الأميركيون يغادرون من ميناء حيفا على حسابهم .. وصواريخ “حماس” تخلي الكنيست
السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير
أدى القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ 7 أكتوبر إلى تسوية أحياء بالأرض، وتسبب في أزمة إنسانية لا توصف بالقطاع. وأوضحت وزارة الصحة في قطاع غزة، في بيان، أن نحو 2750 من القتلى سقطوا في قطاع غزة، إلى جانب 58 في الضفة الغربية.
وأشار البيان إلى أن عدد المصابين الفلسطينيين تجاوز 10 آلاف و950 مصاباً، بينهم أكثر من 9700 في قطاع غزة. كما أكدت سلطات مختلف البلدان المعنية مقتل نحو 160 مواطناً أجنبياً يحمل عدد منهم الجنسية الإسرائيلية أيضاً. وأعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين، وجود 199 أسيرا لدى حركة حماس.
وحذر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط أحمد المنظري من تحول نقص المياه والكهرباء والوقود بقطاع غزة المحاصر إلى “كارثة حقيقية” خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة.
وقال في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” الاثنين، بشأن نقص الإمدادات الأساسية إن الأمر قد يحتمل “الأربع والعشرين ساعة القادمة بعد ذلك ستكون كارثة حقيقية .. لا وقود وبالتالي لا كهرباء ولا مياه لعموم سكان غزة وبالأخص للمستشفيات والمؤسسات الصحية“.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)، اليوم الاثنين، إن أكثر من مليون شخص في غزة، أي ما يقرب من نصف عدد سكان القطاع، نزحوا منذ بدء المواجهة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وذكرت الوكالة في بيان أن هناك نحو 600 ألف نازح في المنطقة الوسطى وخان يونس ورفح بقطاع غزة، من بينهم حوالي 400 ألف في مرافق الأونروا. وأشار البيان إلى أن ذلك “يتجاوز بكثير قدرتنا على المساعدة بأي طريقة مجدية، بما في ذلك توفير المساحة في ملاجئنا والغذاء والمياه”، مضيفاً أنه لا توجد حالياً أعداد كافية من أكياس حفظ الموتى في غزة. وقالت إن هناك تقارير مؤكدة عن تأثر 23 منشأة تابعة لها في جميع أنحاء قطاع غزة نتيجة للغارات الجوية، ولكن من المرجح أن يكون العدد الإجمالي أعلى من ذلك. وأوضحت أن هناك 127 منشأة تابعة للأونروا في مدينة غزة وشمال القطاع، لافتة إلى أن ما يقرب من 170 ألف نازح كانوا يحتمون في منشآت الأونروا بهذه المناطق وقت صدور أمر الإخلاء الإسرائيلي.
وتزامنا مع انعقاد جلسة للكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، استهدف قصف صاروخي اليوم مدينتي تل أبيب والقدس ودوت صفارات إنذار في أرجاء تل أبيب حيث جرى تعليق الجلسة وإخلاء المبنى.
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها قصفت تل أبيب برشقة صاروخية “رداً على استهداف المدنيين”.
وقال الإسعاف الإسرائيلي إنه تلقى بلاغات حول إصابات بعد تفعيل صفارات الإنذار جنوب القدس.
وفي كلمته أمام الكنيست قبل تعليق جلسته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن “النصر في غزة سيستغرق وقتاً”، معتبرا أن “العالم بحاجة إلى الاتحاد” لهزيمة حماس، مضيفاً: “هذه الحرب حربكم أيضاً”، مشبهاً حركة حماس بالنازيين. كما حذر نتنياهو كلاً من إيران وحزب الله قائلاً “لا تختبرونا” في جبهة الشمال.
من جهة ثانية، ذكرت شبكة “سي إن إن” أن 6 شاحنات وقود أممية عبرت إلى غزة عبر معبر رفح فيما أفادت مصادر صحافية أن إسرائيل تتحفظ على دخول كل شاحنات المساعدات من رفح، وطلبت تخفيض عددها كما تشترط معرفة مصير الأسرى لدى حماس للموافقة على هدنة مؤقتة.
وقد احتشد مئات الرعايا الأجانب من مختلف الجنسيات، وكذلك فلسطينيين من حاملي الجنسيات المزدوجة، أمام بوابة معبر رفح البري بجنوب قطاع غزة منذ الساعات الأولى لصباح اليوم على أمل السماح لهم بالعبور إلى صالة المعبر الفلسطينية.
وظلت مئات الأطنان من المساعدات المقدمة من عدة دول عالقة في سيناء بمصر لعدة أيام في انتظار التوصل إلى اتفاق لإيصالها بشكل آمن إلى غزة وإجلاء بعض حاملي جوازات السفر الأجنبية عبر معبر رفح.
وغادرت اليوم سفينة تحمل رعايا أميركيين من ميناء حيفا نحو قبرص وفق ما أكد صحافيون في وكالة “فرانس برس”.
وكان قد تجمع نحو 250 من الرعايا الأميركيين صباح اليوم أمام رصيف ميناء مدينة حيفا، حاملين حقائبهم وأمتعتهم لمغادرة إسرائيل نحو قبرص.
وتقاطر الرعايا الأميركيون وبينهم أطفال إلى ميناء المدينة الواقعة في شمال البلاد، وهم يدفعون حقائب مختلفة الأحجام ويحملون أخرى على ظهورهم أو أكتافهم.
وكان أفراد من طاقم السفارة الأميركية يرتدون سترات حمراء وبيضاء يعملون على تنظيم العملية. وصاحت إحدى موظفات السفارة بصوت مرتفع لتبلغ الرعايا بضرورة تسجيل أسمائهم عبر الإنترنت وتلقي تأكيدا بذلك للتمكن من الصعود. وافترشت بعض النسوة مع أطفالهن الأرض في انتظار التحقق من ورود الأسماء، بينما قام بعض العاملين في الميناء بتسجيل الأسماء وتسلم الحقائب التي يسمح لكل مسافر بواحدة منها فقط.
وقالت موظفة في السفارة لوكالة “فرانس برس” إن “السفر ليس مجاناً، هو بمثابة قرض يجب سداده في أميركا”.
وأشارت إلى أن السفارة تتولى حصراً “تأمين نقلهم خارج إسرائيل”، بينما سيكون على الرعايا تدبّر إقامتهم في فنادق قبرص على نفقتهم الخاصة، أو تذاكر سفر إلى دول أخرى. وسيتوجب على كل مسافر توقيع وثيقة يتعهد فيها إعادة دفع كلفة الرحلة. ولم تعلن واشنطن عدد من سيتم نقلهم بحراً.
وتنوعت قائمة المغادرين بين من كانوا مقيمين في إسرائيل، وآخرين جاءوا لزيارتها لكن باغتتهم الحرب.
وفي حين يؤكد بعض المغادرين عدم نيتهم العودة، يشدد آخرون على أن ابتعادهم عن إسرائيل سيكون مؤقتاً.