.
وأضافت: “مستعدون لإجراء زيارات إنسانية وتسهيل إطلاق سراح الرهائن”، مشيرة إلى أن “المستشفيات في غزة تتحول إلى مشارح بسبب توقف الأجهزة الطبية جراء انقطاع الكهرباء”.
رواية الجيش الاسرائيلي
من جانبه قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد دانيال هاغاري: “قبل وقت قصير، اكتملت موجة من الهجمات ضد قوة الكوماندوز التابعة لحماس في جميع أنحاء قطاع غزة، بناء على المعلومات الاستخبارية التي حصلنا عليها خلال استجواب المسلحين الذين تم أسرهم.
وأشار إلى أنه “لا تزال هناك حوادث واشتباكات متفرقة، تم قتل خمسة مسلحين في أربع مواجهات واشتباكات في اليوم الأخير، وأسرنا اثنين غير مسلحين في الميدان”، مضيفا أنه “منذ بداية الحرب، قمنا بإبلاغ 220 عائلة من قتلى الجيش الإسرائيلي بسقوط أفراد من عائلاتهم، وأبلغنا 81 عائلة مختطفة حتى الآن“.
وأشار المتحدث العسكري أيضا إلى التقارير التي تفيد بوجود تحذير استخباراتي بشأن هجوم حماس: “لم يكن هناك تحذير استخباراتي بشأن هذا الحادث. لم يكن لدينا أي فهم لمثل هذا الحادث. كانت هناك إشارات معينة في الليلة السابقة، ولكن ليس لمثل هذه الخطوة وليس تحذيرا، وسنحقق في كل شيء بدقة“.
وأوضح أن حوالي 2000 مسلح من حماس تسللوا إلى غلاف غزة في بداية العملية يوم السبت وتمكنوا من العودة إلى القطاع.
وانتقدت وزيرة المواصلات ميري ريغيف، أداء الجيش ورفعت صوتها ضد رئيس الأركان اللواء هرتسي هاليفي خلال جلسة المجلس الوزاري السياسي الأمني “الكابينيت” الليلة الماضية، ودافع غالانت عن رئيس الأركان واضطر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى التدخل، وتهدئة الأوضاع.
نقل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عن وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة قولها إن القصف العنيف الذي تشنه إسرائيل على القطاع، تسبب بتدمير ما لا يقل عن 2540 وحدة سكنية في القطاع أو جعلها غير صالحة للسكن.
من جانبه، قال قائد قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي، رافي ميلو، اليوم ، إنه “نرصد أن حماس دخلت إلى حرب طويلة، ولمدة شهر على الأقل، ولذلك هي تدير إطلاق النيران بالوتيرة الحالية”.
وأضاف أنه “أدركنا منذ البداية أننا ندخل لحرب واستدعينا عشرات كتائب الإنقاذ للدفاع عن الشوارع. وهوجمت قاعدتين لنا يوم السبت، في أوريم وزيكيم. وقُتل 14 جنديا، وأصيب قائد لواء الجنوب في كتفه جراء إطلاق نار. وأجلينا حتى الآن عشرات آلاف السكان من 24 بلدة في غلاف غزة إلى فنادق في أنحاء البلاد”
الأمم المتحدة تحصي الخسائر
هذا أعلنت الأمم المتحدة صباح اليوم الخميس، أن أكثر من 338 ألف شخص أُجبروا على الفرار من منازلهم في قطاع غزة الذي يتعرّض لقصف إسرائيلي عنيف منذ شنت حركة حماس هجوما مباغتا على مستوطنات “غلاف غزة” وبلدات إسرائيلية في الجنوب. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوشا” في بيان إنّ عدد النازحين في القطاع المكتظ بـ2.3 مليون نسمة “ارتفع بمقدار 75 ألف شخص إضافي” ليصل إلى 338934″ نازحا.
وأوضح المكتب أن ما يقرب من 220 ألف شخص، أي ثلثي النازحين، لجأوا إلى مدارس تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في القطاع، في حين لجأ ما يقرب من 15 ألف شخص إلى مدارس تديرها السلطة الفلسطينية.
أما العدد المتبقي من النازحين والذي يزيد عن 100 ألف شخص، فقد وجدوا ملاذا لدى أقارب وجيران لهم وداخل كنيسة وغيرها من المرافق في مدينة غزة.
وقال أوشا إنه قبل هجوم حماس على إسرائيل صباح السبت كان هناك أساساً حوالي 3000 نازح داخل القطاع.
ونقل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عن وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة قولها إن القصف العنيف الذي تشنه إسرائيل على القطاع، تسبب بتدمير ما لا يقل عن 2540 وحدة سكنية في القطاع أو جعلها غير صالحة للسكن. وأضاف أن 22850 وحدة سكنية أخرى أصيبت بأضرار متوسطة إلى طفيفة.
كما أعربت الوكالة الأممية عن قلقها إزاء الدمار الكبير الذي لحق بالبنى التحتية المدنية في القطاع من جراء القصف الإسرائيلي. ولفتت إلى أن مرافق للصرف الصحي تخدم أكثر من مليون شخص، تعرضت لغارات جوية مما أدى لتراكم المخلفات الصلبة في الشوارع مع ما ينطوي ذلك على أخطار صحية.