سوريا والحرب: الغرب يحذر الأسد.. و”حزب الله” يجند

سوريا والحرب: الغرب يحذر الأسد.. و”حزب الله” يجند

 د.خالد العزي

تشير صحيفة “نيزافسيمايا غازيتا” الروسية في مقال نشرته أمس إلى أن واشنطن حذرت النظام السوري من القيام بأعمال اعتباطية  ضد  إسرائيل بعد ان بدأت القوات العسكرية الشيعية العاملة في سوريا الموالية لإيران “حزب الله” في تجنيد السكان المحليين لمساعدة حركة “حماس” في حربها مع إسرائيل.

وقالت الصحيفة: “تشير وسائل الاعلام العربية أن القوات شبه العسكرية الشيعية بدأت حملة في سوريا لتجنيد مقاتلين جدد”. ووفقا لما أوردته، فتحت القوات الموالية لإيران مراكز تجنيد، بما في ذلك في محافظة دير الزور في شمال شرق سوريا، والتي شهدت خلال هذه الأشهر انتفاضة قوية للقبائل العربية. وإن القوات غير النظامية المنتشرة قرب هضبة الجولان الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، التي تعمل إلى جانب الحكومة المركزية، وضعت في حالة تأهب قصوى. ويقال إنهم بدأوا في تعزيز مرافقهم لوجستياً”.

وتضيف الصحيفة: “اطلاق عدة صواريخ من الجبهة الجنوبية  السورية باتجاه اسرائيل  دفع  الطيران  الاسرائيلي فوق اهداف سورية وخاصة بعد ان أبلغ بنيامين نتنياهو حزب الله بانه اذا تدخل في الجبهة الشمالية، فإن رده  سيكون قاسيا جدا باتجاه الضاحية الجنوبية معقل  حزب الله  وايضا سيضرب دمشق  ويعمل على إسقاط الاسد”.

وتشير الصحيفة إلى “تحرك البارجة الامريكية التي تعتبر رسالة لايران بحال الدخول في العبث السوري واللبناني وفتح جبهات جديدة ضد اسرائيل  فان امريكا باتت معنية بالامر لانها تحافظ على مصالحها  في المنطقة “، لافتة إلى “تلقي الاسد تبليغا وتحذيرا مباشرا من دول الاعتدال العربي بان السماح لفتح جبهة الجولان امام التطرف الشيعي او السني سوف يتحمل مسؤولية هذا التصعيد الذي لن ينتهي بسهولة كما يتصور البعض “.

اذن الفرضية حول احتمال فتح جبهة سورية بدأت تثير قلق اللاعبين الإقليميين الرئيسيين. ويذكر ان مواجهة أوسع قد لا يغفل الإشارة إلى سوريا. وقد عملت دمشق وحماس باستمرار على إعادة الاتصالات في السنوات الأخيرة. لقد حدث انهيار خطير في العلاقات ليس فقط مع القصر الرئاسي السوري، بل أيضاً مع ما يسمى “محور المقاومة” الشيعي، وهو كتلة تقليدية من الجهات الفاعلة الإقليمية الموالية لإيران ــ في المراحل الأولى من الصراع المدني في سوريا.عندما دعم ممثلو الحركة الفلسطينية المعارضة المحلية علناً. وتعرض أعضاء حماس اللوم ليس فقط بسبب الدعم العسكري، بل أيضاً بسبب المساعدة المالية لمعارضي الأسد. ولم تبدأ الحركة في بناء الجسور مع الجماعات القريبة من إيران إلا بعد تعديل في قيادتها قبل ستة أعوام.

وتشير احدى الدراسات التي صدرت منتصف العام الحالي عن موقع “جسور” التحليلي التركي، فإن الوجود العسكري للتشكيلات التي تعتبر وكلاء لإيران في سوريا قد زاد مؤخراً بشكل ملحوظ. وهكذا، يعرض الباحثون حساباتهم، التي تفيد بأن التشكيلات المقربة من الجمهورية الإسلامية تمتلك، حتى السابع من هذا العام  570 منشأة عسكرية في سوريا. وفي المركز الثاني، بـ 125 موقعًا، تأتي تركيا، التي أنشأت شبكة منفصلة من محمياتها في شمال البلاد. ويصل إجمالي عدد المنشآت العسكرية الموجودة في سوريا من قبل القوى الأجنبية المشاركة في النزاع، بحسب محللي جسور، إلى 830 وحدة. فالتركيز الرئيسي للصراع المسلح حول المناطق الجنوبية من إسرائيل حاليا، المتاخمة لقطاع غزة. حيث يزعم الجيش الإسرائيلي أن المنطقة الحدودية التي اخترقها الإرهابيون قد تمت السيطرة عليها بالكامل. بدأت قوات الهندسة العسكرية بتلغيم المناطق القريبة من فجوة السياج. ويركز ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الآن على تشكيل حكومة طوارئ خاصة، مهمتها الحالية ادارة الحرب.

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. خالد العزي

أستاذ جامعي وباحث لبناني